كيف تكون صلة الرحم لمَن يسكن في بلادٍ بعيدةٍ؟

صِلة الرحم المرجع فيها للعُرف، فلا تختص بطريقةٍ معينةٍ، فتكون بما تعارف عليه الناس، حتى لو كنتَ في بلدٍ بعيدٍ، وقريبك في بلدةٍ بعيدةٍ أخرى، يعني: في وقتنا الحاضر وُجِدَتْ وسائل الاتصالات ووسائل المُواصلات التي تُقرب البعيد أيضًا، فبالإمكان أنك تتواصل معه هاتفيًّا، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أيضًا أن تذهب له ولو مرةً في العام -يعني: إذا تيسر ذلك- وتَزُوره وتُهدي إليه.

فيمكن أن تصل أرحامك ولو كنتَ بعيدًا، يعني: لو كنتَ -مثلًا- هذا الرحم تتصل به يوميًّا أو شبه يوميٍّ، وتتعاهده بالتواصل، وتتفقد حوائجه، وتسأل عنه، وتهتم به؛ فأنت -في الحقيقة- واصلٌ، فصلة الرحم لا تختص بطريقةٍ معينةٍ، وإنما المرجع فيها للعُرف.

ومن أحسن الطرق لتحقيق صلة الرحم في وقتنا الحاضر: الإفادة من وسائل التقنية الحديثة، كأن يجعل مجموعةً على (الواتس) -مثلًا- لهؤلاء الأرحام والأقارب، وكل يومٍ يتبادلون السلام والتحية والتواصل وتبادل المقاطع المفيدة.

هذه صورةٌ من صور صلة الرحم، يعني: هذا يُعتبر مجلسًا افتراضيًّا، كأنك أنت وقريبك، كأنك قد جلستَ معه في المجلس، لكن في مجلسٍ افتراضيٍّ عن طريق هذه المجموعات، فهذا يدخل في صلة الرحم.

ولذلك ينبغي للأقارب والأرحام أن يُنْشِؤُوا هذه المجموعات -مجموعة مثلًا على (الواتس) أو على غيره من وسائل التواصل الاجتماعي- ويتبادلون كل يومٍ السلام والتحية والتواصل بينهم، وتبادل المقاطع المفيدة، ونحو ذلك، هذا يدخل في صلة الرحم.