(6) فتاوى الحج 1443هـ

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة المستمعون الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساءكم وكل أوقاتكم بكل خيرٍ في هذا اليوم: الثلاثاء 13 من شهر ذي الحجة عام 1443 للهجرة، ثالث أيام التشريق، وآخر أيام حج هذا العام.

نُحييكم أحبتنا المستمعين الكرام، وننقل لكم تحايا الزملاء فريق العمل:

في التنفيذ: عيسى الراقي.

في إدارة الإعلام الرقمي: فيحان السبيعي.

في التقديم مُحدثكم: سبيت بن إبراهيم السبيت.

وفي الإخراج: محمد بن سعيد الشّمري.

حيَّاكم الله أحبتنا الكرام، كما نُرحب أيضًا بضيفنا الكريم في هذه الحلقة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

شيخ سعد، السلام عليكم ورحمة الله.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حيَّاكم الله، وحيَّا الله الإخوة المستمعين.

مقدم البرنامج: حيَّاكم الله شيخنا، وأهلًا ومرحبًا بكم.

أيضًا نُرحب بكم مستمعين الكرام، ولمَن أراد طرح سؤاله على فضيلة الشيخ الدكتور سعد فليتصل على الرقم: (0114052999)، أو بإمكانك أن تكتب سؤالك في حساب الإذاعة في (تويتر)، ستجد تغريدةً مُنوِّهَةً عن حلقتنا هذه، ادخل على التغريدة واكتب تحتها سؤالك الذي تريد طرحه على فضيلة الشيخ.

فأهلًا ومرحبًا بكم.

هل لو صلى رجل إمامًا بامرأة تعتبر جماعة؟

شيخنا -حفظكم الله- نبدأ هذه الحلقة بهذا السؤال الذي جاء عبر (تويتر)، تقول السائلة: هل صلاة المرأة مع الرجل تُعتبر جماعةً إذا كانا على طريق سفرٍ؟

الشيخ: الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهديه واتَّبع سُنته إلى يوم الدين.

أما بعد: فأقل الجماعة اثنان، وعلى ذلك: إذا صلَّت المرأة مع الرجل، كأن تُصلي زوجته معه -مثلًا- فإن هذا يكون جماعةً، وتكون الصلاة صلاة جماعةٍ، وينال بذلك الرجل فضل أجر الجماعة، سواء كان ذلك في سفرٍ، أو حتى في حضرٍ، لكن الرجل مطلوبٌ منه وواجبٌ عليه أن يُصلي مع الجماعة في المسجد، لكن لو قُدِّر أنه صلى جماعةً مع أهل بيته لمرضٍ، أو لأي عذرٍ، فإنه ينال بذلك أجر الجماعة.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.

حكم التعامل بالعملات الرقمية

أيضًا من الأسئلة: الأخت مروة تقول: ما حكم التداول في العملات الرقمية: (بيتكوين) و(فوركس) في منصَّات التداول إن وُجِد التَّقابض؟

الشيخ: العملات الرقمية مثل (البيتكوين) وغيرها هذه من النوازل المعاصرة، وللعلماء المعاصرين فيها اتجاهان:

• الاتجاه الأول: هو الاتجاه إلى تحريمها؛ لما تنطوي عليه من الغرر الكثير، خاصةً وأنه لا يُعْرَف مَن أنشأها، وليست هناك حمايةٌ لمَن يتعامل ويتداول بها.
• والاتجاه الثاني: هو الاتجاه إلى الجواز، وأنها من جنس العملات الأخرى، وأن العملات التي يتعارف الناس على تداولها الأصل في تداولها الجواز؛ ولهذا قال الإمام مالك: “لو أن الناس اتَّخذوا سِكَّةً من جُلُودٍ يتبايعون بها لأجزتُ ذلك”.

والرأيان مُحتمَلان، ولم يتحرَّر لي فيها رأيٌ راجحٌ؛ وذلك لأن القول بالجواز ربما ينطوي عليه تغريرُ كثيرٍ من الناس بالدخول فيها مع التَّذبذب الكبير؛ ولذلك نصحتْ بعضُ الجهات -ومنها البنك المركزي عندنا في المملكة- بالحذر عند التعامل بها.

والقول بالمنع أيضًا ربما يترتَّب عليه أننا لا ندري في المستقبل ربما تكون هذه العملة عملةً سائدةً.

يعني: هناك بعض الغموض الذي يكتنف هذه العملة، فلعله إذا زال ذلك الغموض واتَّضحت بشكلٍ أكبر يتَّضح حكمها الشرعي.

مقدم البرنامج: جزاكم الله خيرًا يا شيخ، وبارك الله فيكم.

حكم الإنزال بشهوة قبل التحلل الثاني وبعده

معنا من الرياض الأخ أحمد.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: الله يُجازيكم الجنة، عندي سؤالٌ -الله يُبارك فيكم-: إذا أنزل الحاج بشهوةٍ أو استَمْنَى بعد التَّحلُّل الثاني، ماذا يلحقه مع الإثم؟ وماذا لو فعل ذلك بعد التَّحلُّل الأول؟

أريد التفصيل في المسألة، بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء.

مقدم البرنامج: وإياك، عندك سؤالٌ ثانٍ؟

المتصل: سلامتكم.

مقدم البرنامج: الله يُسلمك، تفضل يا شيخ.

الشيخ: إذا كان ذلك بعد التَّحلُّل الثَّاني فإنه لا يترتَّب على ذلك شيءٌ؛ وذلك لأنه بعد التَّحلُّل الثاني يكون قد حلَّ له كل شيءٍ حَرُمَ عليه بالإحرام، فلو أنه ليس فقط ما ذكره الأخ السائل، وإنما حصل وَطْءٌ، فليس عليه شيءٌ.

والتَّحلُّل الثاني والتَّحلُّل الكامل يكون بفعل اثنين من ثلاثةٍ: رمي جمرة العقبة يوم العيد، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، فإذا فعل اثنين منها حلَّ التَّحلُّل الأول، وإذا فعل الثلاثة كلها حلَّ التَّحلُّل الكامل، وحلَّ له كل شيءٍ حَرُمَ عليه بالإحرام، أما لو فعل اثنين فإنه يحل التَّحلُّل الأول، فيحلّ له كل شيءٍ حَرُمَ عليه بالإحرام ما عدا المُعاشرة الزوجية وما يتعلق بها.

وعلى ذلك فسؤال الأخ الكريم عما يجب عليه بعد التَّحلُّل الثاني، نقول: ليس عليه شيءٌ، أما إذا كان ذلك بعد التَّحلُّل الأول فإنه يكون قد ارتكب إثمًا، فعليه التوبة إلى الله ، وكذلك أيضًا يلزمه دمٌ يُذبح في الحرم، ويُوزَّع على فقراء الحرم، لكن حجَّه صحيحٌ.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.

حكم قضم الأظافر للمحرم ناسيًا

أيضًا من الأسئلة يا شيخ: هذا أحد الإخوة -عبدالعزيز الحامد- يقول: لدي عادةٌ في قضم الأظافر بالأسنان، وتقطيع بعض اللحم الميت من الأصابع، حدث هذا مرةً أو مرتين أثناء إحرامي وأنا حاجٌّ هذه السنة. ويقول: ولم أقضم أي أظفارٍ نهائيًّا ناسيًا دون شعورٍ، وتوقفتُ بعد ذلك، فما الذي يجب عليه شيخنا؟

الشيخ: ليس عليك شيءٌ؛ لأن هذا وقع عن خطأ وغير عمدٍ، وبسبب العادة التي اعتدتها بقضم الأظافر، فليس عليك شيءٌ؛ لأن مَن ارتكب محظورًا من محظورات الإحرام ناسيًا أو جاهلًا أو مُخطئًا فليس عليه شيءٌ؛ لعموم الأدلة الدالة على رفع المُؤاخذة عن الناسي في قول الله تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، قال الله: قد فعلتُ ^[1]، فما دام أن هذا حصل من غير قصدٍ فليس عليك شيءٌ.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

حكم تعجيل الزكاة وحساب الأرصدة المتغيرة

معنا هديبان من حائل.

المتصل: أهلًا ومرحبًا.

مقدم البرنامج: مرحبتان، حيَّاك الله.

المتصل: الله يُحييك ويجزيك، كيف الحال؟

مقدم البرنامج: الله يرضى عنك ويُسلمك.

المتصل: أنا -مثلًا- عندي خمسون ألفًا، ويزيد إلى ستين، وينزل إلى ثلاثين، أنا رصيدي ما هو راكد، يعني: يصل إلى ستين، إلى خمسين، إلى ثلاثين، وأنا أتصدق وأُزكِّيه إذا جاء رمضان، لكن لو مرَّ عليَّ واحدٌ مُستحقٌّ قبل الوقت أُعطيه إياه وأحسبه من حساب الزكاة، ما أدري -يا شيخ- صح أم خطأ؟

الشيخ: لو مرَّ عليك أحدٌ تحسبه من الزكاة؟

المتصل: نعم، مثل: لو أني ….. لو مرَّ عليَّ واحدٌ مُحتاجٌ للزكاة أُعطيه منها وأحسبها، ويوم يأتي وقت الزكاة أُكمله بوقته، هل هو خطأ، أو أدعه حتى يأتي وقته وأُكمله؟

الشيخ: يعني: إذا أعطيته تريد بذلك تعجيل الزكاة، أو تعجيل جزءٍ من الزكاة؟

المتصل: نعم، أُعطيه من الزكاة، مثلًا: مرَّ عليَّ قبل شهرين، بحدود شهرين، أُعطيه إياه وأحسبه عندما يأتي وقتها، ولدي مشكلة: أن الرصيد ما هو بثابتٍ، وصلت ستين، أو وصلت خمسين، أو يرجع لثلاثين، ما أدري: هل أحسبه على آخر شيءٍ، أو على الخمسين، أو …..؟

مقدم البرنامج: طيب، سؤالك الثاني يا هديبان.

المتصل: هذا هو السؤال، ما عندي غير هذا.

مقدم البرنامج: طيب، تفضل يا شيخ.

الشيخ: لا بأس بذلك؛ لأن هذا من باب تعجيل الزكاة، بل إن هذا هو الأفضل، إذا أتاك إنسانٌ فقيرٌ أو مُحتاجٌ فتُعطيه ناويًا أن هذا من الزكاة، وتخصمه من الزكاة عندما تحسبها عند حلول موعدها في رمضان مثلًا.

فعلى سبيل المثال: لو كانت زكاتك عشرين ألف ريالٍ، ثم إنه من حينٍ لآخر يأتيك فقيرٌ، فتُعطي هذا ألفًا، وهذا ألفين، وهذا خمسمئةٍ، ثم بعد ذلك جمعتَ ما دفعتَه، ووجدتَ أن ما دفعتَ -مثلًا- عشرة آلافٍ، وبقي عشرة آلافٍ وقت حلول الزكاة في رمضان، فإنك في رمضان تدفع فقط العشرة الآلاف المتبقية.

فعلى هذا نقول للأخ الكريم: إن فعلك هذا لا بأس به، بل هو الأفضل.

وهنا أُنبِّه إلى هذه المسألة، وهي: أن بعض الناس يأتيه إنسانٌ مُحتاجٌ -وربما تكون حاجته ماسَّةً- فيقول: ليس عندي شيءٌ، مع أن من عادته أنه يدفع الزكاة كل عامٍ، خاصةً في رمضان.

فنقول: الأفضل أنك تُعجِّل جزءًا من زكاتك وتسدّ بها حاجة أخيك المسلم، هذا أفضل من أن تنتظر حتى تدفع الزكاة في وقتها في رمضان مثلًا.

فهذه مسألةٌ يغفل عنها بعض الناس، فإذا أتاك إنسانٌ مُحتاجٌ -خاصةً مَن كانت حاجته مُلحَّةً- فعجِّل له بعض زكاتك التي تدفعها، وبذلك تسدُّ حاجة أخيك المسلم، وهذا أفضل من أن تنتظر حتى يحلَّ موعد إخراج زكاتك؛ لأنك إذا فعلتَ ذلك تكون قد أدَّيتَ الزكاة، وقد فَرَّجْتَ كُربةً لأخيك المسلم، والنبي  يقول: مَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج الله عنه بها كُربةً من كُرَب يوم القيامة ^[2]، ويقول: الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ^[3]، وقضاء حاجة أخيك المسلم أجرها عند الله  عظيمٌ جدًّا.

فهذه من المسائل التي يغفل عنها بعض الناس، فأقول: إذا أتاك أخوك المسلم -خاصةً مَن كانت حاجته ماسَّةً- عجِّل بعض زكاتك، وسدَّ حاجة أخيك المسلم، واخصمها من الزكاة.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم، كيف يحسب رصيده يا شيخ؟ يحسبه عند وقت إخراجها في رمضان؛ لأنه يقول: يزيد وينقص؟

الشيخ: نعم، يحسبها عند وقت حلول الزكاة، وقت الإخراج يحسب الزكاة ويخصم منها ما قد دفع وعَجَّل.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

أجر من صلى على الميت وانتظر حتى الدفن

معنا من الرياض بندر.

المتصل: حيَّاك الله، السلام عليكم.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: لدي استفساران يا شيخ:

بالنسبة للاستفسار الأول: وقع حادثٌ لي -الله يجزيك الخير- وقدَّرتْ لي الشركة مبلغًا، وأصلحتُ السيارة، وبقي من هذا المبلغ، فالمبلغ الباقي هل يحقُّ لي استخدامه عادي؟

مقدم البرنامج: طيب، والسؤال الثاني؟

المتصل: السؤال الثاني: بالنسبة للاقتراض -الذي هو المعادن- من أحد البنوك، ….. الراجحي هل فيه مشكلةٌ أو لا؟ الذي هو ..

مقدم البرنامج: التمويل.

المتصل: نعم.

مقدم البرنامج: تسمع الجواب، بإذن الله.

أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.

أيضًا من أسئلة الإخوة في (تويتر) يقول هذا: إذا جلس المسلم في المسجد بعد الانتهاء من صلاة الجنازة لمدة ربع ساعة إلى نصف ساعة؛ ليَخِفَّ الزحام، ثم خرج إلى المقبرة، هل يحصل له أجر الاتباع أم لا بد أن يشهد جميع مراحل دفن الجنازة؟

الشيخ: إذا شهد الجنازة وقت الدفن وانتظر حتى تُدفن فإنه يحصل بذلك على الأجر، وهو القيراط، وإذا كان صلَّى عليها يحصل على القيراط الآخر، فيكون له بذلك قيراطان، لكن ينبغي له ألا يتأخر، وإنما بعد الصلاة عليها يذهب للمقبرة؛ لأنه إذا تأخَّر ربما يفوته وقت الدفن، والمطلوب هو أن يحضر وقت الدفن، ويُساعد أهل الميت إذا احتاجوا لمساعدةٍ في الدفن، ويُشاركهم في ذلك، هذا هو المقصود من ذهابه إلى المقبرة، وليس المقصود أنه بعدما تُدفن الجنازة يحضر ويُعزِّي.

ولذلك إذا أراد الحصول على الأجر كاملًا فينبغي له إذا صلى على الجنازة أن يذهب مباشرةً إلى المقبرة ويحضر دفنها، ويُشارك أهل الميت ويُساعدهم فيما يحتاجون المساعدة فيه في دفن الميت.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا.

حكم المسح على الحناء أو على كيس فوقها

معنا من مكة أبو محمد، تفضل يا أبا محمد.

المتصل: السلام عليكم.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: يا شيخ، عندي سؤالان:

السؤال الأول: بالنسبة للأضحية، أنا كان عندي عميلٌ، واتَّفقتُ أنا معه في شوَّال، قلتُ له: احجز لي الأضحية، وبعد ذلك كلمني وقال: حجزتُ لك. وبعد شهرٍ تقريبًا قبل العيد قال: والله أتاني زبون وبعتُ الغنم كلها، لكن -إن شاء الله- أبحث لك. والحمد لله اشتريتُ لي أُضحيةً وضحَّيتُ، فهل عليَّ شيءٌ في ذاك الذي ذهب عليَّ يا شيخ؟

الشيخ: التي اشتريتَها أفضل من الأولى التي حجزتها؟

المتصل: والله ما أدري، أنا ما رأيتُها يا شيخ، لكن هو قال: أنا حجزتُ لك؟

الشيخ: لكن من حيث الثمن؟

المتصل: لا، ما تكلمنا؛ لأنه قريبٌ لي، وتعرف أنه يقول لي: كم؟ وأنا أقول له: كم؟ وأُحوِّل له مباشرةً، لكن ما اتَّفقنا على سعرٍ ولا شيءٍ، لكن قال لي: أنا حجزتُ لك وحجزتُ لنفسي. وبعد ذلك قال لي: أنا بعتُ كل الغنم. وبحثتُ لي في العيد واشتريتُ وذبحتُ، الحمد لله.

مقدم البرنامج: سؤالك الثاني يا أبا محمد.

المتصل: السؤال الثاني: عندي إشكاليةٌ في الوالدة يا شيخ، قبل مدَّةٍ ….. يمكن تقريبًا لها الآن خمس سنين أو ستّ سنين، تُخطئ في الصلاة يا شيخ، في الركعات أحيانًا تركع ركعةً أو ركعتين، وفي السجدات تسجد سجدتين، وحاولتُ معها، أتيتُ لها بطرق التعليم مثل: الكرات، وأقول لها: يا أمي، صلاة العصر أربع ركعاتٍ، هذه أربع كرات، ونجعل أربعًا هكذا، ورأيتُ أنها تَمَلّ، وكأنها تزعل، وخفتُ أن أكون آثمًا في هذا الشيء …..

الشيخ: لكن ما الذي معها؟

المتصل: ما معها شيءٌ، الحمد لله عقلها طيبٌ، ما فيها شيءٌ مُشكلٌ، ما عندها مشكلةٌ في العقل ولا شيء، لكن -يعني- جهلٌ يا شيخ، ما تعلمتْ، ولا عندها بنتٌ ….. تُعلمها.

الإشكالية كلها أني أحاول أن أُعلمها، وأراها تزعل، ولا أريد أن أزعلها.

مقدم البرنامج: والآن هي موجودةٌ يا أبا محمد أو توفت؟

المتصل: نعم موجودةٌ.

مقدم البرنامج: الله يحفظها.

طيب، تسمع الجواب -إن شاء الله- يا أبا محمد، الله يُعطيك العافية.

شيخ -حفظك الله- أيضًا من الأسئلة: هذه إحدى الأخوات تقول: أنا أضع الحناء على شعري على طهارةٍ، وأُغطيه بكيس بلاستيك؛ حتى يحفظه من الجفاف، هل أستطيع أن أمسح على هذا الكيس عند حلول الصلاة، أم لا بد أن أُزيل الكيس وأمسح على الحناء مباشرةً؟

الشيخ: إذا كان يتيسر إزالة الكيس والمسح على الحناء مباشرةً فهذا هو الأولى، أما إذا كان لا يتيسر ذلك، وأنكِ لو أزلتِ هذا الكيس لربما فسد هذا الحناء الذي وضعتيه، فلا بأس أن تمسحي فوق هذا الكيس؛ وذلك لأن ما يُوضع على الشعر يجوز المسح فوقه، والنبي  في حجة الوداع لَبَّدَ شعر رأسه ^[4]، وبقي على ذلك خمسة عشر يومًا، وكان عليه الصلاة والسلام يمسح فوقه.

والتَّلبيد: مادةٌ صمغيةٌ شبيهةٌ بالعسل؛ وذلك لأجل وقاية الشعر من الغبار والوسخ ونحو ذلك، فكان عليه الصلاة والسلام يمسح فوقه، فدلَّ ذلك على أن مَن احتاج لوضع شيءٍ على الشعر أنه يمسح فوقه أثناء الوضوء، ولا شيء عليه.

مقدم البرنامج: جزاكم الله خيرًا يا شيخ.

حكم الانتفاع بما تبقى من مال التعويض

معنا من الرياض فواز.

المتصل: السلام عليكم.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: عندي سؤالٌ -الله يُعافيك- فيما يخص مَن قال في تكبيرة الإحرام: اللهْ أكبر -بتسكين الهاء- هل تصح التكبيرة أو لا؟

الشيخ: بالتسكين؟

المتصل: نعم.

الشيخ: يعني قال: اللهْ أكبر، هكذا؟

المتصل: نعم.

مقدم البرنامج: هناك سؤالٌ ثانٍ يا فواز؟

المتصل: جزاك الله خيرًا.

مقدم البرنامج: تسمع الجواب، إن شاء الله.

شيخنا -حفظك الله- نعود لسؤال أخينا بندر، يقول: لو وقع له حادثٌ -لا قدر الله- وأعطته شركة التأمين مبلغًا، وأصلح سيارته بأقلّ من هذا المبلغ، ما تبقى من المبلغ هل يحقُّ له؟

الشيخ: نعم، يحقُّ له؛ وذلك لأن التعويض شرعًا إنما يكون على مقدار نقص قيمة السيارة، وليس التعويض مقابل قِطَع الغيار وإصلاح السيارة؛ لأن هذه السيارة نقصتْ قيمتها بسبب هذا الحادث، وهذا الشخص هو الذي قد تسبب في هذا النقص، فالواجب عليه أن يُعوِّض مقدار النقص، فيستحق بذلك التعويض عن مقدار النقص في قيمة هذه السيارة، وذلك بأن تُقدَّر قيمتها قبل الحادث وبعد الحادث.

وأما كون الأخ الكريم لم يُعْطَ إلا مجرد تكلفة الإصلاح وقِطَع الغيار، وبعد ذلك بقي فائضٌ، فهذا الفائض له، ويحقُّ له، وربما يكون الذي يستحقه -أصلًا- أكثر من هذا الفائض؛ لأنه لو قُدِّرت السيارة قبل الحادث وبعد الحادث سيكون الفرق أكثر، في الغالب أن الفرق سيكون أكبر، وعلى ذلك فلا يتحرَّج من أخذ هذا الفارق المُتبقي بعد تكلفة الإصلاح.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا.

حكم التمويل في المعادن

أيضًا يسأل أخونا بندر عن أخذ تمويلٍ من بعض المصارف إذا كانت البضاعة معادن؟

الشيخ: إذا كانت مُنضبطةً بالضوابط الشرعية فلا بأس بذلك، ومن ذلك ما أشار إليه الأخ السائل الكريم في سؤاله عن المعادن الموجودة لدى مصرف الراجحي، فهذه مُنضبطةٌ بالضوابط الشرعية، ومُجازةٌ من الهيئة الشرعية.

ومن أبرز هذه الضوابط: التَّملُّك والقبض والتَّعيين، وذلك بأن المصرف يعرض هذه المعادن على العميل، فالعميل يطلب شراء كمية من المعادن، فيقوم البنك ويشتريها ويَتَملَّكها، ثم يبيعها عليه، وتكون مُتعيِّنةً له، تكون مُتعيِّنةً لهذا العميل بموجب شهادة التخزين، أو شهادة التعيين، بحيث لو أراد هذا العميل أن يُبقي هذه المعادن عنده لَمُكِّن من ذلك، ولو أراد أن يُؤتى له بهذه المعادن ويستفيد منها في بلده فإنه يُمَكَّن، لكن البنك عادةً يشترط أن يتحمل العميل تكلفة الشحن، فيُعطى هذه الشهادة التي تُثبت تَمَلُّكَه لهذه المعادن مع القبض والتعيين، فإذا أُعطي هذه الشهادة فمعنى ذلك أنه قد ملكها، وبعد ذلك إن أراد أن يبيع هذه المعادن بنفسه أو يُوكِّل البنك في بيعها فلا بأس بذلك.

والعادة أن الناس يُوكلون البنك؛ لأن كونه يتولَّى بيع هذه المعادن فيه صعوبةٌ؛ لكونها سلعةً دوليةً، والبنك يخدمه مجانًا في بيعها، فهو بيعٌ وشراء، والله تعالى يقول: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ [البقرة:275].

وهذه صورةٌ من الصور الجائزة للتَّورُّق المُنظَّم، فإن التَّورُّق المُنظَّم الذي منعتْ منه المجامع الفقهية منه صورٌ ممنوعةٌ، ومنه صورٌ جائزةٌ.

الصور الممنوعة هي التي لا يكون فيها تَملُّكٌ ولا تعيينٌ ولا قبضٌ، وتكون أشبه بالصورية في البيع وفي الشراء، فهذه لا تجوز، أما التي تتوافر فيها الضوابط الشرعية، ومن أبرزها: التَّملُّك والتَّعيين والقبض، فهذا بيعٌ وشراء، والله تعالى يقول: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ.

فهذا الذي سأل عنه الأخ الكريم من هذا المصرف، هذا من النوع الجائز، من التمويل بصورته الجائزة.

مقدم البرنامج: لكن في مثل هذه الحالة -يا شيخنا- في المعادن، كيف يكون القبض؟ هل يُعطى -مثلًا- شهادةً على ذلك؟

الشيخ: نعم، يكون القبض حُكمِيًّا؛ لأن قبض هذه المعادن -القبض الحسي- يتعذَّر، فيكون القبض في هذه الصورة قبضًا حُكميًّا.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم.

حكم من طاف طواف الوداع ثم بات في مكة

معنا أبو محمد.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: أُحبك في الله يا شيخ سعد وشيخ سبيت.

الشيخ: أحبك الله وأكرمك، وبارك الله فيك.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلةٍ لمعالي الشيخ:

يقول الرسول : لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ ^[5]، ما المراد بهذا الحديث؟ وهل هذا الحديث يدخل للشخص الذي يرسم؟

السؤال الثاني: هل يجوز للمُصلي الذي قد أكل بصلًا أو كُرَّاثًا أن يحضر صلاة الجماعة في المسجد؟

السؤال الثالث: يقول الله : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ [الأحزاب:33]، ما المقصود بالآية الكريمة؟

وجزاكم الله خيرًا.

مقدم البرنامج: الله يحفظك يا أبا محمد، تسمع الجواب، إن شاء الله.

شيخنا -حفظكم الله- من الأسئلة: هذا سؤال الأخت تهاني عبر (تويتر) تقول: شيخ -حفظكم الله- طُفْتُ الوداع الساعة العاشرة مساءً، وبعدها مكثتُ في مكة لتعبٍ وجهدٍ، وعند الساعة الحادية عشرة صباحًا غادرتُ للرياض، هل فعلي صحيحٌ، أم يجب عليَّ طواف الوداع مرةً أخرى؟

الشيخ: طافت العاشرة مساءً، وغادرت الحادية عشرة صباحًا؟

مقدم البرنامج: نعم.

الشيخ: نعم، يلزمها أن تُعيد طواف الوداع؛ لأنها قد باتت بعد طواف الوداع، ومَن أتى بطواف الوداع ثم بات في مكة ولم يخرج منها فيلزمه إعادة طواف الوداع، وكان ينبغي لها أن تُؤخر طواف الوداع إلى قُبَيل سفرها، أما أنها تأتي بطواف الوداع ثم تبيت تلك الليلة ولا تُسافر إلا ضُحى اليوم الثاني، فلم يعد هذا طواف وداعٍ، فعليها أن تُعيد طواف الوداع.

مقدم البرنامج: هي تقول: بقيتُ -يا شيخ- لتعبٍ وجهدٍ.

الشيخ: حتى لو كان ذلك، كان ترتيبها خطأً، كان ينبغي لها أن تُؤخِّر طواف الوداع إلى آخر سفرها.

مقدم البرنامج: والآن غادرت للرياض يا شيخ، يجب أن ترجع أو ماذا تفعل؟ تقول: غادرتُ إلى الرياض الآن.

الشيخ: إذا غادرت للرياض معنى ذلك أنها قد أخلَّتْ بهذا الواجب، فإن استطاعت فعليها دمٌ، تُوكل مَن يذبح عنها دمًا في الحرم، ويُوزَّع على فقراء الحرم إن استطاعتْ وكان ذلك مُتيسِّرًا.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم يا شيخ، وبارك الله فيكم.

هل حجز الأضحية يعتبر تعيينًا لها؟

سؤالٌ أيضًا من أخينا أبي محمد من مكة، يسأل يقول: اتفقتُ مع أحد باعة الأضاحي -أو باعة الغنم- على أن يحجز لي أُضحيةً قبل شهرين تقريبًا من عيد الأضحى، ثم بعد شهرٍ تقريبًا من اتفاقنا هذا باع غنمه كلها، وقال: والله أنا آسفٌ، أنا بعتُ الغنم كلها، فَاخْتَرْ لك أخرى. يقول: تلك التي عيَّنتُها -يعني- باعها، فهل يجب عليَّ شيءٌ؟

الشيخ: ليس عليك شيءٌ؛ لأن مجرد الحجز لا يُعتبر تعيينًا، كونك قلتَ له: احجز لي شاةً؛ لكي أذبحها أُضحيةً. هذا لا يُعتبر تعيينًا، التَّعيين يكون إما بالإشارة، أو بالقول بأن يقول: هذه أُضحيةٌ، أو بالفعل، بل حتى الشراء بنية الأضحية لا يُعتبر تعيينًا على القول الراجح، وعلى ذلك فحجزك لهذه الشاة لا يُعتبر تعيينًا، ولا شيء عليك.

مقدم البرنامج: الحمد لله.

تعليم الجاهل والصبر عليه

معنا من جدة أم عبدالله.

المتصلة: السلام عليكم.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصلة: هل يمكن أن أسأل الشيخ؟

مقدم البرنامج: تفضلي، الشيخ يسمعكِ.

المتصلة: أنا -يا شيخ- التي ذهبتُ إلى العمرة ألبس النقاب، ولكن ما أضعه على وجهي، أرفعه على الرأس، والغرض منه: أن يُثبِّت (الطرحة)، هل عليَّ في هذا شيءٌ؟

الشيخ: تلبسين نقابًا وتجعلين ماذا؟

المتصلة: أجعله على رأسي، يعني: ما أُغطي به الوجه، والغرض منه: أن يُثَبِّت (الطرحة) فقط لأجل ألا تُفكك.

الشيخ: لكن تلبسين غطاءً عاديًّا، ما تلبسين نقابًا؟

المتصلة: نعم، غطاء عادي.

الشيخ: طيب.

مقدم البرنامج: السؤال الثاني.

المتصلة: السؤال الثاني: إذا فَصَّلْتُ غطاءً للوجه، لكن من دون فتحاتٍ للعين، هل يُجزئ هذا الشيء أم عليَّ شيءٌ فيه؟

السؤال الثالث: أنا مكثتُ في مكة يومين، في اليوم الثاني أديتُ العمرة، ذهبتُ إلى مسجد العمرة وأحرمتُ منه، وبعد ذلك أديتُ العمرة، وأنا لستُ من سكان مكة، أنا من خارج مكة، هل عليَّ شيءٌ في ذلك؟

الشيخ: والإشكال عندكِ في ماذا؟

المتصلة: يعني: ما أحرمتُ من الميقات تقريبًا؟

الشيخ: يعني: أنتِ أتيتِ ولم تُحرمي من الميقات وأنت جازمةٌ بنيَّة العمرة؟

المتصلة: نعم، أنا جازمةٌ بنية العمرة، لكن مكثتُ في مكة يومين، وخرجتُ إلى مسجد العمرة أحرمتُ منه.

الشيخ: طيب، ما دُمْتِ جازمةً بنية العمرة لماذا لم تُحرمي من الميقات؟

مقدم البرنامج: أم عبدالله، لماذا ما أحرمتِ من الميقات؟

المتصلة: والله جهلٌ، فكَّرتُ أن هذا يكفي؛ لأن بيتي دون الميقات.

مقدم البرنامج: أنتِ في جدة صحيح؟

المتصلة: تقريبًا من مناطق جدة، تبعد مئة كيلو عن مكة.

الشيخ: وأحرمتِ من مسجد عائشة؟

المتصلة: أجل.

مقدم البرنامج: طيب، تسمعين الجواب -إن شاء الله- يا أم عبدالله.

المتصلة: شكرًا.

مقدم البرنامج: نعود لسؤال أخينا أبي محمد -يا شيخ- يقول: إن والدته تُعاني من جهلٍ كبيرٍ جدًّا، لا تستطيع أن تُحصي أعداد الركعات، ولا أن تعرفها، يقول: حاولتُ أن أُعلمها كثيرًا، ثم بدأتْ تغضب عليَّ، فما الذي يجب عليَّ تجاهها؟

الشيخ: الواجب عليكم أن تُعلموها، وأن تستمروا في ذلك، وأن تأتوا بمَن يُعلمها، ومَن تقبل منه، ولا يجوز تركها بهذا الجهل الذي يجعلها لا تضبط عدد ركعات الصلاة، فاسعوا لإنقاذها، والله  يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا [التحريم:6]، فقال: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ، وقاية الأهل من النار تكون بأمرهم بطاعة الله، ونهيهم عن معصية الله.

وأما كونها تغضب، فهذا الغضب لا محلَّ له، أرأيتَ لو رأيتَ والدتك مريضةً، هل تتركها دون علاجٍ؟ أو وجدتَ بيتها يحترق، تسعى لإنقاذها، هكذا أيضًا في أمور دينها، ما دامت حيَّةً الآن تُرزق، وهي بكامل قواها العقلية، فلا عُذر لها، فينبغي أن تتعلم وتُعلَّم الصلاة.

فعليك أن تجتهد في تعليمها، وإذا لم تقبل منك تأتي بمَن يُعلِّمها، وما قد تجدونه من عتبها أو غضبها تحملوا هذا واصبروا في سبيل تعليمها الصلاة.

مقدم البرنامج: جزاكم الله خيرًا يا شيخ، وبارك الله فيكم.

حكم اللحن في تكبيرة الإحرام

معنا من مكة عَوَض.

المتصل: السلام عليكم ورحمة الله.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: كيف حالك يا شيخ؟

الشيخ: بخيرٍ ونعمةٍ، نحمد الله ونشكره.

المتصل: الله يُسعدك يا شيخ.

يا شيخ، أنا أريد أن أطوف طواف الوداع، وسأطلع -إن شاء الله- من مكة عندي (شغلة) في جدة، وبعد ذلك أرجع لمكة، هل فيها شيءٌ؟

مقدم البرنامج: عندك سؤالٌ ثانٍ يا عوض؟

المتصل: لا، هذا السؤال يا شيخ، الله يُعطيك العافية.

مقدم البرنامج: تسمع الجواب، إن شاء الله.

نعود لسؤال أخينا فواز، هو يسأل يا شيخ -حفظك الله- عن قول مَن يُكبِّر تكبيرة الإحرام: اللهْ أكبر، يعني: دون أن يضمَّ الهاء في لفظ الجلالة، هل تكبيرته صحيحةٌ؟

الشيخ: هذا التكبير بهذا اللفظ -تسكين الهاء- خطأٌ من حيث اللغة، لكنه شرعًا لا يترتب عليه شيءٌ؛ لأن هذا رجلٌ عاميٌّ لا يُحْسِن النطق بإعراب الكلمة، ولا يترتب على ذلك أيضًا إخلالٌ بالمعنى، فـ”اللهُ أكبر” هي بمعنى: اللهْ أكبر، وليس هذا لحنًا يُغيِّر المعنى، فمن حيث الحكم الشرعي الصلاة صحيحةٌ ولا شيء عليه، لكن ينبغي أن يُعلم الأكمل والأفضل، وهو أن يقول: اللهُ أكبر، بضم الهاء.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

هل الصورة التي تمنع الملائكة يدخل فيها الرسم؟

معنا من الرياض الأخ سلطان.

المتصل: السلام عليكم.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل: كل عامٍ أنتم بخيرٍ.

مقدم البرنامج: وأنت طيبٌ، الله يقبل منا ومنك.

المتصل: عندي سؤالٌ يا شيخ: أنا أطلع من الرياض لابني في الصياهد، وأقصر وأجمع بأذانٍ واحدٍ العصر مع الظهر، والمغرب مع العشاء، هل هذا جائزٌ؟ وأحيانًا أقعد يومًا، وأحيانًا أقعد يومين.

الشيخ: كم المسافة؟

المتصل: 136 كيلو.

الشيخ: 136 بعد مُفارقة العمران، وليس من بيتك.

المتصل: لا، من بيتي 136 كيلو.

الشيخ: طيب، من مُفارقة العمران؟ من آخر حيٍّ؟

المتصل: 90.

الشيخ: متأكد من أنها 90؟

المتصل: نعم، أنا حاسبها بالسيارة 90.

مقدم البرنامج: تسمع الجواب، إن شاء الله.

أبو محمد يا شيخ -حفظك الله- يسأل يقول: ورد عن النبي  أنه قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ، فما المقصود بالصورة هنا؟ وهل يدخل فيها الرسم؟

الشيخ: المقصود بالصورة الصورة المُحرمة شرعًا، وهي التماثيل؛ ولذلك جاء في بعض ألفاظ هذا الحديث -كما عند البخاري-: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا صورة تماثيل ^[6]، فأعظم وأشدّ ما يكون من الصور: تماثيل ذوات الأرواح، سواء كان هذا التمثال لإنسانٍ، أو كان التمثال لحيوانٍ، كأن يكون لجملٍ، أو لصقرٍ، أو لطيرٍ، أو نحو ذلك، فهذه صورٌ مُحرمةٌ، وتدخل في قول النبي : لعن الله المُصوِّرين، وفي هذا الحديث أيضًا: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ، والواجب إبعاد هذه التماثيل عن البيوت؛ لأن وجودها يمنع دخول الملائكة للبيوت.

والملائكة دخولها للبيوت دخول رحمةٍ، وإذا لم تدخل الملائكة البيت دخلته الشياطين، وآذتْ أهل البيت، آذتهم بأنواعٍ من الأذى: كالكوابيس المُزعجة، وأيضًا مُساعدة السَّحرة في السحر، ونحو ذلك؛ ولهذا ينبغي لمَن كان في بيته تمثالٌ أن يُبْعِد هذا التمثال عن بيته، أو أنه يَطْمس رأس هذا التمثال.

وكذلك أيضًا الصور المرسومة لذوات الأرواح، الرسومات لذوات الأرواح تدخل في الصورة المُحرمة شرعًا التي تمنع دخول الملائكة، وهذه الصورة المرسومة هي التي وردتْ في حديث عائشة: لمَّا قدم النبي  ووجد عائشة رضي الله عنها قد سترتْ سَهْوَةً لها بقِرَامٍ فيه صورٌ، هذه الصور كانت رسوماتٍ لخيلٍ ذوات أجنحةٍ، كما جاء في إحدى روايات مسلمٍ، فكانت مجرد رسوماتٍ لخيلٍ ذوات أجنحةٍ، فغضب النبي  حتى تلوَّن وجهه، وقال: يا عائشة، أشدّ الناس عذابًا يوم القيامة الذين يُضاهون بخلق الله، قالت عائشة: فأخذناه وجعلنا منه وسادةً أو وسادتين ^[7]، أي: إن هذه الصورة حُوِّلتْ وأصبحتْ مُمْتَهَنةً.

فهذه هي الصور التي تمنع دخول الملائكة: صور تماثيل ذوات الأرواح، وكذلك الصور لرسومات ذوات الأرواح.

أما الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية فهذه الأقرب -والله أعلم- أنها ليست صورةً بالمعنى الشرعي؛ لأنها لا تتحقق فيها عِلة النهي عن التصوير، فإن عِلة النهي عن التصوير هي المُضاهاة والمُحاكاة لخلق الله ، يُضاهؤون خلق الله: ومَن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ^[8].

وهذه الصور الفوتوغرافية أو التلفزيونية هي صورٌ حقيقيةٌ كصورة الإنسان في المرآة إلا أنها بحكم تقدم التقنية سُرِّعَتْ في الصور التلفزيونية، وثُبِّتتْ في الصور الفوتوغرافية؛ ولذلك كانت عندنا في المملكة العربية السعودية قديمًا كانت تُسمى: عكسًا، وعكوسًا، ولم تكن تُسمى: صورًا، وهذا هو الوصف الدقيق لها؛ أنها مجرد عكسٍ، وليست صورةً.

فهذه الصور الفوتوغرافية ليست صورةً بالمعنى الشرعي، فلا يُشدَّد فيها، وإنما الصور المُحرمة شرعًا هي صور تماثيل ذوات الأرواح، ورسومات ذوات الأرواح.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم شيخنا.

بالنسبة لعرائس الأطفال ولعبهم ودُمَاهم؟

الشيخ: الأطفال يُرخَّص لهم ما لا يُرخَّص للكبار؛ وذلك لقصة عائشة رضي الله عنها لمَّا كانت تلعب بالبنات، وكانت عندها صورٌ لخيلٍ ذوات أجنحةٍ، فالنبي  رآها تلعب مع صديقاتها وأقرَّها على ذلك ^[9]، وأيضًا الصورة في يد الطفل هي كالمُمْتَهَنة؛ فلذلك لا يُشدَّد في الصور التي بأيدي الأطفال، فالصور التي بأيدي الأطفال مُستثناةٌ من هذا المعنى.

مقدم البرنامج: بارك الله فيكم.

حكم صلاة الجماعة لمن أكل بصلًا أو ثومًا

أيضًا محمدٌ يقول: هل يجوز لمَن أكل بصلًا أو ثومًا أو كُرَّاثًا الذهاب للمسجد للصلاة مع المسلمين؟

الشيخ: الذهاب لمَن أكل بصلًا أو ثومًا أو كُرَّاثًا ولا تزال رائحته باقيةً، ذهابه للصلاة مع الجماعة في المسجد مكروهٌ؛ وذلك لأنه يُؤذي المُصلين، وإن كان هذا لا يصل إلى درجة التحريم؛ ولذلك لمَّا قال عليه الصلاة والسلام: مَن أكل بصلًا أو ثومًا فلا يَقْرَبَنَّ مسجدنا، قال الناس: حُرِّمَت، حُرِّمَت. فخرج عليهم النبي  فقال: أما إني لا أُحرم ما أحلَّ الله، ولكنهما شجرتان خبيثتان، فمَن أراد أن يأكلهما فَلْيُمِتْهما طبخًا، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

وعلى ذلك فمَن أكل بصلًا أو ثومًا أو ما فيه رائحةٌ كريهةٌ ينبغي أن يُزيل هذه الرائحة الكريهة قبل ذهابه للمسجد، وفي وقتنا الحاضر أصبح يوجد مُزيلات لهذه الروائح موجودٌ بعضها يُباع في الصيدليات، وبعضها مُزيلات طبيعية تزول معها روائح البصل والثوم، فإن أمكن إزالة هذه الروائح فلا يضر حينئذٍ ذهاب هذا الذي أكل بصلًا أو ثومًا للمسجد؛ لأن الرائحة الكريهة قد زالت، لكن إذا كانت الرائحة لا تزال باقيةً فيُكره له أن يذهب للمسجد؛ حتى لا يُؤذي المصلين برائحته.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

تفسير وقرن في بيوتكن

أيضًا أبو محمد يقول: في قول الله : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33]، ما المقصود بهذه الآية؟

الشيخ: هذا خطابٌ لأزواج النبي ، وهو خطابٌ لنساء الأُمَّة بأن المرأة تقرُّ في البيت، وأن الأصل هو قرارها في بيت زوجها، لا تخرج منه إلا لحاجةٍ، لا تُخالط مجامع الرجال إلا للحاجة، وإلا فالأصل أن المرأة قرارها في بيتها: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم، وبارك الله فيكم.

حكم وضع النقاب فوق الرأس للمحرمة

أيضًا سؤال أم عبدالله تقول: إنها تضع النقاب على رأسها تربط به (طرحتها)، وتُغطي وجهها، فهل وضع النقاب بهذا الشكل فيه مشكلةٌ بالنسبة للمُحْرِمة؟

الشيخ: ما دام أنها لا تلبس النقاب، وتلبس غطاءً، لكنها فقط وضعتْ هذا النقاب فوق الرأس لأجل شدِّ الغطاء -غطاء الوجه- فلا حرج عليها؛ لأنها لا تُعتبر لابسةً لهذا النقاب، وهذا أشبه ما لو وضع الإنسان قميصًا من غير إدخالٍ على عاتقه، فإنه لا يضر، ما دام أنه لم يلبس هذا القميص أو هذا الثوب، هكذا أيضًا هذه المرأة ما دام أنها لم تلبس هذا النقاب، وإنما وضعته فقط فوق الرأس فلا حرج عليها.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

حكم ألعاب الأطفال التي على شكل حيوانات

مَي -يا شيخ- تسأل عن ألعاب الأطفال إذا كانت على شكل مُجسَّمات حيوانات، يعني: ليست أطفالًا على شكل آدميين.

الشيخ: حتى لو كانت على شكل مُجسَّمات ما دامت للأطفال فالأمر واسعٌ، لا يُشدَّد بالنسبة للأطفال فيها.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

حكم غطاء الوجه للمحرمة

الأخت أم عبدالله أيضًا تقول: إني فصَّلتُ غطاءً للوجه، لكنه بدون فتحات عيون، فهل هذا يُعتبر نقابًا، أو يُعتبر ممَّا يُسْدَل على الوجه؟

الشيخ: ما دام أنه مُفصَّلٌ فهو يُشبه النقاب؛ ولذلك لا تلبسه المرأة المُحرمة؛ لأن المعنى الذي لأجله مُنِعَ النقاب كونه مُفصَّلًا على الوجه، وفتحة العينين هي جزءٌ من هذا التفصيل، فما دام أنه مُفصَّلٌ فلا تلبسه المُحرِمة.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

حكم تجاوز الميقات لغير عذر

أيضًا هي تقول: إنني أسكن في منطقةٍ دون المواقيت، وذهبتُ إلى مكة ومكثتُ فيها يومين، ثم أردتُ العمرة وذهبتُ إلى مسجد عائشة وأحرمتُ وأتيتُ بعمرةٍ، هل عليَّ شيءٌ؟

الشيخ: ما دامت جازمةً بنيَّة العمرة من بلدها فكان الواجب عليها أن تُحرم من بلدها؛ لقول النبي : ومَن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ ^[10]، وحيث إنها لم تفعل ذلك، وإنما أتت مكة ثم خرجتْ للتنعيم وأحرمتْ بعمرةٍ، فإنها بذلك تكون قد تجاوزت ميقاتها، وعليها عند جمهور أهل العلم دمٌ يُذبح في الحرم، ويُوزع على فقراء الحرم إن استطاعتْ ذلك، إن كان عندها يسارٌ وقُدرةٌ، أو إذا كانت أمورها ميسورةً وتستطيع أن تذبح دمًا فإنها تذبح دمًا في الحرم، أو تُوكِّل مَن يذبح دمًا في الحرم، ويُوزَّع على فقراء الحرم.

مقدم البرنامج: هل يُعفيها -يا شيخ- كونها تقول: إني كنتُ أجهل هذا؟

الشيخ: الجهل غير مُؤثِّرٍ في ترك الأوامر والواجبات، وإنما هو مُؤثِّرٌ في ارتكاب المحظورات، وهذه قاعدةٌ عند أهل العلم، فمَن ارتكب محظورًا من محظورات الإحرام جاهلًا أو ناسيًا أو مُخطئًا لا شيء عليه، لكنه لو ترك واجبًا ناسيًا أو جاهلًا أو مُخطئًا فيتحمل ما يترتب على ذلك من الدم أو نحو ذلك.

وهذا ليس فقط في الحج، بل حتى في جميع العبادات، يعني: أرأيتَ رجلًا صلَّى صلاةً دون وضوءٍ ناسيًا، هل يُقال: إن صلاتك صحيحةٌ، وتُعذر بالنسيان؟ نقول: لا، لا بد أن تذهب وتتوضأ وتُعيد الصلاة، بينما لو صلَّى صلاةً وعلى لباسه نجاسةٌ نسيها، أو كان جاهلًا بها ولم يعلم بها إلا بعد الصلاة، فصلاته صحيحةٌ.

والفرق بين المسألتين: أن ما كان من باب فعل المأمور لا يُعذر فيه بالجهل والنسيان، وأما ما كان من باب ارتكاب المحظور فيُعذر فيه بالجهل والنسيان.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

حكم مغادرة مكة قبل طواف الوداع

أخونا عوض يقول: أنا أنهيتُ مناسك الحج، وبقي عليَّ طواف الوداع، لكن سأطلع جدة وسأرجع من أجل أن أطوف طواف الوداع، فهل في خروجه إلى جدة مشكلةٌ؟

الشيخ: ليس له أن يذهب إلى جدة حتى يطوف طواف الوداع؛ لقول النبي : لا يَنْفِرَنَّ أحدٌ حتى يكون آخر عهده بالبيت ^[11]، فيطوف طواف الوداع، فإذا طاف طواف الوداع يكون قد انتهى الحج بالنسبة له، فله بعد ذلك أن يخرج إلى جدة ويعود، أو يفعل ما يشاء، لكن في اليوم الأخير ليس له أن يُغادر مكة حتى يطوف طواف الوداع.

مقدم البرنامج: إذا ذهب إلى جدة بعد طواف الوداع ثم عاد إلى مكة، هل يحتاج إلى طواف وداعٍ آخر يا شيخ؟

الشيخ: إذا ذهب إلى جدة بعد طواف الوداع انتهى الحج، بمجرد أنه أتى بطواف الوداع ثم خرج خارج حدود الحرم انتهى الحج بالنسبة له، فلا حرج عليه أن يرجع لمكة أو يذهب أو يفعل ما يشاء.

مقدم البرنامج: أحسن الله إليكم.

مسافة القصر في السفر

نختم بسؤال أخينا سلطان من الرياض، يقول: إني أطلع للصياهد، وهي التي تبعد -كما ذكر- 90 كيلو من بعد العمران، يقول: وأجمع وأقصر هناك عند ابنه، فهل فيه مشكلةٌ يا شيخ؟

الشيخ: فعله صحيحٌ؛ وذلك لأنه يذهب مسافة سفرٍ، فقد ذكر أن المسافة من بعد مُفارقة العمران تُعادل 90 كيلو مترًا، وهذه مسافة سفرٍ، فأقلّ مسافة سفرٍ هي 80 كيلو مترًا، فما دام أنه مُتأكدٌ من أن هذه هي المسافة، وأنها تُعادل 90 فأكثر، فيُعتبر مسافرًا، وله أن يترخَّص برُخَص السفر: يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء مع القصر، فله التَّرخُّص بجميع رُخَص السفر.

خاتمة البرنامج

الحمد لله، وأحسن الله إليكم شيخنا، وبارك الله فيكم، بهذه الإجابة أحبتنا مستمعينا الكرام نكون قد وصلنا إلى ختم هذه الحلقة التي قد تفضل فيها بالإجابة عن أسئلتكم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، وأستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

جزاكم الله خيرًا شيخ سعد، وأحسن الله إليكم.

الشيخ: وأحسن الله إليك وللإخوة المستمعين، وبارك الله فيكم، وهذه الحلقة الأخيرة في هذا البرنامج، نستودعكم الله، ونستودع الإخوة المستمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقدم البرنامج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله خيرًا شيخ سعد، وقد كنتَ معنا خلال هذه الحلقات كلها، نسأل الله أن ينفع بما طرحتم، وأن يجزيكم عنا خير الجزاء، وأن ينفع بعلمكم، وأن يزيدكم علمًا وهدًى وتوفيقًا.

وشكر الله لكم أحبتنا مُستمعينا الكرام حُسن مُتابعتكم لنا في هذه الحلقات، ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وممن يتعلم علمًا ينفعه في الدنيا والآخرة.

نسأل الله علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وعملًا صالحًا مُتقبلًا، ونسأل الله  أن يكتب أجر حجاج بيته الكريم ويتقبل حجَّهم، وأن يشكر سعيهم، وأن يجزيهم خير الجزاء، وأن يُبارك لهم في خطواتهم، وجزى الله القائمين على الحج خير الجزاء على ما يُقدمونه لضيوف الرحمن.

شكرًا لكم أحبتنا الكرام، وهذه أرقُّ التَّحايا من فريق العمل:

في التنفيذ: عيسى الراقي.

إدارة الإعلام الرقمي: فيحان السبيعي.

في التقديم مُحدثكم: سبيت بن إبراهيم السبيت.

وفي الإخراج: محمد بن سعيد الشمري.

نلتقيكم -بمشيئة الله تعالى- في مواسم مباركةٍ قادمةٍ.

نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.