عناصر المادة
- حكم خروج البول والودي بشكل مستمر
- مَن أهله في جدة من أين يحرم؟
- حكم الكدرة وحكم الصلاة عند نزولها
- مَن يسافرون بالطيران ويطول نهارهم كيف يُصَلُّون؟
- حكم الادخار في برنامج شركة (سابك)
- حكم تبادل زكاة الفطر بين الفقراء والمساكين
- حكم من دخل وقت التراويح ولم يصل العشاء
- حكم الصيام على الكبير الذي يغيب وعيه
- حكم ذهاب نساء أهل مكة للعمرة بدون محرم
- حكم سفر المرأة مع أمها وزوج أختها
- حكم إعطاء الولد المديون من الزكاة
- حكم خروج المني بشهوة على الصيام
- حكم تغيير ثياب من به سلس لكل فرض
- حكم الإفطار بعد الوصول من السفر
- حكم من صلى وهو على جنابة ثم تذكر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للخلق أجمعين، نبينا محمدٍ عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أيها الإخوة والأخوات، مستمعي ومستمعات أثير إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية أينما كنتم:
أهلًا ومرحبًا بكم، وحياكم الله في اليوم الثاني عشر من هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك، لعام 1439 لهجرة المصطفى .
وحلقة جديدة من هذا البرنامج المبارك (فتاوى رمضان)، حيث نستقبل أسئلتكم واستفساراتكم على هاتف البرنامج، أو عبر حساب الإذاعة في (تويتر).
ليجيب عليها -بمشيئة الله تعالى- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية.
باسمكم جميعًا نرحب بفضيلته: حياكم الله يا شيخ سعد.
الشيخ: أهلًا، حياكم الله وبارك فيكم، وحيَّا الله الإخوة المستمعين.
حكم خروج البول والودي بشكل مستمر
المقدم: حياكم الله يا شيخ سعد.
ونبدأ بهذا السؤال من أحد المتابعين في (تويتر): محمد يقول: لديه مشكلة في تفريغ المثانة -أكرمكم الله- هذا نتج عن تشخيص طبي من البول، ويتسبب في خروج قطرات من البول لا تنقطع بذاتها إلا بدفع اليد، ويجد صعوبة وإحراجًا في بعض الأوقات، مما يسبب له البقاء وقتًا أكثر في دورة المياه، والتأخر عن الصلاة، وأيضًا عنده مادة لزجة تخرج بصورة دائمة ومستمرة، ما حكم هذه المادة في الطهارة؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فجوابًا عن سؤال الأخ الكريم، أقول: إنَّ المطلوب منه بعد الفراغ من البول أن يعصر الذَّكر برفق، ويغسل ما خرج من البول، وبعد ذلك، إن كان يخرج منه البول بصفة مستمرة أو لا إرادية، فهذا هو السلس، وحكمه حكم الحدث الدائم، يتوضأ ولا يضره خروج قطرات البول بعد ذلك، وهكذا يقال لمن حَدَثُه دائمٌ؛ كالمرأة المستحاضة، وكمن يخرج منه الريح بصفة مستمرة ونحو ذلك، فإنه لا يضره خروج هذه الأحداث، والله تعالى جعل هذا الدين يسرًا، ولم يجعل فيه حرجًا: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، فأنصح الأخ الكريم بألا يطيل بعد البول؛ لأن هذه الإطالة سوف تتسبب -مع مرور الوقت- في الوسواس، ثم هذا الوسواس قد يتحول إلى وسواس قهري ويصبح مرضًا، ويصعب عليه علاجه، وينكد عليه حياته، ويشغله عن كثير من الطاعات، وحتى إن أدَّى هذه الطاعات سيؤديها بدون خشوع، ولذلك؛ فمن البداية عليه أن يقطع دابر الوسواس، وعليه أن يلتزم بالحُكم الشرعي في هذا، وهو حكم واضح، وهو أنه إذا قضى حاجته، بعد ذلك يغسل ذكره ويتوضأ، ولا يضره ما يخرج من قطرات البول بعد ذلك، وأما بالنسبة لما يراه من لُزُوجَةٍ تخرج أحيانًا، فهذه اللُّزوجة التي تَعقُب البول يسميها الفقهاء بـ(الوَدْي) -بالدال- وحكمها حكم البول، فإن أمكن أن يغسل الذكر وما أصاب من اللباس، فهذا هو المطلوب، وإن شق عليه ذلك فليس عليه شيء، ويكون كما قلنا بالنسبة للقطرات من البول التي تخرج منه.
المقدم: أحسن الله إليكم.
مَن أهله في جدة من أين يحرم؟
أيضًا من أسئلة المستمعين: هذا مصعب، يقول: يسكن ويعمل في الرياض، وأهله في جدة، فيذهب إليهم ثم يأتي بالعمرة، هل له أن يحرم من جدة أم يحرم باعتباره من أهل الرياض؟
الشيخ: ما دام أن أهله في جدة، فله أن يحرم من جدة، من كان له مسكنان؛ مسكن دون المواقيت، ومسكن بعد المواقيت، فهو مخير إن شاء أحرم من الميقات، وإن شاء أحرم من المسكن الذي هو دون المواقيت، فما دام أن أهله مقيمون في جدة إقامة دائمة، فله أن يؤخر الإحرام إلى جدة فيحرم من هناك.
حكم الكدرة وحكم الصلاة عند نزولها
المقدم: أيضًا من أسئلة المستمعين: هذه إحدى الأخوات تقول: نزلت الدورة أربعة أيام، وفي اليوم الخامس نزلت كُدْرَة نصف يوم، صليت المغرب، ثم بعد صلاة العشاء نزل دم وتوقف، هل علَيَّ إعادة صلاة المغرب مع العشاء، جزاكم الله خيرًا؟
الشيخ: هذه الكُدْرَة التي تخللت الحيض، هذه جزء من الحيض، فكان ينبغي عليكِ أن تنتظري وألا تستعجلي في الصلاة حتى تري الطهر التام، وكانت عائشة رضي الله عنها تنصح النساء بألا يتعجلن حتى يَرَيْنَ القَصَّة البيضاء، والقَصَّة البيضاء هي: سائل أبيض يخرج بعد انقضاء الحيض، وهو كالعلامة على انقضاء الحيض، ولكن هذه العلامة لا تخرج من جميع النساء، وإنما من بعض النساء، وربما تخرج من بعض النساء متأخرةً جدًّا، فلا تعتبر.
وبناء على ذلك؛ إذا كانت المرأة لا تخرج منها القَصَّة البيضاء بصفة منتظمة، فإنها تنتقل إلى العلامة الثانية، وهي الجفاف والطهر يومًا وليلةً فأكثر، وهذا ذكره الموفق ابن قدامة رحمه الله، واختاره شيخنا عبدالعزيز بن باز، رحمة الله تعالى على الجميع، وهي العلامة الثانية التي تستطيع المرأة أن تعرف بها طهرها.
فنقول للأخت الكريمة: بالنسبة لهذه الإفرازات، أو الصفرة والكدرة التي خرجت والحيض لم ينته بعد، هذه تعتبر من الحيض، الصفرة والكدرة التي تتخلل الحيض تأخذ حكم الحيض، وبناء على ذلك؛ فليس عليك شيء بالنسبة لهذا، وما فعلتِه من أنكِ صليتِ في هذه المدة، هذا حصل منكِ بطريق الجهل.
المقدم: أحسن الله إليكم.
مَن يسافرون بالطيران ويطول نهارهم كيف يُصَلُّون؟
نبدأ بأول المتصلين معنا: أم فَوَّاز.
السائلة: في السفر الطويل، كيف يكون توزيع أوقات الصلاة، يعني: الرحلة ستبدأ الساعة العاشرة صباحًا، ونصل غدًا من الساعة الرابعة عصرًا، ولا يمر علينا ليل، فكيف أعرف أوقات الصلاة؟ يعني: الظهر والعصر والمغرب والعشاء؟
الشيخ: هل أنتم متجهون إلى جهة الغرب؟
السائلة: نعم، متجهون إلى واشنطن، فكيف أعرف أوقات الصلاة؟ وكيف إذا قدرت على إكمال الصيام، كيف أعرف وقت المغرب ودخول الإفطار؟
الشيخ: الآن الرحلة ستنطلق الساعة العاشرة صباحًا هنا في المملكة؟
السائلة: لا، الساعة العاشرة صباحًا من (أبو ظبي).
الشيخ: طيب، العاشرة صباحًا من (أبو ظبي)، وتستمر الرحلة كم ساعة؟
السائلة: تقريبًا ما بين 13- 14، إذا لم يكن أكثر لا أعلم، لكن وصولنا هناك سيكون يوم السبت الساعة الرابعة عصرًا.
الشيخ: بالنسبة لكم في هذه الرحلة ليس عليكم سوى صلاة الظهر والعصر فقط؛ لأنهما الوقتان اللذان سيمران بكم، وأما ما عداها فلن يمر بكم ليل، فليس هناك صلاة للمغرب ولا للعشاء ولا للفجر؛ لأنه لم يمر بكم ليل أنتم في نهار طويل مستمر، فبدأتم الساعة العاشرة وامتد بكم النهار ولم تدركوا سوى وقت الظهر ووقت العصر، فليس عليكم سوى صلاة الظهر وصلاة العصر، يمكن أن تصلوا الصلاتين في الطائرة وتجمعونهما مع القصر، يعني ركعتين ركعتين، وليس عليكم شيء غير ذلك، والحمد لله.
المقدم: أحسن الله إليكم.
حكم الادخار في برنامج شركة (سابك)
معنا عبدالكريم.
الشيخ: هذا البرنامج، هو برنامج يحتاج إلى دراسة كاملة لجميع مواده، وأيضًا توضيح عن بنوده، وعن طبيعة الاستثمارات الواردة فيه، فلم أطلع عليه، لكن بإمكانكم أن ترسلوا هذا البرنامج للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وهم يقومون بدراسته، ويعطونكم الفتوى مكتوبة إن شاء الله.
المقدم: شكر الله لكم يا شيخ سعد.
حكم تبادل زكاة الفطر بين الفقراء والمساكين
أيضًا من أسئلة المستمعين في (تويتر) هذا السؤال من (اليافعية) تقول: عندنا في اليمن تحديدًا في القرى يأخذون زكاة الفطر ويتبادلونها فيما بينهم، كل شخص يعطي الثاني؛ لأنهم لا يجدون فقراء بقريتهم فما حكم ذلك؟
الشيخ: المهم هو أن زكاة الفطر تسلم للفقير أو المسكين فإذا سُلِّمت للفقير أو المسكين، فهو حر فيها؛ إن شاء الله أكلها وإن شاء أهداها، وإن شاء فعل بها ما يريد؛ لأنها أصبحت في ملكه، وهو يتصرف فيها كما يريد، فهذا التبادل لا يضر، لكن المهم هو أنه عند تسليم هذه الزكاة، زكاة الفطر، لا يأخذها إلا من كان فقيرًا أو مسكينًا، لكن لو لم يوجد فقراء في ذلك البلد فتنقل لبلد آخر يكون فيه فقراء.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
حكم من رأت الحيض بعد التحلل من العمرة
نعود إلى أم نجود.
السائلة: أنا عندي بنت، وذهبنا قبل سنوات إلى مكة واعتمَرَت، وبعدما اعتمرت وقصرت جاءتها الدورة، لكن لا تدري هل جاءتها أثناء الطواف أو السعي، ما اكتشفت إلا بعد التقصير، فهل عليها شيء؟
الشيخ: طيب، لما طافت وسعت، كانت تعتقد أنها على طهر؟
السائلة: نعم، ما اكتشفت إلا بعد التقصير.
الشيخ: بعد التقصير لما ذهبت وجدت أن دم الحيض خرج منها؟
السائلة: إي نعم.
الشيخ: لكن لم تحس بعلامات الحيض أثناء الطواف من الألم ونحو ذلك، ما أحست بهذا؟
السائلة: لا، ما أحست، ما اكتشفت إلا بعد ما قصرت، اكتشفت أنها نزل الحيض عليها؟
الشيخ: عمرتها صحيحة؛ لأن الأصل السلامة، والأصل أنها أدت عمرتها على طهر، ولم تر الحيض وآثاره إلا بعد انقضاء عمرتها، ثم أيضًا الحيض له علامة أخرى، وهو ما تجده المرأة من الآلام المصاحبة لنزول الحيض، وهذا لم يحصل منها وقت الطواف ووقت السعي، وهذه قرينة على أن الحيض أيضا لم ينزل، وإنما نزل بعد انقضاء العمرة، ثم أيضًا: أحيانًا الحيض ينزل بعد التعب، عندما تتعب المرأة وتبذل جهدًا كبيرًا، قد يكون أحيانًا هذا سببًا لنزول دم الحيض، فكل هذه القرائن ترجح أن دم الحيض إنما أتاها بعد انقضاء العمرة، ولذلك؛ أقول: عمرتها صحيحة إن شاء الله تعالى.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
حكم من دخل وقت التراويح ولم يصل العشاء
معنا: علي.
السائل: عندي سؤالان، طال عمرك:
الأول: دخلت قبل ليلتين في مسجد أنا وجماعة، يوم دخلنا المسجد، جماعة المسجد صلَّوا وقاموا لصلاة التراويح إلى الركعة الأولى، فاختلفت أنا وجماعتنا على أن ندخل مع الجماعة وإذا سلم نكمل الصلاة، والجماعة رفضوا، قالوا: نريد أن نصلي وحدنا، نقيم الصلاة وحدنا ونصلي، وأنا رفضت ودخلت مع الجماعة، ما أدري أينا أصح؟
الشيخ: فعلك أنت هو الصواب، يُفترَض أنكم دخلتم جميعًا مع الإمام في صلاة التراويح، ثم إذا سلم قضيتم ما فاتكم، أما أن تقام جماعتان في المسجد في وقت واحد فهذا غير مشروع، هذا يخالف مقصود الشارع من صلاة الجماعة، لا بد أن يجتمع الناس على إمام واحد، ولا تقام جماعتان في المسجد في وقت واحد، فما فعلته أنت هو الصواب.
وأقول أيضًا للإخوة المستمعين: من يأتي وقد تأخر عن صلاة العشاء، ووجد الناس يصلون صلاة التراويح، ادخل مع الإمام في صلاة التراويح، ثم إذا سلم الإمام قم واقض ما فاتك، هذا هو المشروع، ولا تُقِم جماعة جديدة تصلي والإمام يصلي، فتكون جماعتان في المسجد في وقت واحد، هذا خلاف للمشروع.
حكم الصيام على الكبير الذي يغيب وعيه
السائل: السؤال الثاني: عندنا رجل عجوز عمره فوق الثمانين، وعنده نسيان، يخبره أولاده برمضان، وينسى ويأكل ويشرب ويخبرونه، ويقول: ما دريت أن رمضان موجود، وأننا في شهر رمضان، أيش حكمه؟
الشيخ: لا يجب عليه الصيام في هذه الحال، لو أفطر ما عليه شيء، حكمه حكم الصبي المميز؛ إن صام أُجر، وإن لم يصم فليس عليه شيء، ولكن إن احتاط أولاده وأطعموا عنه بعد رمضان أو أطعموا عنه بعد كل يوم مسكينًا فإن هذا أمر طيب؛ لأنه يأتيه الوعي ويغيب عنه، فإن أُطعِم عنه عن كل يوم مسكينًا كان هذا حسنًا.
السائل: يجوز أن يجمعوه مرة ويعطونه لشخص واحد؟
الشيخ: يجوز، نعم، ولكن بعد رمضان، في آخر رمضان أو في كل يوم بيومه، لكن لا يقدمونه الآن، فلا بأس أن يجمعوا الإطعام ويعطوه شخصًا واحدًا، أو يعطوه شخصين أو ثلاثة أو أكثر، الأمر في هذا واسع بالنسبة للإطعام.
المقدم: شكر الله لكم يا شيخ سعد.
حكم ذهاب نساء أهل مكة للعمرة بدون محرم
أيضًا من أسئلة المستمعين في (تويتر): غالية، تقول: نحن من أهل مكة، إذا أردنا الذهاب إلى العمرة نذهب مجموعة من النساء؛ خمسة أو أكثر بدون محرم، فهل عمرتنا صحيحة؟
الشيخ: نعم، عمرتكم صحيحة، ولا يلزم وجود المحرم؛ لأنه ليس سفرًا، والمَحرَم إنما يجب في السفر، وهو ما كان أقله 80 كيلو مترًا، فذهابكم إلى التنعيم لا يعتبر سفرًا؛ لأنها أقل من 80 كيلو، وإنما المشترط فقط انتفاء الخلوة، فما دام أنكن مجموعة نساء فالخلوة منتفية، وفعلكم صحيح، وعمرتكم صحيحة، والحمد لله.
حكم سفر المرأة مع أمها وزوج أختها
المقدم: شيخ سعد، أيضًا بخصوص السفر بدون محرم، تسأل فاتنة عن السفر بدون محرم مع العلم أنه يكون مع الأم والأخت وزوج الأخت؟
الشيخ: لا يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم؛ لقول النبي : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا ومعها ذو محرم [1]، متفقٌ عليه، ومسيرة اليوم والليلة تعادل في وقتنا الحاضر 80 كيلو مترًا تقريبًا، فإذا كانت المسافة 80 كيلو مترًا تقريبًا فأكثر، من بعد مفارقة العمران، فهذا يعتبر سفرًا، وليس للمرأة أن تذهب بدون محرم.
وأما وجود أمها وزوج أختها، فهؤلاء ليسوا محارم، إنما هؤلاء أمها تنتفي معها الخلوة، كما قلنا في المسألة السابقة، لكن لا تعتبر محرمًا، المحرم لا بد أن يكون رجلًا، وكذلك زوج الأخت هو أجنبي عنها، لا يعتبر محرمًا، فلا بد إذَنْ أن يكون معها أحد محارمها؛ كأبيها أو أخيها أو نحوهما.
المقدم: أحسن الله إليكم.
حكم إعطاء الولد المديون من الزكاة
معنا: يوسف.
السائل: عندي ولد متزوج وبيته وحده، هل أعطيه من الزكاة؛ لأن عليه ديونًا وحالته المادية صعبة؟
الشيخ: تقصد زكاة المال وليس زكاة الفطر؟
السائلة: زكاة المال نعم.
الشيخ: يجوز أن تسدد عنه الدَّين، أما غير الدَّين فلا، ما عدا الدَّين إذا احتاج تعطيه من غير الزكاة، وأما بالنسبة للدَّين فلا بأس أن تسدد عنه الدين من زكاة مالك.
السائل: حتى لو كان الدين لعمه؟
الشيخ: حتى ولو كان لعمه نعم، المهم أنه دينٌ حالٌّ وليس مؤجلًا، يعني: مطالب بسداده الآن، وهو عاجز عن سداده، فلا بأس أن تسدد عنه دَينه وإن كنت أباه؛ لأن الأب أصلًا ليس مطالبًا بسداد الديون عن ولده، ولذلك؛ جاز أن يُسدِّد عنه الدَّين من الزكاة، فلا بأس أن تسدد عنه الدين من زكاة مالك، أما ماعدا الدين فليس لك أن تعطيه من زكاة مالك، لكنه إذا كان محتاجًا وأنت مقتدر، فليزمك أن تنفق عليه.
المقدم: أحسن الله إليكم يا شيخ سعد.
حكم خروج المني بشهوة على الصيام
أيضًا من أسئلة المستمعين: هذا أحد الإخوة في (تويتر) يقول: حكم خروج المني بشهوة بالتفكير، هل يفسد الصيام؟
الشيخ: نعم، خروج المني، أو تعمد إخراج المني، هذا بالنسبة للصائم يعتبر مفسدًا للصيام، ويعتبر كذلك أيضًا مُحرَّمًا يأثم به الإنسان، ولكن إذا فكَّر فأنزل فخرج منه المني بسبب هذا التفكير، فالفقهاء يقولون: من فكَّر فأنزل لا يفطر، وذلك؛ لقول النبي : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم [2]، فمجرد التفكير الذي يحصل به الإنزال هذا عند أهل العلم يقولون: إنه كالاحتلام، ولا يكون مفسدًا للصيام، وهذا بخلاف ما لو تعمد تكرار النظر، فإذا تعمد تكرار النظر فإنه يفسد صومه، أما مجرد التفكير إذا فكَّر فحصل منه إنزال، فإنه لا شيء عليه، وإن كان الأولى ألا يحصل منه هذا الأمر، يعني: أن يبتعد عن التفكير فيما يتسبب في الإنزال، لكن لو حصل منه هذا وقُدِّر، فلا شيء عليه.
المقدم: أحسن الله إليكم.
حكم تغيير ثياب من به سلس لكل فرض
المتصل الأخير معنا: صالح.
السائل: في أول سؤال في حلقة اليوم، حول -أعزك الله- البول، المشكلة هذه نفسها معي، لكن أنت قلت: القطرات اللاإرادية تخرج، فإن شاء الله صلاته مقبولة، لكن كيف حكم الثياب؟ السروال الذي تصيبه القطرات هذه، هل يغيره كل فرض أو كيف؟
الشيخ: إن تيسر أن يغير لكل فرض فهذا هو المطلوب، أما إن كان يشق عليه فلا شيء عليه.
المقدم: أحسن الله إليكم شيخ سعد.
حكم الإفطار بعد الوصول من السفر
ونختم بسؤال من (تويتر): أحد المستمعين يسأل: أفطر في نهار رمضان بعد مجيئه من السفر؟ يبدو أنه وصل بعد صلاة الفجر بخمس دقائق أو شيء، وأكل؟
الشيخ: ليس له أن يفطر بعد مجيئه من السفر؛ لأنه إذا وصل إلى بلد الإقامة انقطعت في حقه جميع رخص السفر، ومنها الفطر في نهار رمضان، وأيضًا ليس له القصر وليس له الجمع، وكان بإمكانه أن يفطر وهو مسافر، أما بعد وصوله إلى بلد الإقامة فليس له أن يفطر، فمن فعل ذلك عليه التوبة إلى الله ، وعليه قضاء هذا اليوم.
المقدم: ومن الأسئلة المهمة، وكل الأسئلة مهمة، لكن الوقت يضيق بنا، نختم بهذا السؤال من إحدى الأخوات.
حكم من صلى وهو على جنابة ثم تذكر
تقول: نسِيَت أن تغتسل من الجنابة، وصلت الفجر والظهر والعصر، وأثناء صلاة المغرب تذكرت، فماذا عليها؟ وهل تعيد الصلوات؟
الشيخ: عليها أن تغتسل من الجنابة، وتعيد هذه الصلوات التي صلتها وهي على جنابة؛ صلاة الفجر والظهر والعصر، وأيضًا المغرب، هذه كلها تعيدها، لا بد أن تغتسل وتعيد جميع الصلوات التي صلتها وعليها جنابة، أشبَهَ ما لو صلت بغير وضوءٍ ناسيةً؛ فهذه كلها من باب ترك المأمور، وما كان من باب ترك المأمور لا يعذر فيه الإنسان بنسيان ولا بجهل، لكن قد يعذر فيه بالتأخير، كما حصل بالنسبة للأخت السائلة، فعليها الآن أن تعيد هذه الصلوات التي صلتها على جنابة.
المقدم: أحسن الله إليكم شيخ سعد.
بهذا -مستمعينا الكرام- نصل إلى ختام هذه الحلقة من (فتاوى رمضان)، والتي أجاب عن أسئلتكم فيها فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية.
شكرًا لكم شيخ سعد.
الشيخ: وشكرًا لكم وللإخوة المستمعين.