مقدم البرنامج:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم مستمعينا الكرام في حلقةٍ جديدةٍ من حلقات برنامج (فتاوى الحج)، والذي سيسعد -بإذن الله تعالى- بالإجابة عن أسئلتكم واستفساراتكم: فضيلة الشيخ سعد بن تركي الخثلان، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
شيخ سعد، السلام عليكم، وأسعد الله مساءكم بكل خيرٍ.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحيَّاكم الله، وحيَّا الله الإخوة المستمعين.
مقدم البرنامج: حيَّاكم الله شيخ سعد، ولعلي أبدأ بهذا السؤال الذي ورد إلينا عن طريق صفحة البرنامج:
هذه إحدى الأخوات تقول: إن زكاتي في مثل هذه الأيام من أيام السنة.
تقول: عندما تُوفي والدي جعلتُ مبلغًا قرابة العشرة آلاف ريال أنوي التَّصدق والتَّبرُّع بها عن والدي، هل أُزكي هذا المبلغ أم أنه لا توجد عليه زكاةٌ؟
الشيخ: الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا اللقاء، وأن يُبارك فيه.
جوابًا عن سؤال الأخت الكريمة: هذا المبلغ تجب فيه الزكاة؛ لأنه قد بلغ النِّصاب، وحال عليه الحول، هو عشرة آلاف ريالٍ، بلغ نِصابًا، وقد حال عليه الحول.
وأما نيتكِ بأنكِ ستتبـرَّعين به أو بجزءٍ منه عن والدكِ، فهذه النية غير مُؤثرةٍ على الزكاة؛ لأنها غير مُلزمةٍ بالنسبة لكِ، فلكِ أن تُغيري نيَّتَكِ، والمال مملوكٌ لكِ، فوجبتْ فيه الزكاة.
وعلى ذلك نقول: أختي الكريمة، يجب عليكِ أن تُزكِّي هذا المبلغ.
مقدم البرنامج: شكر الله لكم.
أبو محمد من الرياض.
تفضل يا أبا محمد.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصل: فضيلة الشيخ، بالنسبة للذي يُضحي بتحويل مبلغٍ للشركات المصرفية، هل يُعتبر أنه ضحَّى؟ علمًا بأن أسعارهم تتفاوت عن الأضحية.
الشيخ: أيّ شركةٍ تقصد؟
المتصل: مثلًا: مصرف الراجحي، تحويل مبالغ بقصد الضَّحية، يعني: أُحوِّل لهم مبلغًا مُعيَّنًا فقط، كأنِّي ضحَّيْتُ.
الشيخ: نعم.
المتصل: وهل له وقتٌ؟
يعني: مثلًا أُحوِّل صباح العيد، بعد صلاة العيد، أو ما هم مُلزمون بالوقت، ففي أي وقتٍ أقوم بتحويل المبلغ، وهم يقومون بالذبح بطريقتهم، أو حسب ..؟
هذا السؤال الأول.
السؤال الثاني: إذا أخَّرتُ المغرب مع العشاء، صليتُ المغرب وبعد ذلك صليتُ العشاء ركعتين، جائزٌ يا شيخ؟
مقدم البرنامج: أنت مسافرٌ يا أبا محمد؟
المتصل: نعم، نعم، في سفرٍ.
مقدم البرنامج: وتُصلي المغرب مع العشاء.
المتصل: صحيحٌ.
الشيخ: ما موضع الإشكال عندك؟
الآن أخَّرتَ المغرب وصليتَه ثلاثًا، والعشاء ركعتين، ما الإشكال؟
المتصل: الإشكال: أني كنتُ في سفرٍ، ووصلتُ قبل أذان العشاء.
الشيخ: وصلتَ إلى السفر أو إلى بلد الإقامة؟
المتصل: وصلتُ من السفر، وصلتُ من منطقةٍ إلى مقرِّي يعني.
مقدم البرنامج: إلى بيتك.
الشيخ: إلى بلد الإقامة، نعم.
المتصل: صحيحٌ.
الشيخ: وصلتَ قبل أذان العشاء؟
المتصل: قبل أذان العشاء، نعم.
الشيخ: بكم تقريبًا؟
المتصل: تقريبًا يمكن نصف ساعة.
الشيخ: نعم، طيب.
المتصل: بارك الله فيك يا شيخ.
مقدم البرنامج: شكرًا يا أبا محمد.
نُجيب عن أسئلة المتصل أبي محمد.
الشيخ: أما بالنسبة لسؤاله الأول: فالأفضل أن الإنسان يتولَّى ذبح أُضحيته بنفسه؛ لأنه يُحقق بذلك مقصود الشارع من ذبح الأضحية، والله يقول: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:37]، فليس المقصود من الأضحية، ولا المقصود من الهدي اللحم، وإنما المقصود منها التَّقرُّب إلى الله بذكر اسمه عند الذبح وتعظيم الله ، فهذا هو الأفضل: أن الإنسان يتولَّى الذبح بنفسه، فإن لـم يتيسر فيحضر الذبح، فإن لـم يتيسر هذا ولا ذاك فإنه يُوكِّل مَن يثق فيه في ذبحها.
ومثل هذه الجهات التي سأل عنها الأخ الكريم هي جهاتٌ تحت رقابة وإشراف الدولة، ونرجو -إن شاء الله- أن الذمة تبرأ بذلك، لكن إن تيسَّر أن يذبحها بنفسه فهذا لا شك أنه الأفضل والأكمل، وهو أقرب إلى تحقيق مقصود الشارع.
مقدم البرنامج: شيخ، مَن كان مثل أبي محمد متى يحلق رأسه؟
الشيخ: إذا وكَّل هذه الجهات هنا ترد هذه الإشكالية، وهذه من سلبيات التوكيل لجهاتٍ أخرى في ذبح الأضحية؛ لأنه لا يدري متى ستُذبح أُضحيته؟ حتى لو سأل الشركة ما يُعطونه إجابةً، ما يدرون، عندهم أعدادٌ كبيرةٌ من الأضاحي ومن الهدايا، فلا يستطيع هو ولا هم أن يتحققوا من وقت ذبح هذه الأضحية؛ ولذلك فإنه يتحرَّى ويجتهد ويحتاط، يعني: يُؤخِّر الأخذ من شعره وأظفاره إلى آخر الوقت إن لم يشقَّ عليه ذلك.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
معنا علي القحطاني من مكة، تفضل.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: كيف الحال؟
مقدم البرنامج: حيَّاك الله.
المتصل: بخصوص المبيت -مبيت ليالي التشريق- بالنسبة لمَن لا يستطيعون من أهل مكة طبعًا، كيف الطريقة؟ يعني: لا يوجد مكانٌ في مِنًى.
الشيخ: وأنت من أهل مكة؟
المتصل: نعم.
مقدم البرنامج: طيب، شكرًا يا علي.
طيب، شيخ سعد، أبو محمد يقول: إنه أخَّر المغرب ووصل قبل صلاة العشاء، ماذا يفعل في هذه الحالة؟
الشيخ: إذا وصل المسافر إلى بلد الإقامة انقطعت في حقِّه جميع رُخَص السفر، ومن ذلك: القصر والجمع وجميع الرُّخَص؛ ولذلك فهو من حين وصوله إلى بلد الإقامة يجب عليه أن يصلي المغرب في وقتها، ولا يُؤخرها إلى وقت صلاة العشاء، ثم إذا أراد أن يصلي العشاء يُصليها أربع ركعاتٍ في وقتها، فبمجرد وصوله إذن انقطعت في حقِّه جميع رُخَص السفر.
وهذه مسألةٌ قد تخفى على بعض الناس، تجد أنه يكون مُسافرًا، ثم يصل إلى بلد الإقامة، ثم يجمع ويقصر، وهذا الجمع والقصر غير صحيحٍ، الواجب عليه أن يصلي الصلاة في وقتها، إذا وصل المغرب يُصلي المغرب فقط في وقتها، ولا يجوز له أن يُؤخرها إلى العشاء، ثم إذا أتى وقت العشاء صلاها أربع ركعاتٍ في وقتها؛ لأنه لـمَّا وصل إلى بلد الإقامة انقطعت في حقِّه جميع رُخَص السفر.
مقدم البرنامج: علي القحطاني كان سؤاله: أنه من أهل مكة، وسوف يُؤدي الحج، يقول: لكن لا أستطيع المبيت ليالي التشريق في مِنًى.
الشيخ: نعم، مِنَى الآن امتلأت بالحجيج، ومَن لم يستطع أن يبيت في مِنًى ليالي التشريق فإنه يبيت في أقرب مكانٍ يلي مِنًى؛ لأنه بذلك يكون قد اتَّقى الله تعالى ما استطاع؛ ولأنه يُحقق مقصود الشارع من البيتوتة في مِنًى، وهو اجتماع الحجيج في مكانٍ واحدٍ، وأن يكونوا أُمَّةً واحدةً، والواجب هو أن يبيت أكثر من نصف الليل.
وعلى ذلك: ما دام أن الأخ الكريم من مكة فيمكن في النهار أن يكون في بيته في مكة، وإذا أتى الليل يبيت في أقرب مكانٍ يلي مِنًى أكثر من نصف الليل، وبقية نصف الليل الآخر يمكن أن يرجع إلى بيته، لكن يمكث في أقرب مكانٍ يلي مِنًى أكثر من نصف الليل.
مقدم البرنامج: بارك الله فيكم.
معنا فاطمة.
تفضلي يا فاطمة.
المتصلة: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصلة: لو سمحت، أنا أسأل الشيخ عن المطر: الأمطار يوم تجيء عادي نقول: يا ربِّ ما تجيء، ومثل هذا، فهل هذا يُسْمَح به أو لا يجوز؟
والسؤال الثاني في الأضحية: زوج أختي ساكنٌ عندنا لمدة أربعة أشهر، لكنه عنده بيتٌ في الرياض، ونحن وكَّلناه، لكنه قائمٌ بعائلتين، ونحن الثالثة، يعني: عادي؟
الشيخ: يعني: وكَّلتُموه في ذبح أضاحٍ عنكم؟
المتصلة: نعم، لكنها أضحيةٌ واحدةٌ.
الشيخ: أضحيةٌ واحدةٌ عنكم؟
المتصلة: نعم.
الشيخ: يعني: تشتركون فيها أنتم؟
المتصلة: نعم، نشترك فيها معه.
مقدم البرنامج: وهو مُؤقتٌ، يعني: أتى أربعة أشهرٍ فقط؟
المتصلة: هو مُؤقتٌ يسكن عندنا.
الشيخ: يعني: هو يذبح أضحيةً واحدةً عن نفسه وعنكم؟
المتصلة: نعم.
الشيخ: طيب.
المتصلة: الله يوفقكم.
مقدم البرنامج: طيب، شكرًا لكِ يا فاطمة.
معنا أبو حور من الرياض.
تفضل يا أبا حور.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: حيَّاكم الله يا شيخ، الله يُجازيكم خيرًا على ما تُقدمونه، إن شاء الله.
عندي سؤالٌ -طال عمرك- في الأضحية: الأضحية -طال عمرك- لو قدرتُ الآن أن أُعطي الوالد قيمة الأضحية ويُضحي عني، وأنا هنا في الرياض، وهو خارج الرياض، يعني: مثلًا قد يكون في نجران أو نحو ذلك، فهل أقدر أن أُعطيه ويُضحِّي عني هناك، أم لا بد أن أُضحي هنا؟ وأنا وأهلي نسكن هنا، طال عمرك.
مقدم البرنامج: طيب، تسمع الإجابة بإذن الله.
شيخ سعد، الأخت فاطمة كانت سألت عن المطر، هي تسأل تقول: هل يجوز أن أقول: ما يجيء على البلد التي تسكن فيها؟
الشيخ: الذي ينبغي عند كثرة المطر أن يقال ما دعا به النبي لمَّا كثرت الأمطار على المدينة، قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّراب وبطون الأودية ومنابت الشجر [1]، هذا هو الأفضل؛ لأن الدعاء بإمساك المطر قد يكون فيه ضررٌ على الإنسان وهو لا يشعر، قد يُبتلى بالقحط ونحو ذلك؛ ولذلك الأحسن أن يدعو بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام، أن يقول: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، فيدعو بهذه الدعوة أفضل من أن يدعو بإمساك المطر.
مقدم البرنامج: معنا أسماء من مكة.
المتصلة: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصلة: أستفسر من الشيخ -لو سمحت- عن حكم المبيت في مِنًى لأهل مكة: هل يلزم الليل بأكمله أم نصف الليل؟ يعني: نصف الوقت.
مقدم البرنامج: شكرًا يا أسماء.
طيب، شيخ، فاطمة أيضًا سألتْ عن الأضحية، تقول: إن زوج أختها قادمٌ عندهم مُؤقتًا لمدة أربعة أشهرٍ فقط، وعنده بيتٌ في الرياض، وهو أتى عندهم، هل يشتركون في أضحيةٍ واحدةٍ؟
الشيخ: لا بأس أن يشتركوا في أضحيةٍ واحدةٍ، لكن معنى الاشتراك: أن أحدهم يشتري أضحيةً ويُشرك معه البقية في الثواب، إذا كان كذلك فلا بأس، أما أن يشتركوا بأن يجتمعوا في شراء مبلغ الأضحية، فهذا يكون في الإبل والبقر إلى سبعة أشخاصٍ، ولا يصحُّ في الغنم.
والاشتراك في الأضحية ينقسم إلى قسمين:
- الاشتراك في المِلْك، وهذا لا يكون في الغنم، وإنما يكون في الإبل والبقر إلى سبعة أشخاصٍ.
- والقسم الثاني: الاشتراك بالثواب، بأن يُشرك مالك الأضحية معه في ثوابها مَن أراد، وهذا لا بأس به، ولا حدَّ له، فله أن يُشْرِك مَن شاء من الأحياء والأموات.
فإذا كان مقصود السائلة: أن هذا الرجل يشترك معهم في ثوابها، وأن مَن يدفع ثمن الأضحية واحدٌ، ويشترك معهم في الثواب، فلا بأس بهذا، أما إذا كان المقصود أنَّهم يشتركون في دفع مبلغ أو قيمة الأضحية، فهذا لا يصح في الغنم، وإنما يصح في الإبل والبقر إلى سبعة أشخاصٍ.
مقدم البرنامج: جميلٌ، بارك الله فيكم.
أبو حور من الرياض يقول: أنا ساكنٌ في الرياض، فهل يجوز له أن يُرسل مبلغًا ماليًّا إلى والده في بلدٍ آخر؛ ليذبح الأضحية هناك؟
الشيخ: لا بأس بهذا، الأمر في هذا واسعٌ، إن أراد أن يُضحِّي في بلده في الرياض فلا بأس، وإن أراد أن يُوكل والده في بلدٍ آخر فلا بأس، فالأمر في هذا واسعٌ.
الأضحية سنةٌ مُؤكَّدةٌ، ويختار ما هو الأرفق به، وما هو الأيسر له من كونه يذبحها في بلده، أو يُوكل والده في بلدٍ آخر، يفعل ما هو الأيسر له، لكن من حيث الأصل: إذا تولَّى ذبحها بنفسه فهو أفضل، إذا اشترى أضحيةً وتولَّى ذبحها بنفسه هو الأفضل، وإن كان يشقُّ عليه وأراد أن يُوكل والده، فالأمر واسعٌ في هذا.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
معنا فايز من الرياض.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: أريد أن أسأل الشيخ: لو نزلتُ السوق قبل العيد بيومٍ أو كذا واشتريتُ لي ذبيحةً بنية الأضحية، وحصل فيها عيبٌ من العيوب مثلًا، فهل تُجزئ أن أُضحي بها أم ما تُجزئ؟
مقدم البرنامج: أنت اشتريتها أم لا؟
المتصل: لا، لا، باقي.
الشيخ: يعني: تفترض افتراضًا؟
المتصل: افتراضٌ، نعم.
الشيخ: نعم.
المتصل: يعني أقصد يا شيخ: هل الذبيحة تتعين بالشراء أم ما تتعين؟
الشيخ: نعم.
مقدم البرنامج: طيب.
معنا أم أحمد من الجوف.
المتصلة: السلام عليكم ورحمة الله.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصلة: الله يُعطيكم العافية، عندي سؤالٌ واحدٌ فقط.
مقدم البرنامج: تفضلي.
المتصلة: يا شيخ، جزاكم الله خيرًا، أنا عندي بنتٌ مُصابةٌ بالفشل الكلوي، وتغسل مرتين في الأسبوع، هل تسقط عنها فريضة الحج؟
الشيخ: هي قادرةٌ على أن تُوكِّل مَن يحج عنها؟
المتصلة: نعم، قادرةٌ.
الشيخ: نعم.
مقدم البرنامج: طيب، شكرًا لكِ يا أم أحمد.
شيخ، أسماء من مكة كانت سألتْ عن حكم المبيت في مِنًى لأهل مكة، وكأنها تسأل عن الضابط أو المدة، يعني: الحد الأدنى للبقاء في مِنًى.
الشيخ: الحد الأدنى للبقاء في مِنًى هو أكثر من نصف الليل، وإذا أردنا أن نعرف نصف الليل نقسم المدة الزمنية ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر، فيخرج لنا مقدار الليل، فالواجب هو: أن يمكث الحاج أكثر من نصف الليل في مِنًى، أو في أقرب مكانٍ يلي مِنًى، نعم.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
فايز من الرياض أيضًا سأل سؤالًا كفرضيةٍ أو افتراضٍ، يقول: لو نزل للسوق واشترى ذبيحةً، ثم اكتشف أن بها عيبًا، ماذا يفعل؟
الشيخ: نعم، إذا اكتشف أن فيها عيبًا، وكان هذا العيب من العيوب المانعة من الإجزاء، فإنه لا يُضحي بها، فإن كان قد عيَّنها فيستبدلها بغيرها، وإن كان لم يُعيِّنها فلا يلزمه ذلك؛ لأن الأضحية ليست واجبةً، وإنما هي سنةٌ مُؤكَّدةٌ.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
أم أحمد أيضًا تقول: إن عندها بنتًا مُصابةً بالفشل الكلوي -نسأل الله لها الشفاء- تقول: هل تسقط عنها فريضة الحج؟
الشيخ: نعم، لا يجب عليها أن تحجَّ بنفسها؛ لكونها مُصابةً بالفشل الكُلَوي، ويصعب عليها أن تحجَّ مع الإصابة بهذا المرض، ولكن يلزمها أن تُنِيب مَن يحج عنها إذا كانت قادرةً بمالها، إذا كانت قادرةً بمالها يلزمها أن تُنِيبَ مَن يحج عنها، فتحج بمالها، ولا يلزمها أن تحج بنفسها؛ لأجل هذا الظرف الصحي.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
معنا أبو عبدالله من جدة.
تفضل يا أبا عبدالله.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصل: نريد توجيهًا لأصحاب الحملات؛ فهناك مُغالاةٌ في أسعار الحملات يا شيخ.
مقدم البرنامج: طيب، هل هناك سؤالٌ آخر؟
المتصل: الله يُجازيكم خيرًا.
مقدم البرنامج: شكرًا.
أبو جاسر من جدة.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصل: أُحب أن أسأل الشيخ: أنا من أهل جدة، وعندنا بيتٌ في مكة، وإذا أحببتُ أن أحج عادي أحج من مكة -يعني: أبيتُ في بيتنا الذي في مكة- أو لا بد أن أشترك في حملة وأروح للحج؟
مقدم البرنامج: يعني سؤالك: أنك تشترك في حملةٍ أو أنك تحج؟
المتصل: أجل، أحج من مكة.
الشيخ: من مكة، طيب.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
المتصل: والسؤال الثاني: مثلًا إذا نويتُ العمرة أقدر أن آخذ إحرامي معي في السيارة وأذهب إلى مكة، وأخرج خارج حدِّ الحرم وأنوي العمرة، أم لا بد أن أنوي من جدة؟
مقدم البرنامج: طيب.
المتصل: يُعطيكم ألف عافيةٍ، والله يرحم والديكم.
مقدم البرنامج: شكرًا يا أبا جاسر.
نعود إلى أسئلة الإخوة: أبو عبدالله من جدة يقول يا شيخ: بعض الحملات كأنها بالغتْ في ارتفاع الأسعار.
الشيخ: نعم، ينبغي للقائمين على هذه الحملات ألا يستغلوا حاجات إخوانهم المسلمين، وأن يرفقوا بهم، وألا يُبالغوا في الأسعار، والنبي يقول: لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه [2]، فلو كنت أنت الذي تريد الحج لا تُحب من أصحاب الحملات أن يُبالغوا في رفع الأسعار، فينبغي ألا تفعل ذلك مع إخوانك المسلمين، تأخذ مقدار التكلفة وأرباحًا معقولةً.
وعلى الجهة المسؤولة التي أناط بها ولي الأمر المسؤولية في هذا -وهي وزارة الحج- عليها أن تقوم بمُراقبة الحملات، وأن تُحاسب مَن يُبالغ في رفع الأسعار، هذه هي مسؤولية الوزارة -وزارة الحج- هذه مسؤوليتهم.
مقدم البرنامج: معنا محمد حسني من الرياض.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصل: يا شيخ، كيف حالك؟
الشيخ: الحمد لله في نعمةٍ.
المتصل: لي زميلٌ حاجزٌ من القصيم إلى مكة هو وزوجته، وحج مُتمتعًا، أدَّى العمرة وما وجد مكانًا يبيت فيه في مكة، بحث كثيرًا، يمكن ساعتين أو ثلاثة في مكة فلم يجد مكانًا، فرجع إلى جدة حتى يبيت، ورجع في اليوم الثاني إلى مكة -الذي هو صباح اليوم- هل يكون عليه هديٌ؛ لأنه خرج خارجًا أم ماذا؟
الشيخ: وهو مُقيمٌ في جدة؟
المتصل: لا، هو مُقيمٌ في القصيم، من أهل القصيم.
الشيخ: مُقيمٌ من القصيم أتى بعمرةٍ ولم يجد مكانًا في مكة، وبات في جدة ثم رجع.
المتصل: نعم، تمام.
الشيخ: ويريد أن يأتي بالحج اليوم؟
المتصل: نعم، واليوم سيُكمل الحج.
الشيخ: نعم.
المتصل: هل هو هكذا ما زال في التمتع، أم أنه بمجرد أنه طلع من مكة انتهى؟
الشيخ: واضحٌ السؤال.
مقدم البرنامج: واضحٌ السؤال يا محمد، هل هناك سؤالٌ آخر؟
المتصل: لا، تسلم.
مقدم البرنامج: شكرًا لك.
طيب، شيخ سعد، أبو جاسر من جدة يقول: عنده بيتٌ في جدة، وبيتٌ في مكة أيضًا، يعني: أنه من أهل مكة.
يقول: هل أشترك في حملةٍ أم أحج وأنا من أهل مكة؟
الشيخ: ما دمتَ من أهل مكة لك أن تحج من مكة، ولك أيضًا أن تحج من جدة، فأنت بالخيار: إن شئتَ من جدة، وإن شئتَ من مكة، واختر ما هو الأيسر والأرفق بك؛ لأنك تُعتبر صاحب إقامتين، فإذا أردتَ أن تحج من مكة، فإذا كنت مُتمتعًا؛ أتيتَ بعمرةٍ، لا بد أن تكون العمرة خارج حدود الحرم، تُحرم بالعمرة من الحِلِّ خارج حدود الحرم، ثم تُحرم بالحج، ولا يكون عليك هديٌ باعتبارك من حاضري المسجد الحرام.
لكن الآن تأخرتَ، نحن الآن في عصر يوم التروية، فالأحسن أن تكون قارنًا أو مُفردًا، وتُحرم بالحج من مكة، وإذا كنت في جدة وتريد أن تُحرم من جدة فلا بأس، أنت صاحب إقامتين، لك أن تُحرم من بيتك في مكة، أو من بيتك في جدة.
مقدم البرنامج: جميلٌ، طيب مُستقبلًا يا شيخ إذا نوى العمرة يخرج للحدِّ؟
الشيخ: نعم، إذا نوى العمرة وهو في مكة لا بد أن يخرج خارج حدود الحرم.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
طيب، معنا أم أسامة.
المتصلة: السلام عليكم ورحمة الله.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصلة: لو سمحتَ عندي سؤالٌ عن يوم عرفة لغير الحاج، يعني: ما الأعمال التي ينصحنا الشيخ أن نقوم بها من بداية اليوم، مثل: الأذكار، لو توجد أذكارٌ واردةٌ؟
والسؤال الثاني: هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوءٍ؟ يعني مثلًا: تكون في مكانٍ عامٍّ وأحببتَ أن تقرأ القرآن وما يتوفر وضوءٌ، هل يجوز؟
جزاكم الله خيرًا.
مقدم البرنامج: بِمَسِّ المصحف أم دون مَسٍّ؟
المتصلة: لا، بِمَسِّ المصحف.
مقدم البرنامج: طيب، سؤالك واضحٌ.
معنا أبو عبدالله من المدينة.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: حيَّاك الله يا شيخ سعد، عساك طيب.
الشيخ: بخيرٍ ونعمةٍ، نحمد الله ونشكره.
المتصل: كل عامٍ وأنت طيبٌ وبصحةٍ وسلامةٍ.
الشيخ: وأنت كذلك، اللهم آمين.
المتصل: عندي سؤالٌ واحدٌ يا شيخ: أنا اشتريتُ أُضحيةً، واتَّضح فيما بعد أن فيها نوعًا يُسمونه: خُرَّاج بين اللحم والجلد، يأتي بين اللحم والجلد، مما يُسبب لها مثل الورم البسيط، فسألتُ بعض العامة فقالوا لي: هذا ما يضرها، وأثناء الذبح يُزال بالسكين.
الشيخ: التي هي الطُّلُوع.
المتصل: نعم، هي بين اللحم والجلد تنبت.
الشيخ: نعم، معروفةٌ.
المتصل: هل تُؤثر على الأضحية أم ما تُؤثر يا شيخ؟
الشيخ: نعم.
مقدم البرنامج: طيب، سؤالك واضحٌ، شكرًا يا أبا عبدالله.
طيب، نعود إلى أسئلة المتصلين: هذا يا شيخ محمد حسني من الرياض يقول: إن له زميلًا حاجًّا، ولم يجد مكانًا في مكة للمبيت، وخرج إلى جدة، ثم رجع إلى مكة للحج، هل ما زال مُتمتعًا؟
الشيخ: نعم، ما زال متمتعًا، وعليه هديٌ -هدي التَّمتع-؛ لأنه لم ينقطع تمتعه بذهابه إلى جدة، وإنما ينقطع التمتع برجوع المُتمتع إلى بلده، فلو أنه رجع -مثلًا- إلى بلده القصيم انقطع تمتعه، لكنه إنما رجع إلى جدة، ليس إلى بلده، فتمتعه باقٍ، ويلزمه ما يلزم المُتمتع، ومن ذلك: الهدي.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
أيضًا أم أسامة من مكة عندها سؤالان، ووقت حلقتنا شارف على الانتهاء، يبدو سؤالها طويلًا، لكن يا شيخ ما يتعلق بيوم عرفة لغير الحاج، ماذا ينبغي؟
الشيخ: يوم عرفة لغير الحاج آكد ما يعمله الصيام؛ إذ قال عليه الصلاة والسلام: صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده [3].
كذلك أيضًا الإكثار من الذكر: من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وتلاوة القرآن، وكل ما هو عملٌ صالحٌ؛ لأن يوم عرفة هو من عشر ذي الحجة، وعشر ذي الحجة قد أقسم الله بها فقال: وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:2]، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: ما من أيامٍ العمل الصالح فيهنَّ أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر [4]، فيشتغل غير الحاج في يوم عرفة بكل ما هو عملٌ صالحٌ.
مقدم البرنامج: جميلٌ، تقول: هل تجوز قراءة القرآن من دون وضوءٍ، مسّ المصحف؟
الشيخ: قراءة القرآن من دون وضوءٍ لا بأس بها، لكن من غير مَسِّ المصحف، وإذا أراد القارئ أن يمسَّ المصحف يكون من وراء حائلٍ، أما أن يمسَّ المصحف مباشرةً من دون حائلٍ هذا لا يجوز، لكن لو احتاج أن يقرأ من المصحف من وراء حائلٍ فلا بأس بذلك، ومن ذلك المصحف الموجود في الهاتف الجوَّال، يُعتبر مَسُّه مَسًّا من وراء حائلٍ؛ لأن الهاتف الجوَّال له شاشتان: شاشةٌ داخليةٌ، وشاشةٌ خارجيةٌ، فالشاشة الخارجية هي بمثابة الحائل؛ ولذلك لا بأس بالقراءة في المصحف من الهاتف الجوال ومَسّه من غير طهارةٍ.
مقدم البرنامج: أبو عبدالله من المدينة يقول: إنه اشترى أضحيةً، وتبيَّـن فيما بعد أو وجد فيها الخُرَّاج -وهو الورم الصغير- هل يُؤثر على أُضحيته؟
الشيخ: هذا لا يمنع من الإجزاء، فهي صحيحةٌ ومُجزأةٌ، لكن الأفضل أن يُضحي بغيرها؛ لأنه كلما كانت الأضحية بعيدةً عن العيوب -ولو لم تكن هذه العيوب مانعةً من الإجزاء- كان ذلك أكمل وأفضل، فإن تيسر أن يُضحي بغيرها هذا هو الأفضل، وإن ضحَّى بها فلا بأس، وتكون صحيحةً ومُجزأةً، إن شاء الله.
مقدم البرنامج: نأخذ آخر اتصالٍ معنا في هذه الحلقة، حامد من محايل عسير.
المتصل: السلام عليكم.
مقدم البرنامج: عليكم السلام ورحمة الله.
المتصل: مساء الخير يا أبا معاذ.
مقدم البرنامج: حيَّاكم الله.
المتصل: مساء الخير شيخ سعد.
الشيخ: مسَّاك الله بالخير والعافية، حيَّاك الله.
المتصل: عندي ثلاثة أسئلةٍ يا أبا معاذ لو تسمح أن أطرحها على الشيخ سعد.
مقدم البرنامج: تفضل يا شيخ.
المتصل: السؤال الأول: حكم صيام عرفة لمَن عليه قضاءٌ من شهر رمضان.
والسؤال الثاني: المُضَحَّى عنه، هل يُباح له الأخذ من شعره وأظفاره؟
والسؤال الثالث: متى يبدأ التكبير المُقيَّد؟
مقدم البرنامج: طيب، شكرًا لك يا أخ حامد من محايل عسير.
طيب، يا شيخ، يسأل عن حكم صيام يوم عرفة لمَن عليه قضاءٌ من رمضان.
الشيخ: لا بأس أن يصوم يوم عرفة مَن عليه قضاءٌ من رمضان، وإن أراد أن يجعل القضاء أيضًا في يوم عرفة كان ذلك جائزًا، الأمر في هذا واسعٌ.
مقدم البرنامج: جميلٌ، المُضحَّى عنه: هل يأخذ من شعره وظفره؟
الشيخ: نعم، المُضحَّى عنه له أن يأخذ من شعره ومن أظفاره، ولا يشمله النهي الوارد في الحديث؛ لأن النهي الوارد إنما خُصَّ به المُضحِّي، فإن النبي قال: إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يُضحي فلا يأخذنَّ من شعره ولا من أظفاره شيئًا [5]، فهنا قال: وأراد أحدكم أن يُضحي، ولم يقل: أو يُضحَّى عنه، والمراد بالمُضحِّي هو مَن يدفع ثمن الأضحية.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
التَّكبير المُقيَّد متى يبدأ؟
الشيخ: التكبير المُقيَّد يبدأ لغير الحاج من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وبالنسبة للحاج يبدأ من ظهر يوم النحر إلى عصر آخر أيام التشريق.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
آخر سؤالٍ عبر (تويتر) من إحدى الأخوات تقول: مَن أخذته حملتُه إلى عرفات يوم التروية عوضًا عن مِنًى، هل يقصر الصلاة كما لو ذهب إلى مِنًى؟
الشيخ: نعم يقصر الصلاة، فالحاج فترة الحج يقصر الصلوات الرباعية، يقصرها ركعتين، سواء كان في مِنًى، أو في عرفات، أو في مُزدلفة، ما دام أنه ليس من أهل مكة وما حولها فهو يُعتبر مُسافرًا ويترخَّص برُخَص السفر، ويقصر الصلوات في جميع المشاعر.
مقدم البرنامج: جميلٌ.
إذن بهذه الإجابة نصل وإياكم مُستمعونا الكرام إلى نهاية حلقتنا.
شكرًا لكم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن أجبتُم عن أسئلة الإخوة المُتصلين، فشكر الله لكم.
الشيخ: وشكرًا لكم وللإخوة المُستمعين.
مقدم البرنامج: شكرنا يمتد لكم مُستمعينا الكرام على طِيب مُتابعتكم لنا في هذه الحلقة، وتقبلوا تحية الزملاء فريق البرنامج:
في التنسيق: منصور الشليل، عزام الحميضي، عبدالرحمن الحوطي.
وفي الإعلام الجديد الزميل: نبيل الخليف، ومُنفِّذ الفترة: ناصر الشايع، ومُذيعها: سبيت السبيت، ومُنفذ البرنامج الزميل: فهد السريع، ومُخرج البرنامج الزميل: ثامر بن عبدالعزيز المبدّل، وتقبلوا تحية مُحدثكم: أحمد بن عبدالله الشّدِّي.
نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.