المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات مستمعي ومستمعات إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية: أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وعمّر أيامكم بطاعته، وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، والصالح من الأعمال والأقوال، حياكم الله معنا في حلقة جديدة من البرنامج اليومي الرمضاني المباشر: (فتاوى رمضان).
فباسمكم جميعًا نرحب بضيف حلقتنا فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، أستاذ الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حياكم الله فضيلة الشيخ.
الشيخ: حياكم الله، وحيّا الله الإخوة المستمعين.
المقدم: أهلًا وسهلًا بكم، ونسأل الله أن ينفعنا بعلمكم، نستأذنكم أن نبدأ بهذا السؤال في توتير لأحد الإخوة والأخوات يسأل يقول: الأيام الأولى لرمضان كنت أستنشق بالمبالغة كما اعتدت نسيانًا، وأحيانًا كان الماء يصل إلى حلقي، فما حكم صيامي في ذلك، وكيف هي صفة الاستنشاق للصائم؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فما دخل إلى جوفك من الماء بغير اختيارك، فصومك معه صحيح، وليس عليك شيء، وهكذا لو دخل أيضًا نسيانًا، والنبي يقول: من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه [1].
وعلى هذا نقول للأخ الكريم: ما دخل إلى جوفك مما ذكرت بطريق النسيان، أو بطريق الخطأ، فلا يضر وصومك معه صحيح.
وأما بالنسبة للاستنشاق للصائم: فالنبي يقول: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا كما جاء هذا في حديث لقيط بن صبرة [2]؛ فأمر النبي عليه الصلاة والسلام بالمبالغة في الاستنشاق، واستثنى من ذلك حالة الصيام، فلا يكون في الاستنشاق مبالغة، خشية أن ينفذ شيء من الماء إلى الجوف، ولذلك قال أهل العلم: إن الصائم ينبغي له عندما يتمضمض أو يستنشق وهو صائم ألا يبالغ في المضمضة والاستنشاق، وإنما يأتي بالمضمضة والاستنشاق من غير مبالغة، يأتي بالحد الأدنى وما حوله، لكن لا يبالغ في المضمضة، ولا يبالغ في الاستنشاق؛ خشية أن يصل الماء إلى جوفه بسبب هذه المبالغة.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، أيضًا هذه السائلة تقول: أنا أستخدم البرواز لتنظيف الأنف، بمعنى أني أضع الماء في البرواز، ثم أدخله في الأنف فيخفف الألم، فهل يفطرني أثناء الصيام، علمًا أن الماء يخرج إما من الفتحة الثانية، أو من الفتحة نفسها من الأنف؟
الشيخ: إذا لم ينفذ شيء من الماء إلى الجوف، فلا يؤثر على الصيام، والصوم معه صحيح؛ لأن العبرة بدخول الماء إلى الجوف، وإذا كنت محتاجة لهذه الطريقة، حتى لو نفذ ماء بغير اختيارك، فصومك صحيح، ولا شيء عليك، لكن ينبغي أن تتقي نفوذ الماء إلى الجوف، إن أمكن أن تؤجلي هذه الطريقة التي تستخدمينها إلى الليل، فهو أولى، وإن لم يمكن واحتجت لذلك، فتفعلين هذا برفق، بحيث لا ينفذ شيء من الماء إلى الجوف.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، معنا عبر الهاتف عبدالرحمن من الرياض، تفضل يا عبدالرحمن.
السائل: مرحبًا السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله، تفضل يا عبدالرحمن الشيخ يسمعك.
السائل: الله يحييكم، جزاكم الله خيرًا يا شيخ.
الشيخ: مساكم الله بالخير والعافية، حياكم الله.
السائل: الله يعافيك يا شيخ أنا عندي بيت في الرياض الذي هو المركز الأساس، وعندي بيت في مكة، بيت في مكة أروح في الإجازات والعمرات، فما حكم الإحرام بالحج والعمرة، هل أعتبر من أهل مكة، أو علي الإحرام مثل بقية المدن الأخرى.
الشيخ: البيت الذي لك في مكة ملك.
السائل: نعم، ملكي.
الشيخ: أي نعم يعني تذهب لهذا البيت أحيانًا.
السائل: أحيانًا، لكن الآن المدة يعني العطلة والأكثر في الرياض.
الشيخ: نعم، تسأل عن العمرة.
السائل: العمرة وأيضًا الحج.
المقدم: عندك سؤال ثاني يا عبدالرحمن؟
السائل: الله يعطيك العافية.
المقدم: تسمع الإجابة إن شاء الله، يسأل يقول: لديه مسكنان: واحد في الرياض، والآخر في مكة؛ ويسأل عن العمرة والحج.
الشيخ: نقول للأخ السائل الكريم: أنت صاحب إقامتين إقامة في الرياض، وإقامة أخرى في مكة، وهذه الإقامة في مكة أنت تملك بيتًا، وتذهب لهذا البيت أحيانًا، فأنت صاحب إقامة، كمن له زوجتان زوجة في الرياض، وزوجة في مكة، فهو مقيم هنا، ومقيم هناك.
وعلى هذا فإنك تأخذ أحكام أهل مكة في الحج، وفي العمرة، فيجوز لك أن تُحرم في الحج من بيتك، وفي العمرة من الحِل، تخرج خارج حدود الحرم، وأدنى الحِل التنعيم عند مسجد عائشة، أو من أي مكان من الحِل، فتأخذ حكم مكة باعتبار أنك لك إقامة في مكة.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، معنا أيضًا عبر الهاتف من الرياض أبو علي، تفضل يا أبا علي.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله، مساكم الله بالخير.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: مرحبًا يا شيخ.
الشيخ: حياك الله، الله يبارك فيك.
السائل: الله يحييك، ويطول عمرك، ويوفقكم على البرنامج إن شاء الله.
الشيخ: آمين، آمين.
السائل: السؤال من شقين الله يحفظك:
السؤال الأول: بالنسبة لزكاة المال، إذا كان مثلًا وقت الزكاة في ذي القعدة، هل يجوز أني أقدمها في رمضان؟ هذا السؤال الأول.
السؤال الثاني: قد يكون غريب شوي، لكن يعني في ظل الأوضاع الآن الزحمة، الآن يا شيخ الذي يسافر لفرسخ الذي هو أكثر من سبعين كيلو يجوز له أن يفطر؟ مسافة الطريق يعني.
إذا كانت المسافة مثلًا نقول من الرياض مثلًا إلى الخرج… المسافة مثلًا سبعين كيلو، آخذها خلال خمس وعشرين دقيقة، لكن مشواري مثلًا من الرياض مثلًا من حي الربوة إلى حي التويتي وسط الرياض الزحمة مثلًا أكثر من أربعين دقيقة، ما أدري كيف نتعامل يا شيخ؟ الله يحفظك شكرًا.
المقدم: شكرًا لك يا أبا علي، أبو علي يا شيخ سعد طرح سؤالين:
يسأل السؤال الأول عن تقديم وقت الزكاة، إذا كان الزكاة مثلًا الحول يكون في ذي القعدة، وقدمها في رمضان.
الشيخ: لا بأس بتعجيل الزكاة، والنبي تعجل زكاة عمّه العباس، فلا بأس بأن يعجّل زكاته من شهر ذي القعدة إلى شهر رمضان، حتى يكسب شرف الزمان، فنقول: الأمر في هذا واسع، ولا بأس بذلك.
المقدم: أحسن الله إليكم، سؤاله الثاني يسأل أحيانًا المدن تصبح أطرافها متباعدة، وقد يكون من طرف إلى طرف مثل مشقة السفر، فيسأل هل تأخذ مثلًا حكم السفر؟
الشيخ: ما ذكره الأخ الكريم من السبعين كيلو مترًا، السبعون كيلو مترًا ليست مسافة سفر، أقل مسافة للسفر هي ثمانون كيلو مترًا فأكثر، أما أقل من ثمانين فهذه ليست سفرًا.
وأيضًا كيف تُحسب الثمانون هذا أمر مهم، الثمانون لا تُحسب من البيت، وإنما تُحسب من مفارقة العمران، من آخر عمران البلد الذي تُقيم أنت فيه، فتحسب المسافة، بغض النظر عن المدة الزمنية التي قطعتها في مدينتك، قول الأخ الكريم أني قد أبقى في المدينة التي أنا فيها مدة طويلة بسبب الزحام هذا كله غير مؤثر في اعتبار مسافة السفر، ما دمت في المدينة فأنت مقيم.
وإنما يبدأ حساب مسافة السفر من مفارقة عمران البلد الذي أنت مقيم فيه، وعلى هذا فمثلًا ما بين مكة وجدة الآن أقل من مسافة السفر، لأن ما بين آخر عمران جدة، وأول عمران مكة أقل من ثمانين كيلو مترًا، فعلى ذلك أصبحت الآن المسافة ما بين جدة ومكة أقل من مسافة سفر، فأهل جدة إذا ذهبوا إلى مكة لا يترخصون برخص السفر، المرأة لا يشترط لذهابها لمكة وجود المحرم، وإنما فقط انتفاء الخلوة.
كذلك أيضًا المسافة مثلًا بين الرياض إلى الخرج، ما بين الرياض والخرج، هي الآن أصبحت أقل من ثمانين كيلو مترًا، فتحسب المسافة بهذه الطريقة من آخر عمران البلد الذي أنت مقيم فيه، إلى أول عمران البلد الذي تريد الذهاب إليه.
وعلى هذا نقول للأخ الكريم: بقاؤك في بلدك، ومعاناتك من الزحام هذا كله غير مؤثر، ولو طالت المدة، إنما تبدأ في حساب المسافة عندما تفارق آخر العمران، آخر حي من أحياء المدينة التي أنت فيها.
فإذا كانت المسافة أكثر من ثمانين كيلو مترًا فهو سفر، ولك أن تترخص بجميع رخص السفر، أما إذا كانت المسافة أقل من ثمانين كيلو مترًا، فلا يعتبر سفرًا.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأيضًا حول السفر هذا السؤال في تويتر لأحد الإخوة والأخوات يقول: هل يجوز سفر المرأة بدون محرم في قطار من مدينة إلى مدينة أخرى، علمًا أنه يوصلها للمحطة محرم، ويستقبلها في المحطة الأخرى محرم، وأيضًا ربما يكون هذا السؤال ينطبق على الطائرات مثلًا.
الشيخ: النبي يقول: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة، إلا ومعها ذو محرم [3]، وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم، ويدل على أن المرأة لا يجوز لها السفر هذه المسافة التي ذكرها النبي بدون محرم.
وهذه المسافة عبر عنها عليه الصلاة والسلام باليوم والليلة؛ لأن العرب كانوا يقيسون المسافات بسير الإبل المحملة، فكانت الإبل في زمن النبي إذا كانت محملة تسير في اليوم يعني في النهار أربعين كيلو مترًا، فإذا قال: يوم وليلة يعني: ثمانين كيلو مترًا، أربعين وأربعين، وهذا معنى قول الفقهاء: إن أقل مسافة السفر يومان قاصدان.
فعلى هذا ما دام أن هذه المرأة سوف تسافر عبر القطار أكثر من ثمانين كيلو مترًا فهو سفر، ويجب أن يكون معها المحرم، وأن تمتثل المرأة أمر النبي في عدم سفرها بدون محرم، إلا أن يكون كحاجة ملحة، فإذا كان حاجة ملحة، ولا يوجد محرم، وكانت الرفقة آمنة، كانت مثلًا في المطار أو في الطائرة، ووجدت الحاجة الملحة، فيجوز إذا وجدت الحاجة الملحة مع عدم وجود المحرم، مع التحفظ والاحتياط.
لأن القاعدة الشرعية: أن ما حرم من باب سد الذريعة يجوز ما تدعو إليه الحاجة، ولكن هذا يكون في حدود ضيقة، وإلا الأصل أن المرأة لا يجوز لها أن تسافر بدون محرم، لا في الطائرة، ولا في القطار، ولا في غيرها من وسائل المواصلات إلا ومعها محرمها.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، معنا عبر الهاتف ياسر من الجبيل، تفضل ياسر.
السائل: السلام عليكم، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، مساك الله بالخير يا شيخ.
الشيخ: مساك الله بالخير والعافية، حياكم الله.
السائل: يعلم الله لك محبة وتقدير، طال عمرك.
الشيخ: بارك الله فيك، أكرمك الله.
السائل: وفيك إن شاء الله، يا شيخ أنا عندي سؤال: أنا موظف في قطاع خاص، وفي غرف التحكم مطالب بأن نكون موجودين فترات عمل فتدخل علينا أوقات الصلاة، ونصلي في أماكن التواجد في “الكنترول روم” في غرفة التحكم يا شيخ…، فما أدري هل المكان مهيأ أننا نصلي فيه، أو نطلع ندور مكان ثاني غيره، مع العلم أن بعض الشباب الله يهديهم يدخنون.
الشيخ: تصلون جماعة.
السائل: أي نعم.
المقدم: تسمع الإجابة ياسر، عندك سؤال ثاني؟
السائل: جزاكم الله خيرًا، شكرًا، الله يحفظكم.
المقدم: موفق يا ياسر، يسأل ياسر يا شيخ سعد أنه موظف في قطاع خاص، وعندهم في غرفة المراقبة لا يستطيعون مغادرة الغرفة، ويضطرون للصلاة فيها، ولكن فيها روائح كالدخان ونحو ذلك، فهل يجوز الصلاة فيها؟
الشيخ: أولًا عليك أن تبذل النصح لهؤلاء الذين يدخنون، فإن التدخين محرم، لكونه مضرًّا بالصحة، وهو أيضًا مضر بالمال، وله أضرار اجتماعية وأضرار كثيرة، ولذلك أجمع الأطباء على ضرره العظيم على صحة الإنسان، وكما يقولون: يندر وجود معمّر مدخن.
فعليك أن تبذل النصح لهؤلاء المدخنين، وأن توجههم للذهاب لعيادات مكافحة التدخين، فإنها تساعدهم في علاج مشكلة الإدمان أولًا؛ لأن المدخن مدمن، فيحتاج الأمر إلى أن يعالج هذا الإدمان بطريقة بحيث يتدرج معه في ذلك، وعيادات مكافحة التدخين لها طرق علمية في معالجة هذا الإدمان.
ثانيًا: من جهة صحة الصلاة، الصلاة صحيحة لو صليتم في هذه الغرفة؛ لأنها صلاة مكتملة الشروط والأركان والواجبات، إن تيسر أن تصلوا في مكان غير هذا المكان، حتى لا تؤثر هذه الروائح على الخشوع في الصلاة، إن تيسر مكان غير هذا المكان فهو أولى، وإن لم يتيسر بسبب طبيعة عملكم كما ذكرت، فصلاتكم صحيحة إن شاء الله.
المقدم: أحسن الله إليكم، معنا عبر الهاتف من الرياض أم عبدالله.
السائلة: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله، تفضلي.
السائلة: يعطيكم العافية أنا عندي سؤال للشيخ، الله يسعدك، هو إنه هل أقدر أسوي العمرة أنا وأمي وأختي بدون محرم، علمًا أنه عندي إخوان وعندهم أبناء، لكن كل مرة نسألهم مشغولين يعني بحياتهم الخاصة، فهل يجوز أننا نروح نسوي العمرة بدون محرم، أم لا؟
الشيخ: أنتم مقيمون في أي بلد؟
السائلة: بالرياض.
المقدم: تسمعين الإجابة يا أم عبدالله، عندك سؤال ثاني؟
السائلة: لا، يعطيكم العافية، شكرًا.
المقدم: نعم، سؤال أم عبدالله أيضًا عن السفر، هي وبعض قريباتها يذهبون للعمرة مثلًا بدون محرم، لعدم وجود المحرم.
الشيخ: الذي ننصح به الأخت الكريمة أنه إذا لم يتيسر لها المحرم، فلا تذهب للعمرة؛ لأنها تريد أن تأتي بنافلة، ووجود المحرم واجب مع المرأة، لكن مع ذلك من حيث الحكم الشرعي، هل يجوز للمرأة أن تسافر للحج أو العمرة مع الرفقة المأمونة بدون محرم؟
هذه مسألة محل خلاف بين الفقهاء، فمنهم من منع ذلك مطلقًا، وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة، وهناك من أجاز ذلك بشرط وجود الرفقة المأمونة، وهو المذهب عند الشافعية والمالكية، قالوا: إذا وجدت الرفقة المأمونة فيجوز ذلك، لما جاء في صحيح البخاري وغيره من أن أزواج النبي في عهد عمر حججن بدون محرم.
واختار هذا القول أبو العباس ابن تيمية، وجمع من المحققين من أهل العلم، فنقول للأخت الكريمة: الأولى أن تبقي ولا تذهبي، وأنت إن شاء الله مأجورة على نيتك، لكن إن أردت الذهاب فلا بد أن يكون ذلك مع رفقة مأمونة.
المقدم: أحسن الله إليكم، معنا أيضًا من الدمام قدري.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: أنا أحضرت أمي وأخواتي من القاهرة على أساس هما زيارة بنية العمرة تمام، فهما الآن نزلوا على مطار جدة، وبعد ذلك راحوا قعدوا في الفندق في مكة حوالي خمسة أيام تقريبًا، فهما اليوم إن شاء الله يعملوا عمرة، فهو المفروض يحرموا من أين؟ من الفندق أو من التنعيم أو من مكان ثاني؟
الشيخ: لم يحرموا في الطائرة؟
السائل: لا، هم جاءوا بنية الزيارة، تأشيرة زيارة، لم يحرموا من الطائرة، لم يأتوا عمرة، جاءوا زيارة.
الشيخ: طيب، هل لما أتوا كانوا جازمين بنية العمرة.
السائل: كانوا جازمين لكن ليسوا محرمين.
الشيخ: قالوا مثلًا إن تيسرت الأمور اعتمرنا وإلا لم نعتمر.
السائل: معذرة مرة ثانية.
الشيخ: يعني هل لما أتوا من مصر كانوا جازمين بنية العمرة، أو أنهم ما جزموا أو مترددين يقولون: بحسب الظروف.
السائل: غير محرمين، أنا قلت لهم: ادخلوا على أساس أنتم أتيتم زيارة… بدون أن تكونوا محرمين، فطبعًا هم دخلوا مطار جدة، وبعد ذلك راحوا مكة، قعدوا خمسة أيام، اليوم الخامس إن شاء الله، فهم يريدون العمرة اليوم، المفروض يحرمون من أين؟
الشيخ: بارك الله فيك، الحكم مرتبط بالنية بنيتهم، لما أتوا هل كانوا ناوين العمرة، أو بحسب الظروف.
السائل: هم كانوا ناوين لكن ليسوا محرمين، جاؤوا ناوين، لم يحرم من القاهرة، لكن هو ناوٍ.
الشيخ: طيب.
المقدم: تسمع الإجابة يا قدري شكرًا لك، تفضل يا شيخ سعد.
الشيخ: لا بد أن يرجعوا للميقات ويحرموا منه؛ لأنهم قد نووا العمرة، وجزموا بالنية، وهم في بلدهم، وعندما يريدون العمرة لا بد من الرجوع للميقات، وإذا لم يحرموا من الميقات، فإنه يلزمهم دم، ولا يلزم أن يرجعوا إلى الميقات الذي مروا به على القول الراجح، يمكن أن يذهبوا لأقرب ميقات، يعني مثلًا ميقات السيل الكبير، أو وادي محرم، وادي محرم قريب من مكة ليس بعيدًا، هو يقع في الهدا في الطائف ممكن أن يذهبوا إليه، فعلى القول الراجح أنه لا يلزم الرجوع إلى نفس الميقات الذي مروا به، يمكن أن يذهبوا إلى أقرب ميقات، ويحرموا منه، لكن لا بد من الإحرام من الميقات.
المقدم: أحسن الله إليكم، شيخ سعد في تويتر هناك الكثير من الأسئلة تدور حول موضوع الكدرة والصفرة، وأيضًا الدم إذا كان في غير وقت الدورة المعتادة، فإن كان هناك من قاعدة مثلًا نجيب فيها هؤلاء الأخوات حول هذا الموضوع.
الشيخ: نعم، الكدرة أو الصفرة، أو ما يسمى بالإفرازات إذا كانت وقت الدورة الشهرية وقت الحيض فتأخذ حكم الحيض، وهكذا لو كانت تسبق الحيض أو تكون بعده مباشرة متصلة به، تكون قبله أو بعده متصلة به، فإنها تأخذ حكم الحيض؛ لأنها كالمقدمة للحيض والخاتمة للحيض.
أما إذا كانت هذه الإفرازات بعد الطهر، فهذه لا تعد شيئًا؛ لقول أم عطية رضي الله عنها: “كنا لا نعد الصفرة ولا الكدرة بعد الطهر شيئًا” [4]، فلو أن المرأة رأت القصة البيضاء وطهرت، وبعد الطهر بيوم أو يومين رأت إفرازات فهذه الإفرازات لا تعد شيئًا، لا تعتبر حيضًا، هذا هو الحكم في هذه الإفرازات.
وأما ما يأتي المرأة من الدم المتقطع، فالله تعالى يقول: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى [البقرة:222]، فمتى ما وجدت المرأة هذا الأذى، فإنها تأخذ أحكام الحيض، لا تصوم ولا تصلي، ولا يعاشرها زوجها، ولا تطوف، تأخذ أحكام الحيض متى ما رأت هذا الأذى، ومتى ما رأت الطهر تأخذ أحكام الطاهرات.
وعلامة الطهر عند المرأة تكون بإحدى علامتين:
العلامة الأولى: بالقصة البيضاء، وهي سائل أبيض يخرج عند نهاية الحيض كالعلامة على انتهائه، فإذا كانت القصة البيضاء تخرج من المرأة من غير تأخر، وتعرف المرأة بها انتهاء الحيض، فتعتمد على هذه العلامة.
أما إذا كانت القصة البيضاء لا تخرج من المرأة أصلًا، أو أنها مضطربة تتأخر كثيرًا، كما يوجد لدى بعض النساء، فهنا لا تعتبرها، وإنما تنتقل للعلامة الثانية، وهي الجفاف وانقطاع الدم ليوم وليلة فأكثر، لا بد أن يكون ذلك ليوم وليلة فأكثر؛ لأن الجفاف لساعات لا يعتبر طهرًا، فإن المرأة الحائض قد يأتيها جفاف لساعات؛ لأن الدم لا يخرج منها بصفة مستمرة، فهو تارة يتوقف وتارة يجري، فالجفاف لساعات غير معتبر، لكن إذا استمر هذا الجفاف انقطاع الدم يومًا وليلة فأكثر، فتعتبره طهرًا، تغتسل بعده وتصلي وتصوم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، معنا أيضًا عبر الهاتف أم محمد من الرياض، تفضلي يا أم محمد.
السائلة: وعليكم السلام ورحمة الله، الله يطول بعمرك يا شيخ، وينفع بعلمك، لو سمحت أنا اشتريت ذهبًا في أوقات متفرقة خلال السنة، بعضها لم يحل عليها الحول، فهل أضم الذهب الجديد إلى الذهب القديم، وأخرج الزكاة؟
الشيخ: ذهب معد للاستعمال.
السائلة: نعم للاستعمال، للزينة، لكن أنا أخذتها كعادة يعني كل رمضان أخرج الزكاة.
الشيخ: يعني أنت تزكيه احتياطًا.
السائلة: اشتريته للدنيا وأحوال الدنيا بعد، وبنفس الوقت أنا دائمًا استخدمه للزينة.
الشيخ: نعم، تسألين عن ضم الذهب الجديد للذهب القديم.
السائلة: نعم، فهل أضم الذهب الجديد للذهب القديم؟
المقدم: السؤال الثاني.
السائلة: السؤال الثاني: ما حكم تأخير صلاة الظهر إلى ما قبل صلاة العصر بأربعين دقيقة، هل يجوز لي تأخير الصلاة لهذا الوقت؟
المقدم: تسمعين الإجابة يا أم محمد، شكرًا لك، سؤالها الأول يا شيخ سعد عن الذهب وضم القديم إلى الجديد، وإخراج الزكاة حتى لو لم يحل على بعضه الحول.
الشيخ: أولًا: لا تجب الزكاة في الحلي المعد للاستعمال واللبس والزينة في قول أكثر أهل العلم، وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، وهو المأثور عن أكثر صحابة النبي ؛ لأن قاعدة الشريعة أن ما كان معدًّا للاستعمال واللبس والقنية أنه لا زكاة فيه، ولأن من أوجب الزكاة اعتمد على أحاديث لا تصح، كما قال الترمذي رحمه الله أنه لا يصح في هذا الباب شيء.
ولكن الأخت الكريمة تريد أن تحتاط وتزكي خروجًا من الخلاف في هذه المسألة، فهذا أمر طيب، هذا من الورع ومن الاحتياط المحمود.
وسؤالها عن الذهب القديم وضمه للذهب الجديد، نعم، يمكن أن تخرج حلي زكاة الذهبين في رمضان ناوية تعجيل الزكاة في الذهب الجديد الذي لم يحل عليه الحول؛ لأنه يجوز تعجيل الزكاة، وعلى ذلك تخرج زكاة الذهبين القديم والجديد في وقت واحد بنية تعجيل الزكاة فيما لم يحل عليه الحول.
المقدم: أحسن الله إليكم، سؤالها الثاني عن تأخير صلاة الظهر إلى قبل العصر بأربعين دقيقة.
الشيخ: لا بأس بذلك؛ لأن وقت الظهر يمتد إلى دخول وقت صلاة العصر، وقت الظهر يمتد إلى أذان العصر، فلو أنها أخرت صلاة الظهر حتى إلى قبل أذان العصر مثلًا بعشر دقائق، وصلت صلاة الظهر قبل أن يؤذن لصلاة العصر فلا بأس بذلك؛ لأنها تكون قد صلت الصلاة في وقتها، فعلى سبيل المثال مثلًا يعني عندنا في مدينة الرياض يؤذن لصلاة العصر الثالثة وأربع وعشرون دقيقة، لو أنها لم تصل صلاة الظهر إلا الساعة الثالثة، فصلاتها صحيحة؛ لأنها صلت صلاة الظهر في وقتها، وقت الظهر إذن وقت واسع، وليس كما يعتقده بعض العامة من أن وقت الظهر أنه وقت قصير، هو وقت واسع، من أذان الظهر إلى أذان العصر هذا يعتبر وقتًا لصلاة الظهر.
والأحسن ألا نعبر بالأذان؛ لأن المؤذن قد يتأخر، قد يتقدم، فالأحسن والأدق في التعبير أن نقول: من الزوال إلى دخول وقت صلاة العصر، هذا كله وقت لصلاة الظهر، يعني قرابة ست ساعات أو تقل قليلًا، وأحيانًا تزيد، فيعني هذا يدل على سعة وقت صلاة الظهر، هو في حدود الثلاث ساعات وقد تقل وقد تزيد عن هذا، ويعني بدقة هو من الزوال إلى دخول وقت صلاة العصر، يفترض من أنه يكون من أذان الظهر إلى أذان صلاة العصر، هذا كله وقت لصلاة الظهر.
ولكن الأفضل أن تصلى صلاة الظهر في أول وقتها، هذا هو الأفضل، أن تصلى صلاة الظهر في أول وقتها، لكن لو أن المرأة لم ترد أن تأخذ بالأفضل، أرادت أن تأخذ بالرخصة أو بالحكم، فوقت الظهر متسع يمتد إلى دخول وقت صلاة العصر.
المقدم: أحسن الله إليكم، أنتم أيها الإخوة والأخوات تستمعون إلى إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية، وهذه هي الحلقة المباشرة من البرنامج اليومي المباشر فتاوى رمضان.
شيخ سعد من أسئلة المستمعين هذه إحدى الأخوات تقول: هل شراء الملابس للعيد يُعد من الإسراف أو من التبذير؛ لأنني أريد أن أفرح أبنائي الصغار، ولا أحب التبذير، فهل هذا يدخل في التبذير؟
الشيخ: شراء ملابس العيد.
المقدم: شراء ملابس للعيد.
الشيخ: شراء ملابس العيد ليس هذا من التبذير، بل هذا من الأمور الحسنة، والنبي كان يتجمل في أيام العيد، ويلبس الملابس الجديدة، بل يلبس أحسن ملابسه، وهذه هي السنة: أن الإنسان يتجمل ليوم العيد، ويأخذ زينته، ويلبس أحسن ملابسه، وهكذا أيضًا بالنسبة لما يتعلق بالأطفال وأهل البيت إذا أخذوا زينتهم، واشتروا ملابس هذا أمر طيب، ولا يعتبر هذا تبذيرًا.
التبذير هو تجاوز الحد في أي شيء، هذا هو التبذير، مثل مثلًا أن تشترى ملابس ولا تلبس مثلًا، وترمى في القمامة، ونحو ذلك، تشترى ملابس كثيرة من غير حاجة لها، ثم لا تُلبس وتُرمى، هذا من التبذير، ومثل ذلك فيما يتعلق بالطعام والشراب أن يُرمى الطعام في الزبالة وفي النفايات ونحو ذلك، يوضع طعام كثير أكثر مما يحتاج إليه الحاضرون بكثير، ثم بعد ذلك هذا الطعام الزائد يُرمى في النفايات، هذه من صور التبذير، والذي قال الله عنه: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا [الإسراء:27].
أما الشيء الذي يحتاج إليه الإنسان في مأكله ومشربه وملبسه هذا لا يدخل في التبذير، فالملابس التي تلبس أيام العيد، وشراء الإنسان لملابس العيد هذا لا يدخل في التبذير، وليس له علاقة بالتبذير، بل إن هذا من الأمور المطلوبة، المطلوب من المسلم التجمل في يوم العيد، وأن يلبس أحسن ملابسه، كما كان النبي يفعل.
المقدم: أحسن الله إليكم، معنا عبر الهاتف أحمد من جيزان، تفضل يا أحمد.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: يعطيك العافية يا شيخ، أنا عندي سؤالان: حول الزكاة بشكل سريع، أنا استثمرت مع شخص تقريبًا قبل سنتين، وما أدري هذا المبلغ يعني عليه زكاة أم لا، علمًا أنه إلى الآن ما رجع لي، يعني ما أعطاني المبلغ ولا الأرباح ولا أي شيء.
الشيخ: أنت أعطيته مبلغًا ليشغله لك في التجارة؟
السائل: أي نعم.
الشيخ: وما أعطاك شيئًا؟
السائل: نعم، سنتان إلى الآن ما في شيء.
الشيخ: متعثر هو، أم أموره ماشية؟
السائل: لا، لا، ماشية إن شاء الله، أنا والله ما عندي علم كثير، لكن ماشية.
الشيخ: طيب، لماذا لم يعطك؟
السائل: لأن المدة ما انتهت اعتقد أنه عمل عقاري، عرفت كيف، ما انتهت مدته، والسؤال الثاني الله يعطيك العافية دخلت مرة أخرى مع مستثمر آخر الآن قبل رمضان يعني دفعت المال، هل هذا المال عليه زكاة، أم لا؟ علمًا أني وقعت عقد لكن ما بدأوا في المشروع.
الشيخ: هذا قبل رمضان؟
السائل: نعم، هذا الآن قبل رمضان.
الشيخ: نعم، طيب.
المقدم: تسمع الإجابة يا أحمد، سؤاله الأول يا شيخ سعد يقول: استثمر مع شخص قبل سنتين، ولم يعطه من ذلك المال شيئًا يبدو أن المشروع لم ينته، فماذا يعمل بخصوص الزكاة؟
الشيخ: هذا المشروع تجب فيه الزكاة؛ لأنه من عروض التجارة، يأخذ حكم عروض التجارة، هو مشروع تجاري، ويعملون على هذا المشروع التجاري، فالواجب تقييم هذا المشروع عند تمام الحول ويُزكى، فعليك أن تتصل بهذا الشخص الذي أعطيته هذا المبلغ لاستثماره، وأن تسأله عن مقدار الزكاة، بحيث يقدر هذا المشروع وما أنجز منه، ويقيم بقيمته عند تمام الحول، ويخرج ربع العشر، اثنان ونصف في المائة.
فعليك يا أخي الكريم أن تتواصل مع هذا الشخص الذي أخذ هذا المال يريد استثماره، وأن تسأله عن مقدار الزكاة عن كل سنة، ليس فقط لسنة واحدة، بل السنتين جميعًا، فتخرج الزكاة عن كل سنة، وتبين له أن الزكاة واجبة، ما دام أنه يتعامل بعروض التجارة، فالزكاة واجبة.
وأما المشروع الثاني الذي قلت إنك اتفقت معه قبل رمضان، هذا تزكيه العام القادم إن شاء الله؛ لأنه الآن لم يمض عليه الحول، بل لم يمض عليه سوى أيام، فتزكيه إن شاء الله تعالى العام القادم إذا مضى عليه سنة.
المقدم: أحسن الله إليكم، هذا المستمع في تويتر يقول: أنا أديت فريضة العمرة، وبدأت بالطواف من الركن اليماني، واستمر الطواف هكذا، مع الاستمرار في بقية الأشواط، ومع استقبال الحجر الأسود حتى النهاية، فما هو الحكم؟ هل العمرة صحيحة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الشيخ: بداية الطواف إنما يكون من الحجر الأسود، وليس من الركن اليماني، وبداية الركن اليماني يكون قدرًا زائدًا، إذا كنت قد أتممت سبعة أشواط من الحجر إلى الحجر، فطوافك صحيح، فيعني هل أنت في الشوط السابع أنهيت الشوط عند الركن اليماني، أو أنهيته عند الحجر الأسود.
إن كنت أنهيته عند الركن اليماني باعتبار أنك كنت تظن أن بداية الشوط ونهايته عند الركن اليماني، فمعنى ذلك أن هذا الشوط لم تتمه، ويلزمك إعادة الطواف، وأما إذا كنت أنهيت الشوط عند الحجر الأسود، فطوافك صحيح؛ لأن غاية ما في الأمر أنك زدت على هذه الأشواط المسافة ما بين الركن اليماني والحجر الأسود، وهذه الزيادة وقعت عن جهل وعن خطأ، فطوافك صحيح، فلا بد أن توضح ما الذي فعلت بصورة مفصلة، إن أمكن أن ترسل السؤال في حلقة قادمة، أو أنك تسأل أحد العلماء، وسيبين لك إن شاء الله الجواب، لكن لا بد من التحقق عن ماذا فعلت؟
ثم أيضًا: ما الذي فعلته بعد ذلك إذا كنت إذن قد سعيت وأنت لم تتم الأشواط السبعة، معنى ذلك أن سعيك أيضًا غير صحيح، فعليك أن تعيد الطواف والسعي، المقصود أنه لا بد من مناقشة لهذا الأخ السائل، حتى يعرف ما الذي فعل بالضبط؟ وما الذي يترتب عليه؟
فعلى الأخ الكريم إما أن يرسل سؤاله في حلقة قادمة مفصلًا، أو أنه يستفسر ويستفتي أحد العلماء.
المقدم: أحسن الله إليكم، ونفع بعلمكم، معنا عبدالرحمن من الرياض، تفضل يا عبدالرحمن.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله، تفضل.
السائل: يا شيخ أنا عندي سؤالان:
السؤال الأول عن الزكاة: أنا كنت أزكي من قبل عني وعن الزوجة وعن الولد، حاليًا هي حامل في الشهر السابع، هل أزكي عن الحمل الذي في بطنها أم لا؟
المقدم: زكاة الفطر أو الزكاة.
السائل: نعم، زكاة الفطر.
المقدم: طيب السؤال الثاني.
السائل: السؤال الثاني يتعلق بالصلاة: نحن نداوم في منشأة نفطية، وتبعد عن البلد بما يقارب عشرين كيلو، وداخل ما نسمع الأذان، فتقدم الله يجزيه واحد من الشباب جاب ساعة الفجر وتأذن، فنمشي على الأذان حق ساعة الفجر على دخول الوقت، قال له واحد من الشباب قال: لما لا نؤذن؟ يعني في طلعات البر عندما نطلع البر نحن نؤذن لأن نحن ما نسمع صوت الأذان، فصار في اختلاف هل نؤذن وقت دخول الوقت، أو نمشي على ساعة الفجر؟
المقدم: واضح السؤال يا شيخ سعد.
الشيخ: نعم.
المقدم: شكرًا لك يا عبدالرحمن تسمع الإجابة، كان سؤاله الأول يا شيخ سعد عن الزكاة يقول: زكاة الفطر عن الجنين.
الشيخ: زكاة الفطر عن الجنين مستحبة، وهذا الجنين ذكر الأخ السائل أن عمره سبعة أشهر، فهو قد نفخت فيه الروح، فتخرج عنه زكاة الفطر، على ذلك تخرج زكاة الفطر عن نفسك وعن زوجتك، وعن أولادك، وعن هذا الجنين.
المقدم: السؤال الثاني كان عن الصلاة على الساعات الإلكترونية، وعن الأذان مشروعية الأذان في البر عندما لا يسمعون أذان المدينة.
الشيخ: يستحب لكم أن تؤذنوا، ما دمتم بعيدين عن المساجد، وأيضًا خارج المدينة، فيشرع لكم أن تؤذنوا، ولا تعتمدوا على الساعات؛ لأن الأذان الذي في الساعة هو أذان مسجل، هو حكاية صوت، ولهذا أحيانًا يكون لصوت متوفى، فينبغي أن توكلوا أحدكم ليقوم بمهمة الأذان، وهذا فيه أجر عظيم، فإن المؤذن لا يسمع صوته شجر ولا حجر، ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة، والمؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة، والأذان شعيرة، فما دمتم خارج المدينة، ولا تسمعون الأذان، فيشرع لكم أن تؤذنوا، ولا تعتمدوا على الأذان الذي في الساعة، أو في الجوال.
المقدم: لكن لا يؤثر على صحة صلاتهم؛ لأنهم لم يؤذنوا مثلًا.
الشيخ: لا يؤثر، الأذان ليس من شروط الصلاة، ولا من واجباتها، ولا من أركانها، لكنه شعيرة من الشعائر العظيمة تكون في البلد، إذا أذن في البلد فيكفي، وتُقام الصلاة من غير أذان لمن فاتته الصلاة، لكن خارج البلد كالمسافر، ومن كان في البرية مثلًا، أو مثل حالة السائل أنهم يعملون في منشأة خارج المدينة، تبعد عن المدينة عشرين كيلو مترًا، ولا يسمعون الأذان، فيشرع في حقهم الأذان.
المقدم: أحسن الله إليكم، معنا المتصل الأخير ناصر من الأفلاج، تفضل يا ناصر.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل.
السائل: مساء الخير يا شيخ.
الشيخ: مساك الله بالخير والعافية، حياك الله.
السائل: يا شيخ طال عمرك، أنا عندي مزرعة، وأزرعها وقت الموسم، … حقها هذه الأيام بأربعمائة ألف، وعليَّ متطلبات في محلات، محلات مواد كيماوية، الزكاة أزكي… الأربعمائة، أو أزكي ما بعد الديون..
الشيخ: الديون التي عليك، ديون حالة، أو مؤجلة.
السائل: محلات يسجلونها لي وإذًا لا بد أن أسددهم.
الشيخ: أي نعم، والمحصول الآن بأربعمائة ألف.
السائل: أنا بعت المحصول الذي في المزرعة بأربعمائة، وسددت أنا محلات عندي، محل… ومحل… أسددهم…، أسدد الذي باقي من المبلغ، أو أسدد المبلغ كاملًا الأربعمائة؟
المقدم: تسمع الإجابة يا ناصر، تفضل يا شيخ سعد.
الشيخ: تخصم الديون التي أنت مطالب بها، الديون الحالة تخصمها من هذا المبلغ المراد زكاته، فمثلًا المبلغ الذي ذكرته أنه أربعمائة ألف، لو كانت الديون التي أنت مطالب بها مثلًا خمسون ألفًا، فمعنى ذلك أنك تزكي ثلاثمائة وخمسين ألفًا، وليس أربعمائة ألف، فالديون الحالة التي تطالب بها، هذه تخصم من المبلغ الذي يُراد زكاته، فلا يلزمك في هذه الحالة أنك تسدد الأربعمائة ألف كاملة، وإنما تخصم منها مقدار الديون التي تطالب بها.
المقدم: أحسن الله إليكم، ونفع بما قلتم، صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ سعد بن تركي الخثلان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، أستاذ الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، شكر الله لكم فضيلة الشيخ.
الشيخ: وشكرًا لكم، وللإخوة المستمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.