ما توجيهكم لمن لا يحرص على السنن الرواتب؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما توجيهكم لمن لا يحرص على السنن الرواتب؟
الجواب
السنن الرواتب ليست واجبةً، وإنما هي مستحبةٌ، من تركها؛ فلا إثم عليه، لكنه يحرم نفسه من الفضل والأجر المترتب عليها، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه [1]؛ وهذا يدل على أن الإكثار من النوافل من أسباب نيل محبة الله .
ثم إن الإتيان بالنوافل عمومًا -ومنها السنن الرواتب- فيه فائدةٌ عظيمةٌ للمسلم، وهي أن هذه النوافل تكمِّل النقص الذي قد يكون في الفرائض، فأول ما يحاسب عليه العبد من عمله يوم القيامة: الصلاة، وأول ما يحاسب عليه من الصلاة: الفريضة، فإن كان فيها نقصٌ؛ فيقال: انظروا هل له من تطوعٍ؟ [2]، فيكمل النقص الذي يكون في الفريضة بما يكون للإنسان من تطوعٍ، حتى إنها ترقَّع كما يرقع الثوب؛ ولذلك بعض الناس يقول: هذه سُنَّةٌ، هذه نافلةٌ، ليست واجبةً، نقول: صحيحٌ، لكن هل تضمن أنك أتيت بالواجب كما أمرك الله؟
فالإنسان..، يعتري الواجب ما يعتريه من النقص والخلل، فهو بحاجةٍ للنوافل؛ لتكميل ما قد يقع في الفرض من نقصٍ ومن خللٍ؛ ولذلك ينبغي أن يُعوِّد المسلم نفسه على الإتيان بهذه النوافل، ومن ذلك السنن الرواتب، كم يستغرق منك أداء السنة الراتبة؟ يعني مثلًا ركعتان بعد المغرب، أو ركعتان بعد العشاء، كم تأخذ من وقتك؟ ربما دقيقتين، وتنال بذلك أجرًا وثوابًا، وأيضًا إذا كان هناك خللٌ في الفريضة؛ يكمل النقص والخلل الواقع في الفريضة.
فينبغي أن يعود المسلم نفسه على الإتيان بالنوافل بعد أداء الفرائض.