حكم الذهاب إلى القبور والتبرك بـها، وطلب الرزق والولد.. إلخ؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
حكم الذهاب إلى القبور والتبرك بـها، وطلب الرزق والولد.. إلخ؟
الجواب
الذهاب للأضرحة والقبور وطلب الرزق والولد، وسؤال أصحابـها قضاء الحاجات وتفريج الكربات؛ هذا من الشرك الأكبر، إذا كان يدعو أصحاب القبور من دون اللّـه هذا هو الشرك الأكبر.
ما الفرق بين من يذهب للقبر أو للضريح ويسأل صاحب الضريح قضاء الحاجات، أو تفريج الكربات، أو يسأله الرزق، أو يسأله الولد، أو يسأله أمورًا أخرى، وبين من يأتي لصنم ويطلب من الصنم أن يشفع له عند اللّـه ؟
لا فرق في الحقيقة، الأمم السابقة الذين أرسل اللّـه تعالى إليهم الرسل: قوم نوح وعاد وثـمود، والأمم السابقة ما كانوا ينكرون وجود اللّـه، كانوا يُقرون بأن اللّـه الخالق، الرازق، المدبر لهذا الكون: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف:87]، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [لقمان:25]، لكن عندهم انحراف في العقيدة وفي العبادة، جعلوا بينهم وبين اللّـه وسائط، وهي هذه الأصنام، وقالوا: نريد أن هذه الأصنام تُقربنا إلى اللّـه: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، ما الفرق بين هؤلاء وبين من يجعل بينه وبين اللّـه هذا القبر، ويقول: هذا قبر إنسان صالح، أريد أن يشفع لي عند اللّـه في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، ونحو ذلك؟
لا فرق، هذا هو الشرك الأكبر الذي هو أعظم ذنبٍ عُصي اللّـه به، يقول اللّـه تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، ويقول: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء:48]، ويقول في الآية الأخرى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:116].
فالمشرك حرّم اللّـه عليه الجنة، لا يـمكن أن يدخل الجنة: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ [الأعراف:40-41]، فالمشرك حرّم اللّـه عليه الجنة، ومخلدٌ في النار أبد الآباد، وهو أعظم ذنبٍ عُصي اللّـه به.
ومن مات على التوحيد واجتنب الشرك، فهذا على خير حتى وإن وقع في ذنوب ومعاصٍ مآله للجنة، فإن معتقد أهل السنة والجماعة: أن من مات على التوحيد لا يُخلد في النار، بل يخرج منها برحمة أرحم الراحمين ويدخل الجنة، لكن من مات على الشرك لا يقبل اللّـه منه صرفًا ولا عدلًا، حتى هذا المشرك ما يأتي به من صلاة وصيام وزكاة وأعمال صالحة يجعلها اللّـه تعالى هباءً منثورًا، لا تُقبل منه: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23].
فهؤلاء الذين يذهبون إلى الأضرحة والقبور ويطوفون بـها، ويسألون أصحابـها قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، هذا هو الشرك الأكبر الذي من وقع فيه حرم اللّـه عليه الجنة: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [المائدة:72]، هذا هو الشرك الأكبر الذي هو أعظم ذنبٍ عُصي اللّـه به.
فيجب الإنكار على هؤلاء؛ لأن بعض من يفعل ذلك يقعون عن جهل، وبعضهم يريد قضاء حاجته بأي طريق، مثلًا: إنسان لـم يُرزق بولد، أو امرأة لـم تُرزق بولد، فتريد أن تذهب لصاحب القبر وتطلب منه أن يرزقها ولدًا، أو يشفع لها عند اللّـه في أن تُرزق بولد؛ هذا لا يجوز، هذا هو الشرك الأكبر، أو يدعو صاحب القبر أن يشفع له في المغفرة، أو في الرحمة، أو نحو ذلك، هذا هو الشرك الأكبر: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3].