الرئيسية/دروس علمية/شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري/(13) باب ما يجوز من تفسير التوراة..- من حديث “أن هرقل دعا ترجمانه..”
|categories

(13) باب ما يجوز من تفسير التوراة..- من حديث “أن هرقل دعا ترجمانه..”

مشاهدة من الموقع

بابٌ: ما يجوز من تفسير التوراة …

ثم قال المُصنف رحمه الله:

بابٌ: ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها؛ لقول الله تعالى: قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:93].

ومُراده أن التفسير من فعل المُفسِّر، وهو مخلوقٌ، أما المُفسَّر فهو كلام الله تعالى.

هذا هو مُراد الإمام البخاري.

وقال ابن عباسٍ: أخبرني أبو سفيان بن حرب: أن هرقل دعا تَرْجُمَانه، ثم دعا بكتاب النبي فقرأه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمدٍ عبدالله ورسوله إلى هرقل: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ … الآية [آل عمران:64] [1].

أحوال الملوك مع رسائل النبي

هذه القصة قصةٌ عجيبةٌ، فالنبي أرسل رسائل إلى ملوك ورؤساء العالم، وكان منهم هرقل ملك الروم، وأيضًا كِسْرَى ملك الفرس، والنَّجاشي ملك الحبشة.

انظر إلى الفرق بينهم: كسرى كان أحمقَ، لما جاء كتاب النبي مزَّقه؛ فقال عليه الصلاة والسلام: مزَّق الله مُلْكَه [2]؛ فمزَّق اللهُ مُلْكَه، فلم تقم لهم قائمةٌ إلى اليوم.

هرقل كان رجلًا عاقلًا، وكان عنده علمٌ أيضًا، فلما أتاه كتاب النبي عظَّمه، وقال: “ادعُ مَن كان هنا من العرب”، وكان من قدر الله أن الموجود أبو سفيان، فأُتِيَ بأبي سفيان، قال: “سأسألك عشرة أسئلةٍ”، وطبعًا يتكلم بغير العربية؛ ولذلك طلب مُترجمًا.

قال أبو سفيان: “والله لولا أني أخشى أن يُؤْثَر عني كذبًا لكذبتُ”.

سبحان الله! حتى في الجاهلية يستنكف من الكذب!

سأله عشرة أسئلةٍ: هل كان من آبائه ملكٌ؟

ثم سأل عدة أسئلةٍ: كيف أتباعه؟ كيف كذا؟

فلما سأله عشرة أسئلةٍ قال: “لئن كان ما تقوله حقًّا ليَمْلُكَنَّ موضع قدمي هاتين، ولوددتُ أني أذهب وأُقبل قدميه”.

قال أبو سفيان: “لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة”، لما سمعتُ هذا الكلام من عظيم الروم، كيف يقول عظيم الروم عنه هذا الكلام؟!

يقول: “فوقع في قلبي أنه على الحق، وأنه سيظهر منذ ذلك الحين”.

هرقل عرف أنه نبيٌّ، وعرف الحقَّ، ثم تردد، ثم عرض على قومه أن يذهبوا، فأنكروا عليه إنكارًا شديدًا، فقال: “لا، أردتُ أن أختبركم: هل تتمسكون بدينكم أم لا؟” [3]، ثم آثَرَ الدنيا على الآخرة، وبقي في مُلْكِه ولم يُسْلِم، مع أنه عرف الحقَّ.

النَّجاشي -سبحان الله!- رجلٌ عنده عدلٌ ورحمةٌ وحكمةٌ، وفَّقه الله للحقِّ فأسلم وأخفى إسلامه، وبقي في المُلْك، بقي ملكًا على الحبشة ومسلمًا، وأخفى إسلامه؛ لأنه لو أعلن إسلامه ما تركوه، ولما مات صلى عليه النبي صلاة الغائب، وقال: إنه مات اليوم رجلٌ صالحٌ [4]، وصفه بالصلاح، وصلى عليه صلاة الغائب.

فانظر إلى أحوال هؤلاء الملوك الثلاثة:

  1. أحدهم: أحمق، دعا عليه النبي عليه الصلاة والسلام، ومزَّق الله مُلْكَه.
  2. الثاني: هرقل عرف الحقَّ، لكن آثر الدنيا على الآخرة.
  3. الثالث: عرف الحقَّ، ووفَّقه الله تعالى لأن يُسلم، ويُخفي إسلامه، ويبقى ملكًا إلى أن مات.

فسبحان الله!

يعني: انظر إلى أحوال هؤلاء الملوك الثلاثة.

هنا يقول: دعا تَرْجُمَانه، فترجم له كتاب النبي : بسم الله الرحمن الرحيم، من محمدٍ عبدالله ورسوله إلى هرقل: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64].

ثم ساق بسنده عن أبي هريرة  قال:

كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعِبْرانية، ويُفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله : لا تُصدِّقوا أهل الكتاب، ولا تُكذِّبوهم، وقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ … الآية [البقرة:136] [5].

فهم لغتهم العبرية أو العِبْرانية إلى الآن، واليهود يقرؤون بالعبرية إلى الآن، هذه لغتهم، ويُقال: إنها لغةٌ عربيةٌ قديمةٌ، والله تعالى أعلم.

قصة اليهوديين اللذين أمر النبي برجمهما

ثم ساق بسنده عن عمر:

أُتِيَ النبي برجلٍ وامرأةٍ من اليهود قد زَنَيَا، فقال لليهود: ما تصنعون بهما؟ قالوا: نُسَخِّم وجوههما.

يعني: نُسَوِّد وجوههما بالفحم.

ونُخْزِيهما.

قال: فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:93]، فجاءوا، فقالوا لرجلٍ ممن يرضون: يا أعور، اقرأ. فقرأ حتى انتهى إلى موضعٍ منها فوضع يده عليه.

انظر إلى الخُبْث: وضع يده على آية الرجم.

قال: ارفعْ يدك، فرفع يده.

وجاء في روايةٍ: أن الذي قال ذلك عبدالله بن سَلَام [6].

فرفع يده، فإذا فيه آية الرجم تلوح، فقال: يا محمد، إن عليهما الرجم، ولكننا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما فرُجِمَا، فرأيتُه يُجَانِئ عليها الحجارة [7].

يعني: يُحاول أن يحميها ويقيها من الحجارة من حُبِّه لها؛ لهذه المرأة التي زنى بها، حتى أثناء الرجم يُحاول أن يحميها من الحجارة.

فرُجِمَا جميعًا، والرجم موجودٌ في التوراة، وهو موجودٌ في القرآن، فنُسخت التلاوة وبقي الحكم.

فانظر إلى الفرق بين اليهود والمسلمين؛ اليهود موجودٌ عندهم في التوراة ولكن لم يُطبِّقوه، والمسلمون نُسِخَ لفظًا من القرآن وطبَّقوه، مع أنه نُسِخَ لفظًا من القرآن وبقي حكمه.

فانظر إلى الفرق بين الأُمتين.

والله تعالى هنا قال: فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا، والتوراة بالعِبْرانية، وأمر الله تعالى أن تُتْلَى على العرب، وهم لا يعرفون العِبْرانية، وهذا هو مُراد المؤلف: أن التفسير من فعل المُفسِّر، وهو مخلوقٌ، أما المُفسَّر فهو كلام الله تعالى.

بابٌ: قول النبي : الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البَرَرة

ثم قال المؤلف رحمه الله:

بابٌ: قول النبي : الماهر بالقرآن مع السَّفَرَة الكرام البَرَرَة، وزَيِّنوا القرآن بأصواتكم.

وساق بسنده حديث أبي هريرة : ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ … [8]، وهذا سبق الكلام عنه.

ثم ساق قصة الإفك أيضًا، وسبق الكلام عنها، والتعليق عليها.

ثم ساق حديث البراء:

سمعتُ النبي يقرأ في العشاء: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ [التين]، فما سمعتُ أحدًا أحسن صوتًا أو قراءةً منه [9].

ومُراد البخاري بهذا الباب: بيان أن التلاوة فعل التالي، فهي داخلةٌ في أفعال العباد؛ ولهذا تُوصف بالمهارة: الماهر بالقرآن.

وهنا قرأ النبي في صلاة العشاء سورة: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وهذا يدل على استحباب قراءتها في صلاة العشاء، مع أنه عليه الصلاة والسلام غالبًا يقرأ في صلاة العشاء من وسط المُفصل، فكان هذا هديه عليه الصلاة والسلام، وهذه سنةٌ لا يُطبقها كثيرٌ من أئمة المساجد.

مقدار القراءة في الصلوات

السُّنة في القراءة في الفجر من طِوَال المُفصل، وفي الظهر والعصر والعشاء من وسط المُفصل، والمغرب من قِصَار المُفصل.

المُفصل يبدأ من سورة “ق” إلى “الناس”، طِوَاله من “ق” إلى عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ [النبأ]، وسطه من عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ إلى “الضحى”، قِصَاره من “الضحى” إلى “الناس”.

فينبغي أن يحرص الإمام على تطبيق السُّنة، وبعض أئمة المساجد يقول أحدهم: أُراجع حفظي.

نقول: راجع حفظك في غير الصلاة؛ لأن الشارع له مقصدٌ، يعني: ترديد سور المُفصل يجعل الناس تحفظ هذه السور، والناس فيهم الأُمي، وفيهم العامّي، وفيهم العامل المشغول، وفيهم …، فإذا رددتَ هذه السور سهل حفظها.

ولذلك ينبغي أن يحرص إمام المسجد على أن يقرأ بالمُفصل غالبًا: الفجر من طِوَاله، والمغرب من قِصَاره، وفي الظهر والعصر والعشاء من وسطه غالبًا، وليس دائمًا.

ثم ساق بسنده عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال:

كان النبي مُتواريًا بمكة، وكان يرفع صوته … [10].

هذا سبق الكلام عنه أيضًا، والتعليق عليه.

حكم الأذان للمُنفرد

ثم ساق حديث أبي سعيدٍ : أنه قال لعبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صَعْصَعَة:

“إني أراك تُحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فَأَذَّنْتَ للصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مَدَى صوت المُؤذن جنٌّ ولا إنسٌ ولا شيءٌ إلا شهد له يوم القيامة”.

قال أبو سعيدٍ: سمعتُه من رسول الله [11].

وهذا يدل على فضل الأذان، وأيضًا استحباب الأذان للمُنفرد.

حكم حمل الحائض للمصحف

ثم ساق بسنده حديث عائشة رضي الله عنها:

“كان النبي يقرأ القرآن ورأسه في حجري، وأنا حائضٌ” [12].

واستدل به على جواز حمل الحائض للمصحف من وراء حائلٍ؛ لقول عائشة رضي الله عنها: “كان النبي يقرأ القرآن ورأسه في حجري، وأنا حائضٌ”.

والمرأة الحائض يجوز لها أن تقرأ القرآن على القول الراجح، لكن لا تمسّ القرآن إلا من وراء حائلٍ.

هنا فقط فائدةٌ في رفع المُؤذن صوته بالأذان، قال الكرماني: “رفع الصوت بالقرآن أحقُّ بالشهادة وأولى”، يعني: إذا كان المُؤذن يشهد له مَن سمعه، فالقرآن من باب أولى.

هذه الفائدة ذكرها الكرماني.

بابٌ: قول الله تعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ

ثم قال:

بابٌ: قول الله تعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل:20].

وساق بسنده عن عمر  قال:

سمعتُ هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ، فاستمعتُ لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروفٍ كثيرةٍ لم يُقْرِئْنِيها رسول الله ، فكِدْتُ أُساوره في الصلاة، فتَصَبَّرتُ حتى سلَّم، فَلَبَبْتُهُ بردائه، فقلتُ: مَن أقرأك هذه السورة التي سمعتُك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله . فقلتُ: كذبتَ؛ أقرأنيها على غير ما قرأتَ. فانطلقتُ به أقوده إلى رسول الله ، فقلتُ: إني سمعتُ هذا يقرأ سورة الفرقان على حروفٍ لم تُقْرِئْنِيها! فقال: أَرْسِلْهُ، اقرأ يا هشام، فقرأ القراءة التي سمعتُه، فقال رسول الله : كذلك أُنزلتْ، ثم قال رسول الله : اقرأ يا عمر، فقرأتُ، فقال: كذلك أُنزلتْ، إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرفٍ، فاقرؤوا ما تيسَّر منه [13].

من رحمة الله تعالى وتيسيره على هذه الأُمة: أن القرآن نزل على سبعة أحرفٍ، على لهجات العرب، ثم بعد ذلك في زمن الصحابة لما اتَّسعتْ رُقعة الدولة الإسلامية حصل الاختلاف في القراءة، فاجتمع الصحابة ورأوا جمع الناس على حرفٍ واحدٍ، وهو حرف قريشٍ، وهو الذي كان عليه آخر عَرْضَةٍ عرضها النبي على جبريل ، فأمر عثمان بأن تُجْمَع المصاحف كلها، فحُرقت المصاحف على جميع الحروف إلا على حرف قريشٍ، وهذا من رحمة الله بهذه الأُمة.

والقراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة المذكورة هنا، فالقراءات السبع كلها على حرف قريشٍ الذي جمع عثمانُ الأُمة عليه.

انتبه لهذا: بعض الناس يخلط فيظن أن القراءات السبع هي الحروف السبعة.

لا، هذا غير صحيحٍ.

الحروف السبعة لم يَبْقَ منها إلا حرفٌ واحدٌ، وهو حرف قريشٍ، والقراءات السبع هي على هذا الحرف.

بابٌ: قول الله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

قال:

بابٌ: قول الله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:17]، وقال النبي : كلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له.

قال: مُيَسَّرٌ مُهيَّأٌ.

وقال مجاهد: يَسَّرنا القرآن بلسانك، هَوَّنَّا قراءته عليك.

وقال مطر الوراق: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ، قال: فهل من طالب علمٍ فَيُعان عليه.

سبحان الله!

يعني: تيسير القرآن أمرٌ واضحٌ، نرى الأعاجم لا يتكلمون بكلمةٍ من العربية، ويقرؤون القرآن كما يقرأه العرب، وربما يفوقونهم، وهذا نراه مُشاهدًا، وهذا من تيسير الله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ.

ثم ساق بسنده عن عمران:

قلتُ: يا رسول الله، فيما يعمل العاملون؟ قال: كلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له [14].

وساق الحديث أيضًا:

عن عليٍّ، عن النبي : أنه كان في جنازةٍ، فأخذ عودًا، فجعل يَنْكُتُ في الأرض، فقال: ما منكم من أحدٍ إلا كُتِبَ مقعده من الجنة أو من النار، قالوا: أفلا نَتَّكِلُ؟ قال: اعملوا، فكلٌّ مُيَسَّرٌ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى [الليل:5] [15].

الصحابة سألوا النبي قالوا: فيمَ العمل؟ أفيما جَفَّتْ به الأقلام، وجرتْ به المقادير، أو فيما نستقبل؟ قال: لا، بل فيما جَفَّتْ به الأقلام، وجرتْ به المقادير، قالوا: ففيمَ العمل إذن؟ قال: اعملوا، فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له [16].

مسائل القضاء والقدر من المسائل التي هي فوق مستوى العقل البشري؛ ولذلك نهى السلف عن التَّعمق فيها، فينبغي أن يفهم بإجمالٍ على ضوء النصوص، ويعمل، وكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له؛ ولذلك إذا رأى الإنسان من نفسه سلوك طريق الاستقامة فهذه بُشْرَى على أنه يُسِّرَ لطريق الخير: اعملوا، فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له.

بابٌ: قول الله تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ۝فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ

ثم قال:

بابٌ: قول الله تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ۝فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [البروج:21-22].

والمجيد مُستلزمٌ للعظمة والجلال.

فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ هو أم الكتاب، ومنه تُنسخ الكتب، محفوظٌ من الشياطين، ومن الزيادة والنقصان.

ومراد البخاري بهذا الباب: أنَّ القرآن في المصحف مكتوبٌ مسطورٌ، وأنَّ كون القرآن في المصحف مكتوبًا مسطورًا لا يُنافي كونه كلام الله.

هذا مراد البخاري من هذا الباب.

قال:

وَالطُّورِ ۝وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ [الطور:1-2]، قال قتادة: مكتوبٌ.

يَسْطُرُونَ [القلم:1] يَخُطُّون.

فِي أُمِّ الْكِتَابِ [الزخرف:4] جملة الكتاب وأصله.

مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ [ق:18] ما يتكلم من شيءٍ إلا كُتِبَ عليه.

قال ابن عباسٍ: يُكتب الخير والشر.

يعني: الملائكة تكتب كل شيءٍ: الخير والشر.

يُحَرِّفُونَ [النساء:46] يُزيلون، وليس أحدٌ يُزيل لفظ كتابٍ من كتب الله ​​​​​​​، ولكنهم يُحرِّفونه -يعني- يتأولونه على غير تأويله.

ثم ساق المصنف بسنده عن أبي هريرة :

أن النبي قال: لما قضى اللهُ الخلقَ كتب كتابًا عنده: غَلَبَتْ -أو قال: سَبَقَتْ- رحمتي غضبي [17].

سبق الكلام عن هذا الحديث، وأيضًا بالرواية الأخرى سبق التعليق عليه والكلام عنه في درسٍ سابقٍ.

بابٌ: قول الله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ

ثم قال المصنف رحمه الله:

بابٌ: قول الله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:96].

أراد البخاري بهذا بيان أن الله الخالق لكل شيءٍ، فيدخل فيه أعمال العباد وأفعالهم، وأراد بهذا الردّ على المُعتزلة الذين قالوا: إن الإنسان يخلق فعله.

قال:

إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49].

وهذا يستدل به على إثبات القدر.

ويُقال للمُصوِّرين: أحيوا ما خلقتم، إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف:54].

فَفَرَّقَ بين الخلق والأمر، فالخلق أثر الأمر الكائن به الخلق، وعطف الأمر على الخلق يقتضي المُغايرة، فالأمر يتناول الأمر القدري، والأمر الشرعي.

قال ابن عُيينة: “بيَّن الله الخلق من الأمر بقوله: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، وسمَّى النبي الإيمان عملًا في جوابه للسائل: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله ورسوله“.

وقال: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17].

وقال وفد عبدالقيس: “مُرْنَا بجُمَلٍ من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة”، فأمرهم بالإيمان، والشهادة، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فجعل ذلك كله عملًا.

وعلى هذا فالعمل يدخل في الإيمان.

ثم ساق بسنده عن زَهْدَم الجَرْمِي:

قال: كان بين هذا الحي من جَرْمٍ وبين الأشعريين ودٌّ وإخاءٌ، فكنا عند أبي موسى يُقَرَّب إليه الطعام فيه لحم دجاجٍ، وعنده رجلٌ من بني تَيْم الله، كأنه من الموالي، فدعاه إليه، فقال الرجل: إني رأيتُه يأكل شيئًا فَقَذِرْتُه؛ فحلفتُ لا آكله، فقال: هَلُمَّ فلأُحدِّثك عن ذلك، إني أتيتُ النبيَّ في نفرٍ من الأشعريين.

يعني: كأنه استنكر أكل الدجاج، ما كان معروفًا عندهم؛ فحلف أنه ما يأكله.

فقال:

إني أتيتُ النبيَّ في نفرٍ من الأشعريين نَسْتَحْمله.

يعني: نطلب منه أن يحملنا، يعني: أن يُعطينا من الإبل ما يحملنا عليها.

قال: والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم.

حلف.

فأُتي النبي بنَهْب إبلٍ.

يعني: بغنيمةٍ.

فسأل عنا فقال: أين النَّفر الأشعريون؟.

يعني: فأعطاهم.

فأمر لنا بخمس ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى.

الذَّوْد: ما بين الاثنين إلى التسعة.

“غُرِّ الذُّرَى” يعني: عظيمة الأسنمة.

ثم انطلقنا، فقلنا: ما صنعنا؟ حلف رسول الله لا يحملنا، وما عنده ما يحملنا، ثم حملنا، تَغَفَّلْنَا رسول الله يمينه، والله لا نُفلح.

يعني: كأنهم ندموا على ذلك.

فرجعنا إليه، فقلنا له، فقال: لستُ أنا أحملكم، ولكن الله حملكم.

وهذا محل الشاهد: أن الله هو المُتصرف في عباده، وعملهم يقع بخلقه ومشيئته.

ثم قال عليه الصلاة والسلام:

إني والله لا أحلف على يمينٍ فأرى غيرها خيرًا منها إلا أتيتُ الذي هو خيرٌ منه، وتحلَّلتُها [18].

ثم ساق بسنده حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما في وفد عبدالقيس، وسبق الكلام عليه.

حكم التصوير

ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها:

أن رسول الله قال: إن أصحاب هذه الصور يُعذَّبون يوم القيامة، ويُقال لهم: أحيوا ما خلقتم [19].

والمقصود صور ذوات الأرواح، وهذا من باب التَّبْكيت لهم، وإلا فإنهم لا يستطيعون أن يُحيوا ما خلقوا.

وساق الحديث بلفظٍ آخر.

ثم ساق حديث أبي هريرة :

سمعتُ النبي يقول: قال الله ​​​​​​​: ومَن أظلم ممن ذهب يخلق كخَلْقِي، فليخلقوا ذرةً، أو ليخلقوا حبَّةً، أو شعيرةً.

وهذا يدل على أن التصوير من كبائر الذنوب؛ لأنه قال: ومَن أظلم، ولكن المقصود بالتصوير: التصوير الذي فيه المُضاهاة لخلق الله، وهو الصور المُجسَّمة، يعني مثل: تماثيل الآدميين، وتماثيل الحيوانات، وكذلك الصور المرسومة من ذوات الأرواح.

أما الصور الفوتوغرافية والتليفزيونية: فالذي يظهر أنها لا تدخل في هذا؛ لأنها ليس فيها مُضاهاةٌ لخلق الله تعالى.

بابٌ: قراءة الفاجر والمنافق

ثم قال المصنف رحمه الله تعالى:

بابٌ: قراءة الفاجر والمنافق، وأصواتهم، وتلاوتهم، وحناجرهم.

وهو الباب قبل الأخير، ومُراد البخاري: التَّفرقة بين التلاوة والمَتْلُو، وأن التلاوة من عمل التالي، وعمل العباد مُتفاوتٌ؛ منه المقبول والمردود، فهذا التفاوت يدل على أنه عملٌ، وأن عملهم مخلوقٌ.

هذا مُراد البخاري من هذه الترجمة.

ثم ساق بسنده:

عن أبي موسى ، عن النبي قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأُتْرُجَّة؛ طعمها طيبٌ، وريحها طيبٌ.

تجمع طِيب المذاق، وطِيب الرائحة، وحُسن المنظر، وطِيب النَّكهة، وجودة الهَضْم: الأُتْرُجَّة.

تعرفون الأُتْرُجَّة؟

ويُسميها بعضهم: الأُتْرُنْجَة، حجمها كبيرٌ أصفر، يعني: تُشبه الليمون، لكنها أكبر من الليمون، وتُسمى بهذا الاسم إلى الآن، تُسمى: الأُتْرُجَّة والأُتْرُنْج، ما أدري هل تعرفونها؟

نعم، هي معروفةٌ، عندنا في المملكة تُزرع وتُباع، فهي مثل الليمون، لكنها أكبر حجمًا منه، وفيها حموضةٌ.

فهذه مثلها مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن.

والذي لا يقرأ كالتمرة؛ طعمها طيبٌ، ولا ريح لها.

مؤمنٌ لا يقرأ القرآن كالتمرة، الطعم طيبٌ، لكن ليس لها ريحٌ.

ومثل الفاجر الذي يقرأ كمثل الريحانة؛ ريحها طيبٌ، وطعمها مُرٌّ.

ريحها طيبٌ؛ لأنه يقرأ القرآن، لكنه فاجرٌ: وطعمها مُرٌّ.

ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحَنْظَلة؛ طعمها مُرٌّ، ولا ريح لها [20].

ثم ساق بسنده حديث عائشة رضي الله عنها:

سأل أناسٌ النبيَّ عن الكُهَّان.

والكُهان: هم الذين يُخبرون عن المستقبل غالبًا، استنادًا إلى أسبابٍ خفيةٍ؛ لاتصالهم بالجنِّ، ويُطلق على كل مَن يتعاطى ادِّعاء علم الغيب.

فقال النبي : إنهم ليسوا بشيءٍ، قالوا: يا رسول الله، إنهم يُحدِّثون بالشيء يكون حقًّا. قال النبي : تلك الكلمة من الحقِّ يخطفها الجنيُّ، فيُقَرْقِرُها.

يعني: يُرددها.

في أُذن وليِّه كقَرْقَرَة الدَّجاجة، فيخلطون فيه أكثر من مئة كذبةٍ [21].

يعني: يأخذ الكلمة من السماء، يَسْتَرِق الكلمة من السماء -الشيطان-، ثم يُلقيها في أذن هذا الكاهن، ثم يَصْدُق مرةً واحدةً هذا الكاهن، ويكذب معها مئة كذبةٍ.

العجيب أن الناس لا ينظرون للمئة كذبةٍ، ولكن ينظرون للمرة الواحدة التي صدق فيها، فيقول أحدهم: أليس قال كذا وكذا؟

طيب، انظر إلى المئة كذبةٍ، فهذا إنسانٌ يغلب عليه الكذب، فكيف تُصدقه؟!

هذا يدل على أن بعض النفوس مجبولةٌ على حبِّ الباطل.

وتجدون هذا الآن في وسائل التواصل الاجتماعي، فتجدون بعض الناس ربما يأتي أحدهم بخبرٍ واحدٍ صادقٍ، لكن معه مئة خبرٍ كاذبٍ، ومع ذلك تجد بعض الناس يقول: إنه يأتي بالأخبار، وأن كذا صحيحٌ، وكذا، وغالب أخباره كذبٌ، فهذا حاله مثل حال هؤلاء الكُهَّان.

ثم ساق بسنده:

عن أبي سعيدٍ الخدري ، عن النبي قال: يخرج ناسٌ من قِبَل المشرق، ويقرؤون القرآن لا يُجاوز تَرَاقِيهم.

من قِبَل المشرق يقصد العراق، وهو الذي عَنَاه النبي لما قال: اللهم بارك لنا في شامنا، وفي يمننا، قالوا: وفي نجدنا. قال: اللهم بارك لنا في شامنا، وفي يمننا، قالوا: وفي نجدنا. قال: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قَرْنُ الشيطان [22].

وقال الشُّراح: إنَّ المقصود بنجدٍ العراق؛ لأن النَّجْد: ما ارتفع عن الأرض، ونجد المدينة يُعتبر هو العراق.

فقال الشُّراح: إن المقصود به العراق؛ ولذلك جاء التعبير عنه في رواياتٍ أخرى بأنه المشرق، يعني: مشرق المدينة، والمقصود به هو العراق، والواقع يُؤيده؛ فأكثر الفتن خرجتْ من ذلك المكان.

قال:

ويقرؤون القرآن لا يُجاوز تَرَاقِيهم، يَمْرقون من الدين كما يَمْرق السَّهم من الرَّمِيَّة.

هذا سبق الكلام عنه، لكن في آخره:

قيل: ما سِيماهم؟ قال: سِيماهم التَّحليق أو قال: التَّسْبِيد [23].

التَّسْبِيد بمعنى: التَّحليق، يعني: يحلقون رؤوسهم؛ ولهذا كَرِهَ بعض أهل العلم حلق الرأس بالمُوسى لغير الحجِّ والعمرة، قالوا: لأن في هذا تَشَبُّهًا بالخوارج.

والذي يظهر أنه مباحٌ؛ لأن مَن يحلق رأسه لا يريد أن يتشبَّه بالخوارج، فيبقى على الأصل وهو الإباحة.

بابٌ: قول الله تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ

آخر بابٍ في “صحيح البخاري”، وآخر بابٍ معنا في هذه الدورة.

بابٌ: قول الله تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [الأنبياء:47]، وأن أعمال بني آدم وقولهم يُوزن.

قال مجاهد: القسطاس: العدل بالرومية.

يعني: يريد بذلك تفسير القسط: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ، لكن أنكر بعض العلماء أن يكون في القرآن شيءٌ من غير العربية، وهذا هو الحق؛ لأن ما عُرِّب وأُدخل في اللغة، فإنه يكون عربيًّا، قال الله تعالى: قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ [الزمر:28]، فهناك بعض الكلمات مُعرَّبةٌ، مثل: “سندس”، و”استبرق”، وهنا أيضًا: “القسط”، فهذه ليست عربيةً في الأصل، لكنها عُرِّبتْ فأصبحتْ عربيةً.

ويُقال: القسط مصدر المُقْسِط، وهو العادل، وأما القاسط فهو الجائر.

وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن:15]، فالمُقْسِط: العادل، والقاسط: الجائر.

آخر حديثٍ في “صحيح البخاري”، وآخر حديثٍ معنا في هذه الدورة:

عن أبي هريرة  قال: قال النبي : كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم [24].

سبحان الله وبحمده الواو للحال، والتقدير: أُسبِّح الله وأحمده، أو أُسبِّح الله مُتلبسًا بحمدي له جلَّ وعلا.

فهي كلمةٌ عظيمةٌ تجمع بين التَّسبيح والتَّحميد: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، فهاتان الكلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، ختم البخاري بهما “صحيحه”، وافتتح “صحيحه” بـإنما الأعمال بالنيات [25].

بدأ بـإنما الأعمال بالنيات إشارةً إلى الإخلاص، وختم “صحيحه” بكتاب “التوحيد”؛ وذلك لأن التوحيد هو أصل العصمة، وآخر الأمور التي يظهر بها المُفْلح من الخاسر، وثقل الموازين وخِفّتها، فكان آخر تراجم الكتاب.

وختم بهذا الحديث: كلمتان خفيفتان على اللسان؛ لإرادة أن يكون آخر كلامه التَّسبيح والتَّحميد، كما أن حديث: إنما الأعمال بالنيات في أول الكتاب إشارةٌ إلى الإخلاص.

وأيضًا قصد ختم كتابه بما يدل على وزن الأعمال؛ لأنه آخر آثار التَّكليف، فإنه ليس بعد الوزن إلا الاستقرار في أحد الدارين: إما الجنة، وإما النار.

فانظر إلى الإمام البخاري رحمه الله: كيف ختم “صحيحه” بهذا الحديث العظيم: كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم؟

وبهذا نكون قد انتهينا من التعليق على كتاب “التوحيد” من “صحيح البخاري”، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والكلام عن كتاب “التوحيد” يطول، ولو أردنا شرحًا لما اتَّسع له الوقت، لكن أردنا مجرد التعليق.

ومَن أراد مزيدًا من التوسع في هذا فهناك شروح البخاري، لكنها في مجال العقيدة كثيرٌ منها فيه إشكالاتٌ؛ ولذلك أُحيلكم على كتابٍ أجود وأنفع، وهو كتاب الشيخ عبدالله الغنيمان “شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري”، ويقع في مجلدين كبيرين، وهو كتابٌ جيدٌ، شرح فيه هذا الكتاب على عقيدة السلف الصالح، وشرحه شرحًا، ليس مجرد تعليقٍ، وإنما شرحه شرحًا، وهو موجودٌ ومطبوعٌ، ومَن أراد مزيدًا من التوسع -مع كون الشرح على عقيدة السلف- فليرجع إلى هذا الكتاب فيما يتعلق بالعقيدة خاصةً، يرجع إلى هذا الكتاب، وأما ما يتعلق بالمعاني والأحكام والفوائد، فشروح كتاب البخاري رحمه الله تعالى.

والحمد لله أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ونحمد الله تعالى أن يَسَّرَ لنا شرح هذا الكتاب كاملًا، مع أنه طويلٌ، والأحاديث تربو على مئةٍ وسبعين حديثًا، لكن نحمد الله تعالى على أن أعان ويَسَّر وسهَّل التعليق على جميع الأحاديث التي ذكرها البخاري في هذا الكتاب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 7541.
^2 رواه أبو نعيم في “دلائل النبوة”: 241.
^3 رواه البخاري: 7، ومسلم: 1773.
^4 رواه البخاري: 3877، ومسلم: 952.
^5 رواه البخاري: 7542.
^6 رواه البخاري: 3635.
^7 رواه البخاري: 7543.
^8 رواه البخاري: 7544.
^9 رواه البخاري: 7546.
^10 رواه البخاري: 7547.
^11 رواه البخاري: 7548.
^12 رواه البخاري: 7549.
^13 رواه البخاري: 7550.
^14 رواه البخاري: 7551.
^15 رواه البخاري: 7552.
^16 رواه أحمد: 14116، و14258.
^17 رواه البخاري: 7553.
^18 رواه البخاري: 7555.
^19 رواه البخاري: 7557.
^20 رواه البخاري: 7560.
^21 رواه البخاري: 7561.
^22 رواه البخاري: 1037.
^23 رواه البخاري: 7562.
^24 رواه البخاري: 7563.
^25 رواه البخاري: 1.