بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلامًا على النبي الأمين وآله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكم -أحبتنا الكرام- إلى حلقةٍ جديدةٍ من برنامجكم اليومي المباشر (فتاوى رمضان).
ضيف حل 8قتنا هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء.
نرحب به في بداية هذه الحلقة: السلام عليكم شيخ سعد.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله وحيَّا الله الإخوة المستمعين.
المقدم: حياكم الله وبارك فيكم شيخ سعد.
في بداية هذه الحلقة وصلنا بعض الأسئلة للبرنامج، من ضمنها أسئلةٌ عن زكاة المال من الأخ عليٍّ، يقول: إن والده يستلم راتبًا تقاعديًّا مقداره تقريبًا ستة آلاف ريالٍ، ولا يُنفِق منه شيئًا؛ لعدم حاجته لهذا المال، أبناؤه ينفقون عليه، يقول: جعل هذا المال لوقت الحاجة، حتى وصل المبلغ إلى مئة ألف ريالٍ، وحال عليه الحول أو أكثر، يسأل عن كيفية الزكاة، والمبلغ المقدر فيه؟
الشيخ: الحمد لله رب رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
جوابًا عن سؤال الأخ الكريم: هذا المبلغ المجتمع لديه من الراتب تجب فيه الزكاة، ما دام أنه قد حال عليه الحول؛ وذلك لأن أي مبلغٍ نقديٍّ معدٍّ للنماء تجب فيه الزكاة، إذا كان قد بلغ النصاب وحال عليه الحول عند عامة أهل العلم.
وعلى هذا: فيجب على الأخ الكريم أن يزكي هذا المبلغ عن هذا العام، وعن السنوات الماضية إذا كان لم يزك فيها هذا المبلغ، النقد إذا بلغ النصاب ومضى عليه سنةٌ كاملةٌ فقد تعلق به حق الفقراء والمساكين وأهل الزكاة، وهذه هي من حِكَم مشروعية الزكاة؛ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ [الحشر:7].
أما أن الإنسان يكنز المال، ويبقيه عنده من غير تحريكٍ، ومن غير أن يؤدي زكاته، فهذا هو الكنز الذي ذكره الله تعالى في قوله: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يحمى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فتكوى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هذا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:34-35]، والمال الذي قد أُدِّيَت زكاته ليس بكنزٍ، ليس بكنزٍ يعذب به صاحبه، إنما الكنز الذي يعذب به صاحبه هو المال الذي لم تؤدَّ زكاته.
وعلى هذا أقول للأخ الكريم: يجب عليك أن تزكي هذا المال، وأقول أيضًا مثل هذا الكلام لجميع الإخوة؛ لأنه تكثر الأسئلة حول هذا الموضوع، فبعض الناس يقول: إن عنده راتبًا ويدخر منه مبلغًا نقديًّا، هل عليه زكاةٌ؟
نقول: نعم، ما دام أنه قد بلغ النصاب، ونحن ذكرنا النصاب في حلقةٍ سابقةٍ، قلنا: إنه في حدود ألفٍ واثنين وأربعين ريالًا فأكثر، إذا بلغ هذا القدر، ومضى عليه سنةٌ كاملةٌ، يجب عليه أن يزكيه، بغض النظر عن الغرض الذي من أجله ادخر هذا المال، حتى لو ادخر للنفقة أو لعلاجٍ أو لبناء مسكنٍ أو لزواجٍ، أو لغير ذلك، ما دام أنه قد بلغ هذا النصاب، وحال عليه الحول ففيه الزكاة.
المقدم: السؤال الثاني أيضًا: والدته لديها أرضٌ منذ أكثر من سنةٍ وباعتها قبل ثلاثة أشهرٍ تقريبًا بمبلغ خمسمئة ألف ريالٍ، يقول: المطلوب: كيفية الزكاة في هذا المبلغ والأرض قبل بيعها؟
الشيخ: بالنسبة لزكاة الأرض: زكاة الأرض مرتبطةٌ ومتعلقةٌ بنية المالك، فلا ندري عن نية والدتك التي كانت تملك هذه الأرض، هل كانت تنوي بها بيعها ومضى على هذه النية سنةٌ كاملةٌ فأكثر؟ إن كان كذلك ففيها الزكاة، أما إذا لم تكن تنوي بيعها، وإنما كانت تنوي مثلًا بناء مسكنٍ عليها ثم باعتها، أو بناء استراحةٍ عليها ثم باعتها، أو بناء عقارٍ عليها لتأجيره ثم تغيرت النية وباعت هذه الأرض، أو أنها مترددةٌ في النية لم تجزم بنية البيع، فهذه لا زكاة فيها.
فإذنْ ننظر لنية المالك؛ إن كان قد جزم بنية البيع في الحال أو في المستقبل ففيها الزكاة، أما إذا كان لم يجزم بنية البيع، وإنما هو مترددٌ، أو نوى بها أمرًا آخر غير البيع؛ كالبناء ونحوه، فلا زكاة فيها.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم.
هنا سؤالٌ من أحد الإخوة أيضًا يقول: شيخ سعد، ما هي صيغ الحمد؟
الشيخ: هل يقصد الصلاة، أو ماذا؟
المقدم: لم يبين شيئًا أو في الدعاء.
الشيخ: نعم، يعني هذا السؤال مجملٌ؛ إذا كان يقصد مجرد حمد الله تعالى والثناء عليه، فيكون ذلك بلفظ الحمد، الحمد لله، أحمدك يا ربي، والشكر لله، ونحو ذلك، ولما صلى النبي صلى الله وسلم صلاة الفجر مر على أحد أزواجه فوجدها تسبح، ثم رجع بعدما أضحى، فقال: لقد قلتُ بعدك أربع كلماتٍ لو وزنت بما قلتِ لوَزَنَتهم: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، وسبحان الله وبحمده زنة عرشه، سبحان الله وبحمده رضا نفسه، سبحان الله وبحمده مداد كلماته [1]، أخرجه مسلمٌ في “صحيحه”.
وقوله: وبحمده: أي مقرونًا بحمد الله تعالى، وهذه من أفضل صيغ الذكر، يعني يسبح الله تعالى تسبيحًا مقرونًا بحمده، هذه إحدى صيغ الحمد، أو أنه يقول: الحمد لله عدد خلقه، وزنة عرشه، ورضا نفسه، ومداد كلماته.
ومنزلة الحمد والشكر منزلةٌ عظيمةٌ، ومنزلةٌ رفيعةٌ، بل إن الله تعالى قال عن لقمان: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ [لقمان:12]، قال أهل العلم: دلت هذه الآية على أن الحكمة: الشكر لله تعالى.
فينبغي للمسلم أن يكون لسانه لَهِجًا بذكر الله ، أن يلهج بذكر الله سبحانه وتعالى بلسانه وبقلبه وبجوارحه.
المقدم: أحسن الله إليكم.
الأخ أحمد من جازان، تفضل يا أحمد.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام ورحمة وبركاته.
السائل: كيف حالك يا شيخ سعد؟
الشيخ: بخيرٍ ونعمة نحمد الله ونشكره.
السائل: عندي شخصٌ يتعامل بضمانٍ اجتماعيٍّ …؟ يستخرج صرافة مزورة، طلعت… مزورة لأن عندها مرضًا، استخرجتها قريبًا، ذهبت وأبلغت عنه بنكًا هنا، اتصلت على الصرافة، عليَّ ذنبٌ فيه أو لا؟
الشيخ: الصوت عندي غير واضح؟
المقدم: طيب، سؤالًا آخر؟
السائل: طيب، أقول لك عند الصرافة واضح سؤالك.
المقدم: طيب.
السائل: السؤال الثاني عندي والدتي ما تصوم رمضان ما تمشي عليها.
المقدم: من قديم المرض فيها ولا؟
السائل: سكر تتناول علاج دائمًا.
المقدم: ما تستطيع الصيام لا في رمضان ولا في غيره؟
السائل: لا، لا، حياك الله، تتناول علاجًا دائمًا؟
المقدم: طيب، تسمع إجابة الشيخ؟
السائل: لكن ما عندي…
المقدم: طيب، تسمع الإجابة الآن، تسمع الإجابة.
شيخنا، سأل يقول هناك البعض ربما يزور البطاقة، بطاقة الضمان، وبطاقة الصراف؛ حتى يأخذ شيئًا ليس من حقه، هو يقول: إنه بلَّغ عليه، ما حكم ذلك؟
الشيخ: تزوير بطاقة الضمان أو نحوها من البطاقات هذا محرمٌ، هذا كذبٌ، وأيضًا يَعظُم الإثم؛ لكونه يأخذ على هذا الكذب ما لا يستحقه، ويعظم الإثم أكثر أنه يأخذ من أموال الزكاة؛ لأن الضمان الاجتماعي معظم مصادره من الزكاة، فكيف يأخذ زكاة المسلمين بهذه الطريقة التي فيها كذبٌ وخداعٌ واحتيالٌ، وهو غير مستحقٍّ لها، هذا العمل منكرٌ، وكونه قد أبلغ عنه فهذا من إنكار المنكر، هذا من إنكار المنكر، ينبغي عندما نرى مثل هذا المنكر أولًا أن ننكر على صاحبه، فإن لم يستجب فتبلغ الجهات المختصة عنه.
المقدم: كذلك سأل عن والدته يقول: إنها مريضةٌ بالسكر، ولا تستطيع الصوم، ما عليها؟
الشيخ: ما دام أن الطبيب المختص قرر أنها لا تستطيع الصوم، أو أن الصوم يضر بصحتها، ولا يمكنها القضاء فيما بعد، فإنها تطعم عن كل يومٍ مسكينًا، فتطعم بعدد أيام الشهر، فإذا كان الشهر ثلاثين يومًا تطعم ثلاثين مسكينًا، وإذا كان الشهر تسعةً وعشرين يومًا، فتطعم تسعةً وعشرين مسكينًا.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم، واضحٌ يا أحمد؟
السائل: نعم والله، لكن أنا ما عليَّ شيءٌ… على الصرافة هذه؟
الشيخ: ما عليك شيءٌ، ماذا؟
السائل: ما عليَّ أي شيءٍ، أن أبلغت البنك لكي يفصل عنه الصرافة هذه؟
المقدم: عندما بلغ البنك الصراف هذا المزور يقول.
الشيخ: لا، لا، هذا من إنكار المنكر، ما عليك شيءٌ؛ هذا من إنكار المنكر.
المقدم: طيب، واضح.
السائل: عندي سؤال ثالث لو سمحت.
المقدم: طيب تفضل.
السائل: عندي صرافة بطاقة تأمينٍ للمستشفى، تعالج على حساب شخصٍ آخر؟
المقدم: طيب.
السائل: وليست معي البطاقة…
المقدم: تأمين لغيره شيخنا، ويعالج به، التأمين الصحي.
الشيخ: مستشفًى أهليٌّ أو حكوميٌّ؟
السائل: نعم أهليٌّ، خاصٌّ بالشركة.
الشيخ: هذا لا يجوز، هذا كذبٌ وخداعٌ، وأيضًا أخذ للمال بغير حقٍّ؛ لأنه أيضًا حتى المستشفى الأهلي له مُلَّاكٌ معينون، حتى المستشفى الحكومي أيضًا ينبغي للإنسان أن يكون واضحًا، لكن المستشفى الحكومي وضع لخدمة عموم المسلمين، أما المستشفى الأهلي فمالكه إنما وضعه لأجل أن يكسب من ورائه، فتزوير مثل هذه البطاقات هذا لا يجوز، وينبغي أن يكون المسلم واضحًا في جميع تعاملاته وتصرفاته، وأن يبتعد عن مثل هذه الأساليب وهذه التصرفات، يبتعد عن الكذب، وعن التزوير، وعن استخدام بطاقةٍ لا تخصه، أو نحو ذلك، كل هذا من الأمور المحرمة، والنبي يقول: الإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس [2]، هذا من الإثم، لا شك أن هذا من الإثم، وهذا العمل لا يجوز.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم، نستقبل أيضًا اتصالًا من جازان، الأخت أم محمودٍ، تفضلي.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام.
السائل: لو سمحت عندي ثلاثة أسئلةٍ.
المقدم: تفضلي.
السائل: عندي السؤال الأول: هل حبوب منع الدورة لكي أصوم شهر رمضان جائزٌ؟
المقدم: طيب.
السائل: السؤال الثاني: هل ولد (طليقي) مَحرمٌ لي؟
المقدم: ابن الزوج؟
السائل: نعم، يعني هو طلقني، ولده.
المقدم: ابن (الطليق)، طيب.
السائل: نعم.
والسؤال الثالث: أنا لا أعرف القراءة، يعن قليلا أستطيع أن أتهجى الحروف، عندما -يا أخي- قرأت القرآن وأنا كذلك أنطق أحيانًا الكلمات غير صحيحةٍ، هل هذا جايزٌ؟
المقدم: طيب.
السائل: فقط قراءة القرآن.
المقدم: طيب، تسمعين الإجابة يا أم محمود، شكرًا جزيلًا للأخت أم محمود.
السؤال الأول تقول -وسبق أن سألت عنه شيخنا في هذا البرنامج أكثر من مرةٍ- استعمال حبوب منع الدورة لإكمال صيام رمضان؟
الشيخ: لا بأس باستعمال هذه الحبوب لإكمال صيام شهر رمضان، بشرط استشارة الطبيبة المختصة بهذا، وأنها لا تضر بمن يستخدمها، والأطباء يقولون بالنسبة للإنسان العادي، يعني الذي لا يشتكي من أمراضٍ إذا استخدمها، يعني استخدمتها المرأة مرةً واحدةً فإنها لا تضر بها، ولكن كثرة استخدامها هي التي تضر، أو أن تلك المرأة تعاني من أمراضٍ معينةٍ فيضرها استخدامها، ولهذا قبل أن تستخدمها تستشير الأطباء.
المقدم: تقول: ابن (طليقها) هل هو محرمٌ لها؟
الشيخ: نعم، يعتبر محرمًا لها، ما دام أن مطلقها قد دخل بهذه المرأة، فابن (طليقها) يعتبر مَحرمًا لها.
المقدم: تقول: إنها تتهجى، ويصعب عليها القراءة، تخطئ كثيرًا في القراءة، هل يجوز لها هذا الفعل؟
الشيخ: نعم، بل لها أجران: أجر القراءة، وأجر المشقة التي تجدها أثناء التعتعة، يقول النبي : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البَرَرة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجران [3]، فاستمري في القراءة، لا تتركي القراءة لأجل الصعوبة التي تجدينها في القراءة، اقرئي ولو كنتِ تخطئين، ولو كان عندك تعتعةٌ فلك أجران، لك أجر القراءة وأجر المشقة بسبب هذه التعتعة.
المقدم: الحمد لله.
هنا أحد الإخوة يسأل عن طريق جوال البرنامج يقول: أنا أسكن في القصيم، وأنوي العمرة، هل يصح لي بمكة أن أفطر، أو أن أصوم، أكمل صيامي هناك؟
الشيخ: كمْ مدة إقامته؟
المقدم: لم يذكر المدة.
الشيخ: نعم، إذا كانت مدة إقامته قصيرةً فهو مسافرٌ، فله أن يترخص برخص السفر، من الفطر في نهار رمضان، ومن القصر والجمع، وأما إذا طالت مدة أقامته فليس له الترخص، على خلافٍ بين أهل العلم في تحرير مدة الإقامة، لكن جمهور أهل العلم على أنها أربعة أيامٍ.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم، من الرياض الأخ خالد، تفضل.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: جزاكم الله خيرًا.
المقدم: وإياك تفضل، حياك الله يا شيخ سعد.
الشيخ: نعم، حياك الله.
السائل:… المربع حق الحجامة وما الحجامة؟
المقدم: طيب تفضل.
السائل: السؤال كان أحد الإخوة المستمعين اتصل، قال معنى الحديث زالت علة الحاجم.
المقدم: طيب.
السائل: سؤالي: هل مثل هذا ذكر الشيخ سعد جزاه الله خيرًا، قال: أن العلة تدور مع الحكم وجودًا وعدمًا؟
المقدم: نعم.
السائل: سؤالي.
المقدم: تفضل.
السائل: هل زوال العلة قوله بخصوص النساء التي تزني وهي كيف يمكن أن يستفاد من قول الله : حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا [النساء:15]، يعني السبيل هذا هو كان علة نسخ الآيات، أليس كذلك شيخ سعد؟
الشيخ: سبيل ما هو؟
المقدم: نسخ ماذا؟
السائل: نسخ الآية، نسخ الحكم.
الشيخ: نعم، إن الله تعالى جعل لها سبيلًا بنزول الحد الذي في سورة النور: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2].
السائل: نعم.
الشيخ: هذا هو السبيل، يعني بنسخ هذه الآية ونزول الحد المذكور في سورة النور.
المقدم: طيب، سؤالٌ ثانٍ؟
السائل: السؤال: مثلًا العلة هنا هذه بالنسبة للحجامة، يعني العلة الخاصة به زالت، يعني … ينسخ هذا الحكم يعني؟
الشيخ: لا، لا، بالنسبة للحجامة الوضع يختلف، الحجامة هي قضية عينٍ، مر النبي على رجلٍ يحجم آخر، فقال: أفطر الحاجم والمحجوم [4]، فالمحجوم واضحٌ أنه لأجل إخراج الدم منه، وأما الحاجم فقال أهل العلم: إن العلة هي أنه يصل إلى جوفه أجزاءٌ لطيفةٌ من الدم.
السائل: نعم.
الشيخ: لكونه يمص الدم مباشرةً، في وقتنا الحاضر أصبح الدم لا يُمص مباشرة، وإنما أصبح عن طريق تفريغ الهواء.
الشيخ: فالحكم يدور مع علته، وحينئذٍ في وقتنا الحاضر ما دام أن الحجامة عن طريق تفريغ الهواء لا يفطر.
السائل: يا الله يا شيخ خالد لا بأس، أنا فقط عندي …، لا علينا وعليك.
المقدم: تفضل.
السائل: ربما والغاية مثلًا سفر المسافر، أنا وما أريد إلا الإصلاح ما استطعتم، علي شيء يا شيخ سعد.
المقدم: تفضل.
الشيخ: حياك تفضل.
السائل: ربما أقول لك المسافر أيضًا ليس هناك تعب حاليًّا، لا تؤاخذني.
المقدم: طيب سؤالٌ آخر؛ حتى الشيخ يجيب عليها كاملةً؟
السائل: السؤال هذا واضح؟
المقدم: سؤالك واضحٌ.
الشيخ: نعم.
السائل: جزاكم الله خيرًا يا شيخ.
المقدم: شكرًا جزيلًا، الأخ خالد.
أنت أجبت على سؤاله الأول، سؤاله الثاني يقول: في السفر إذا كانت علة السفر المشقة، فإذا انتفت المشقة لا يترخص الإنسان برخص السفر، هل هو كذلك؟
الشيخ: ليست علة السفر المشقة؛ لأن المشقة وصفٌ غير منضبطٍ؛ ولهذا الفقهاء قالوا: إن علة السفر هي السفر نفسه، ويجوز للمسافر أن يترخص برخص السفر ولو لم يجد المشقة بإجماع العلماء؛ لأن العلة ليست هي المشقة، وإنما المشقة هي الحكمة، ففرقٌ بين الحكمة وبين العلة، وهذه مباحث مبسوطةٌ في كتب أصول الفقه.
فإذنْ نقول للأخ الكريم: السفر علته السفر نفسه، متى ما وجد وصف السفر جاز له أن يترخص برخص السفر.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم، شيخنا هل من توجيهٍ سواءٌ للأخ خالدٍ أو غيره، في أنه ربما إذا سمع إجابةً من أحد العلماء ربما بدأ في طلب العلم شيئًا يسيرًا يقول: هذه علتها كذا، ويحكم على الأخرى بنفس حكمها، وأقيس هذه على تلك؟
الشيخ: ينبغي للإنسان أن يكون متدرجًا في العلم، ولا يبدأ مباشرةً في تقرير الأحكام وهو لا زال في بداية الطلب؛ لأنه بهذا يحصل أخطاء كثيرةٌ، وهناك قواعد عند أهل العلم؛ لذلك ينبغي أن يصدر عن طريق العلماء، ودروس أهل العلم، فإذا أراد أن يطلب العلم عليه أن يَحضر دروس أهل العلم ويستمع لها، ويهتم بطلب العلم، ويكون متدرجًا، ولا يبدأ في استنباط وتقرير الأحكام وهو في بداية الطلب؛ لأن مثل تقرير الأحكام وهو في بداية الطلب سيفتح المصحف ثم يبدأ يقرر أحكامًا من نفسه، أو يأتي لحديثٍ ويبدأ يستنبط من نفسه، هذه مَزَلة أقدامٍ! وما حصل الانحراف عند كثيرٍ من الفرق إلا بمثل هذا، لما أتوا وأخذوا النصوص من غير رجوعٍ لكلام الأئمة وكلام أهل العلم، وقالوا: إن هذا النص يدل على كذا، وهذا النص يدل على كذا، فوقعوا في الانحراف، فمثلًا في باب العقيدة لما أتى الخوارج أخذوا بنصوص الوعيد، لكنهم تركوا نصوص الوعد، وأتى في مقابلهم المرجئة وأخذوا بنصوص الوعد وتركوا نصوص الوعيد.
لا بد إذنْ من أن نرجع لكلام الأئمة؛ لأن الأئمة هم الذين ينظرون لجميع النصوص، ويجمعون بينها، وعندهم الملكة في هذا، أرأيت لو احتجت لعلاجٍ، هل تأتي لكتابٍ وتقرأ وتطبق، أو أنك ترجع للطبيب المختص، تجد أنك ترجع للطبيب المختص؛ لأن عنده الملكة في الطب، وهكذا أيضًا بالنسبة للأمور الشرعية لا بد من الرجوع إلى العلماء الراسخين في هذا الباب، ولا يفتح الإنسان كتابًا، ويستنبط من نفسه، ويقرر أحكامًا، وهو لم يحصل بعد على الدرجة التي تؤهله إلى ذلك.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم.
من جدة الأخ أبو عبدالله، تفضل.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: الله يعطيكم الصحة والعافية، جزاكم الله خيرًا جميعًا على هذا البرنامج الطيب.
المقدم: وإياك، الله يحفظك.
السائل: نشهد الله سبحانه وتعالى أنَّا نحبكم في الله، ونحب الشيخ سعد شخصيًّا.
الشيخ: أحبك الله وأكرمك ورفع قدرك.
السائل: سؤالنا -الله يعطيك العافية- سؤالٌ يتعلق بالتراويح، وهناك سؤالٌ ثانٍ يتعلق بالتقسيط، فنبدأ بسؤال التقسيط: تقدمت لشركةٍ من الشركات على أساس أشتري منهم سيارةً، فقالوا: إذنْ عايِنِ السيارة وبعد ذلك نرفعها للبنك الذي حسابك محولٌ عليه، وهم بعد ذلك يرون إذا كانت الحالة المالية لي ممتازةً يرجعون لهم في المرة الثانية بالموافقة على نفس السيارة الذي رفعوها بـ(الشاسي)، برقم (الشاسي) نفسه، ويعطونهم الموافقة ويشترون منهم السيارة، بعدها يكتبون عقدًا معي بأن أشتري السيارة منهم بالتقسيط، طبعًا مع الزيادة المعروفة؟
الشيخ: نعم.
السائل: وحتى لو أني رفضت بعد العقد، حتى لو أني ما رغبت في السيارة رددتها لهم، ما عندي أي مسؤوليةٍ، ولا أدنى مسؤوليةٍ في هذا الموضوع، فهل هذه المعاملة جائزةٌ أم لا؟
المقدم: تفضل شيخنا شيخ سعد.
الشيخ: هذه معاملةٌ جائزةٌ، وهذه تسمى المرابحة للأمر بالشراء، فأنت تعيِّن السيارة، وهم يرفعون الأمر للبنك، والبنك يشتري السيارة ويتملكها، ثم يبيعها لك بالتقسيط، هذا لا بأس به.
السائل: أنا طبعًا لا أدري ما الذي يحصل بين الشركة وبين البنك، لا علم لي، وإنما هذا الكلام الذي قالوا لي هو…
الشيخ: نعم، وهم يبيعون السيارة على البنك، والبنك يبيعها لك مقسطةً.
السائل: نعم.
الشيخ: المرابحة للأمر بالشراء، وهي جائزةٌ لا بأس بها.
المقدم: طيب، السؤال الثاني.
السائل: السؤال الثاني بارك الله فيكم: ما هو الضابط في الدعاء في التراويح؛ لأننا نجد أناسًا يطيلون، ومرةً يقصرون، فنريد الضابط -بارك الله فيكم- في الدعاء؟
المقدم: سؤالٌ آخر؟
السائل: جزاكم الله خيرًا وأحسن الله إليكم.
المقدم: شكرًا يا أبا عبدالله.
شيخنا الضابط في الدعاء في التراويح إطالة الـ..؟
الشيخ: الضابط في الدعاء في صلاة التراويح: أن يختار الإمام جوامع الدعاء، وأن يختار الأدعية المأثورة التي وردت بها السنة، وأن يبتعد عن التكلف، ولا يطيل على الناس؛ لأن الناس فيهم الصغير، وفيهم الضعيف، وفيهم كبير السن، وفيهم ذو الحاجة، فلا يطيل على الناس، ومع الأسف! تجد أن بعض الأئمة دعاء القنوت ربما أطول من التسليمة، وربما أكثر من التسليمة، وثم أيضًا يكون فيها شيء من التكلف الذي ربما في بعض الأحيان يؤدي إلى الاعتداء في الدعاء، ومهما صاغ الإنسان من أدعية فإنها لن تكون أفضل من الأدعية المأثورة الجامعة التي وردت عن النبي ، فعلى إمام المسجد عندما يريد أن يدعو أن يحرص على المأثور، على ما وردت به السنة، والكلمات والأدعية الجامعة، وألا يطيل على الناس، وأما بالنسبة للتقدير لا يمكن أن نضع تقديرًا، بعض أهل العلم قالوا: إنه في حدود قراءة إذا السماء انشقت، لكن هذا لا دليل عليه، لكن نقول: لا يطيل على الناس إطالةً تشق عليهم.
المقدم: أحسن إليكم وبارك في علمكم.
هنا أبو عبدالمجيد أرسل سؤالين، يقول: موعد السفر بعد صلاة العصر، فهل يجوز جمع العصر مع الظهر إذا صليت في الحرمين لأفضلية المكان؟
الشيخ: إذا كنت مسافرًا، يعني: أتيت من بلدٍ إلى مكة، وكنت خلال هذه المدة ينطبق عليك ويصدق عليك وصف السفر، فلا بأس أن تجمع الظهر مع العصر، بل إن هذا هو الأفضل؛ حتى تكسب شرف وفضل البقعة، لأن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في غيره من البقاع، المهم أن يصدق عليك وصف السفر بأن تكون مدة إقامتك ليست طويلةً، وحينئذٍ الأفضل أن تجمع بين الظهر والعصر؛ حتى تكسب شرف المكان.
المقدم: أيضًا يسأل يقول: هل يجوز للمرأة المحدة أن تشرب القهوة التي فيها زعفران؟ أو أنها تتجنب ذلك احتياطًا؟
الشيخ: هذه المسألة محل خلافٍ بين أهل العلم، والقول الراجح: أن المرأة المحدة ليس لها أن تشرب ما فيه زعفران؛ لأن الزعفران معدودٌ من الطيب، والنبي لما ذكر المُحرِم قال: ولا يمس شيئًا من الثياب مسه زعفرانٌ ولا ورسٌ [5]، فاعتبره النبي عليه الصلاة والسلام طِيبًا، وكان الناس قديمًا يتطيبون به، والطيب ممنوعٌ منه المحرم، وهكذا أيضًا المحدة ممنوعةٌ منه مطلقًا، حتى ولو كان مأكولًا أو مشروبًا.
وبناءً على هذا: فليس للمرأة المحدة أن تشرب ما فيه زعفرانٌ، سواءٌ أكان قهوةً أو شايًا، أو غير ذلك.
المقدم: هنا الأخ يوسف محمد أرسل رسالةً، وهو راعٍ، يقول: عندما أذهب بالغنم هل يجوز لي أن أسمع القرآن وأنا أمشي؟
الشيخ: نعم، لا بأس بهذا، بل ينبغي أن تشغل وقتك بالاستماع للقرآن وبذكر الله ، ولا تهدر الوقت، الإنسان مسؤولٌ يوم القيامة عن وقته، مسؤولٌ عن عمره عمومًا، ثم مسؤولٌ سؤالًا خاصًّا عن شبابه فيما أبلاه، فينبغي لك وأنت مع هذه المواشي أن تشغل وقتك، أن تقرأ القرآن وأن تستمع لقراءة القرآن، وأن تكثر من ذكر الله ؛ من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة [6]، أكثِر من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وتلاوة القرآن والاستماع للقرآن؛ فإن الاستماع للقرآن مما يزيد مستوى الإيمان؛ كما قال الله تعالى: وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال:2]، حتى ولو كنت تمشي لا مانع، حتى ولو كنت في السيارة، أو أنك ترعى هذه الأغنام، الله تعالى قال: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191]، والقرآن أشرف الذكر.
المقدم: أحسن إليكم وبارك في علمكم.
شيخنا، يكثر السؤال من الأخوات وهن مشغولاتٌ بالمطبخ، تقول: إني أقرأ القرآن أو أستمع القرآن، وكذلك بعضهن تقول: أنشغل بالأذكار أو أنشغل بالدعاء، تقول: مثل الدعاء وقراءة القرآن يحتاج إلى حضور قلبٍ، ويحتاج مثلًا في الدعاء البداية استقبال القبلة بدايةً بالحمد، وكذلك الصلاة على النبي ، أو أن أنها تقرأ وتدعو على حالها.
الشيخ: لا شك أن الأكمل للداعي وللذاكر أن يكون على طهارةٍ وحضور قلبٍ وخشوعٍ، ولكن إذا لم يتأت للإنسان هذه الحالة فلا يدع الذكر، فالمرأة مثلًا عندما تكون مشغولةً في المطبخ تشغل نفسها بذكر الله تعالى؛ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ونحو ذلك من الأذكار، أو أنها مثلًا تستمع للقرآن، تضع مثلًا هذه الإذاعة المباركة، إذاعة القرآن مثلًا، تُشَغِّل تجعل (الراديو) مثلًا المذياع في المطبخ، وتستمع وهي تعمل في المطبخ، تستمع للقرآن الكريم، وتستمع لمثل هذه البرامج النافعة، فتستفيد فائدةً عظيمةً، فتَشغَل وقتها بما هو مفيدٌ، سواءٌ ذكرت الله تعالى بنفسها، أو أنها استمعت للقرآن، واستمعت لمثل هذه البرامج التي تنفع المرأة في أمور دينها.
المقدم: أحسن إليكم وبارك في علمكم.
نستقبل الاتصال من الأخ حامد من تهامة عسير، تفضل.
السائل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل بسؤالك يا حامد.
السائل: شيخ، عندي ثلاثة أسئلةٍ:
السؤال الأول: أختي كانت نفساء قبل رمضان، كان لونه بنيًّا في واحد من رمضان، بعد ستةٍ من رمضان اكتملت الأربعون فصار لونه أحمر، هي تقول: هذا يؤثر على الصيام أو لا؟
الشيخ: يعني هذا الذي رأته كله خلال الأربعين يومًا.
السائل: نعم، كان بنيًّا، لكن لما جاء واحد من رمضان، بعد اكتمال الأربعين صار لونه أحمر.
المقدم: ستة من رمضان اكتمل الأربعون؟
السائل: إي نعم.
الشيخ: وبعد الأربعين ماذا حصل؟
السائل: صار لونه أحمر قليلًا.
الشيخ: طيب، بعد أربعين حصل جفافٌ؟
السائل: لا.
المقدم:. طيب.
السائل: واضح؟
المقدم:. لا، غير واضحٍ، الشيخ يسأل يقول: هل جف بعد اكتمال أربعين؟
السائل: لا يا شيخ، قليلًا قليلًا، يعني شيئًا قليلًا جدًّا، لونها أحمر يومين كذا، بعد ذلك انقطع بعد الأربعين، وصامت اليومين، هذا السؤال.
المقدم:. طيب، سؤالٌ آخر؟
السائل: السؤال الثاني: كنت كذا مازحًا مع أختي، شربت بالإبرة الماء، ما نويت أن أفطر، إلا كذا، أما زحها هل…. نية الصيام؟
والسؤال الثالث: كان عندي…. في علبةٍ ماء، فيها ماءٌ باردٌ، أحسست ببرودة الماء في حلقي، يعني برودة فقط، هل يأثر ذلك على الصيام؟
المقدم:. ابق معنا كي تسمع الإجابة يا حامد.
الشيخ: الماء في فمك وأنت تمزح؟
المقدم:. معذرةً السؤال الثاني: أنت لما شربت دخل الماء إلى جوفك، أو فقط في فمك؟
السائل:. لا، لا، ما دخل.
الشيخ: ما دخل، يعني هو في فمك، ثم مججت الماء.
السائل:. نعم، كأني أتمضمض، يعني كذا.
الشيخ: طيب.
المقدم: واضح، طيب تسمع الإجابات، أظن ما أدري إذا كان قريبًا منك راديو أو تسمع معنا مباشرةً، سؤالها الأول عن أخته وعن حكم صيامها؟
الشيخ: نعم، بالنسبة للإفرازات التي وجدتها وهي في الأربعين أثناء النفاس، هذه نفاسٌ لم تطهر بعدُ، صيامها غير صحيحٍ، وهذا السؤال تكرر في هذا البرنامج وفي غيره، بعض الأخوات في فترة النفاس لا يخرج منهن دمٌ، وإنما يخرج منهن إفرازات، هذه الإفرازات تقوم مقام الدم، ما دام في طور الأربعين، ولم يحصل الجفاف التام، لم تطهر المرأة بعد، فعلى المرأة النفساء ألا تستعجل في الطهارة، ما دام أنه يخرج منها هذا الشيء، سواءٌ كان دمًا، أو كان إفرازاتٍ، فهي نفساء.
وعلى ذلك نقول للأخت الكريمة: ما رأيتِه خلال الأربعين يومًا من هذه الإفرازات، هذا نفاسٌ، وصيامك معه غير صحيحٍ، وتقضين بعد رمضان إن شاء الله.
وأما بعد الأربعين؛ إن كان حصل الجفاف والطهر التام فالحمد لله، وإن كان استمر الدم على نفس الوتيرة فهو دم نفاسٍ أيضًا؛ لأنه صحيحٌ أن دم النفاس قد يزيد على الأربعين يومًا، أما إذا كان على غير صفة دم النفاس؛ وإنما على صفة دمٍ آخر فهو دم فسادٍ إن لم يكن حيضًا، إن لم يكن على صفة دم الحيض، وأتى وقت الحيض، وإلا فهو دم فسادٍ.
المقدم: يقول: أدخلت الماء في فمي مازحًا، ثم مججته مرةً أخرى، هل يؤثر على صيامي؟
الشيخ: صيامك صحيحٌ والحمد لله؛ كما لو تمضمضت للوضوء لصلاة الظهر أو العصر، هذا لا يضر، لكن ينبغي مستقبلًا أن تترك المزاح في مثل هذه الأمور، يعني لا تمزح في أمر عبادةٍ في أمر صلاةٍ أو صيامٍ أو نحو ذلك، لكن بالنسبة لحكم صيامك: صحيحٌ والحمد لله.
المقدم:. سؤاله الثالث والأخير يقول: وضعت في أذني شيئًا من الماء البارد؛ لأن أذني تؤلمني، ويقول: إني أحس بالبرودة في الحلق مع أني ما أحسست بالماء وطعم الماء؟
الشيخ: صيامك صحيحٌ أيضًا؛ لأن الأذن ليست بمنفذٍ طبيعيٍّ للطعام ولا للشراب، وهكذا العين، والأصل صحة الصوم، ولا يقال بفساده إلا بأمرٍ واضحٍ، حتى لو وجدت أثر البرودة في الحلق، أو طعم ما وضعته في الأذن، في الحلق، فإن هذا لا يضر، إنما المفطرات تكون عن طريق الفم والأنف، وأما الأذن والعين فليستا بمنفذٍ معتادٍ للجوف.
المقدم:. أحسن الله إليكم وبارك في علمكم شيخ سعد بن تركي الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء، أن كنتم معنا وأجبتم على أسئلة الإخوة والأخوات، شكرًا جزيلًا.
الشيخ: شكرًا لكم وللإخوة المستمعين.
المقدم:. شكرًا لكم أنتم أحبتنا الكرام.
أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.