عناصر المادة
- حكم القراءة الجماعية للقرآن الكريم
- حكم من حال الحول ونسي إخراج الزكاة
- ما صحة حديث “من صلى الصبح في جماعة ثم بقي..”؟
- حكم الإمساك لمن أقلعت بهم الطائرة ورأوا الشمس
- حكم إعطاء الأبناء من الزكاة للزواج وشراء السيارات
- حكم صلاة العشاء في رمضان قبل الوقت المحدد
- حكم طاعة الوالد في التأخر عن الزواج
- أين تعتد مَن طُلقت وهي في غير بيت زوجها؟
- حكم مَن باتت بمنى ليلة وتركت الباقي
- حكم بيع التمر الذي لم يَبْدُ صلاحُه
- حكم بطائق الائتمان التي توفرها البنوك
- شراء المواد الكمالية هل يعتبر من تفطير الصائم؟
- حكم إخراج زكاة عروض التجارة عروضًا
- حكم البطاقات التي تقدم خصومات برسوم معينة
- حكم من كان به وسواس وترك الصلاة في المسجد
- حكم إعطاء الزكاة للأخ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للخلق أجمعين، نبينا محمدٍ عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أيها الإخوة والأخوات، مستمعي ومستمعات أثير إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية أينما كنتم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا ومرحبًا بكم في سابع أيام شهر رمضان المبارك من العام الهجري 1439.
وحلقة جديدة من هذا البرنامج (فتاوى رمضان)، حيث نستقبل أسئلتكم واستفساراتكم على هاتف البرنامج، أو عبر حساب الإذاعة في (تويتر)، تجدون عبر حساب الإذاعة تغريدةً مرتبطةً بهذا البرنامج، بإمكانكم طرح أسئلتكم في مِنْشَنها.
حياكم الله، أسئلتكم واستفساراتكم يجيب عليها فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، وهو أستاذ الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية.
باسمكم جميعًا نرحب بالشيخ سعد: حياكم الله يا شيخ سعد.
الشيخ: أهلًا، حياكم الله وبارك فيكم، وحيا الله الإخوة المستمعين.
حكم القراءة الجماعية للقرآن الكريم
المقدم: حياكم الله يا شيخنا الكريم، ولو نبدأ هذه الحلقة بسؤال عن حكم القراءة الجماعية للقرآن الكريم؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فالقراءة الجماعية على قسمين:
- القسم الأول: أن يقرأ كل واحد بنفسه، ومن غير أن يكون ذلك بصوت موحد، كما يحصل ذلك من بعض الناس في الجوامع يوم الجمعة قبل دخول الخطيب كل يقرأ وقراءة جماعية، لكنها غير موحدة، ليس بصوت واحد، هذه لا بأس بها، ويصدق عليها قول النبي : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده [1]، رواه مسلم، وفي معنى ذلك: القراءة الجماعية لأجل التعليم، كأن يكون المعلم يطلب من الطلاب أن يرددوا خلفه، هذه أيضًا لا بأس بها.
- والقسم الثاني: القراءة الجماعية بصوت واحد بقصد التعبد، وهذه لا أصل لها، ولم تكن معروفة عن الصحابة والتابعين ، إذ إنَّ التعبد بالتلاوة، كل واحد يتلو بنفسه من غير أن يشترك في الصوت مع غيره، ولأنه يحولها من كونها تعبدًا بالتلاوة إلى كونها أشبه بالترانيم والطقوس ونحوها، ولهذا؛ لم تكن معهودة عن السلف الصالح.
وعلى هذا؛ فالمشروع أن كل واحد يقرأ بنفسه، وإذا اختلطت الأصوات هذا لا يضر، إلا أن يكون ذلك على سبيل التعليم، فعلى سبيل التعليم إذا طلب المعلم من الطلاب أن يقرؤوا السورة ويرددوا خلفه فهذا لا بأس به.
المقدم: أحسن الله إليكم.
حكم من حال الحول ونسي إخراج الزكاة
أم أحمد بعثت في سؤال في (تويتر)، تقول: إذا حال الحول على مبلغ مالي معين، ونسيت إخراج الزكاة إلى بعد شهرين، هل يجوز ذلك؟
الشيخ: عليها أن تبادر بالإخراج الآن، وما مضى معفوٌّ عنه؛ لنسيانها، لكن لا بد من أن تخرج الزكاة، وهكذا من كان في ذمته زكاة عن سنوات ماضية، ولو طالت فإن الزكاة لا تسقط بالتقادم؛ لأنها دَين الله ، والديون لا تسقط بالتقادم، وعلى هذا فالإنسان عليه أن يتفقد الأموال التي عنده ويخرج ما وجب فيه الزكاة، وإذا قُدِّر أنه أخطأ ولم يخرج الزكاة عن سنوات مضت، فإنه يبادر الآن بإخراجها.
ما صحة حديث “من صلى الصبح في جماعة ثم بقي..”؟
المقدم: أيضًا من أسئلة المستمعين في (تويتر)، هذا مخلد الغبيوي، يسأل عن صحة حديث: من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس يذكر الله كتب له أجر عمرة؟
الشيخ: هذا الحديث أخرجه الترمذي من حديث سَمُرة ، أن النبي قال: من صلى الصبح في جماعةٍ، ثم بَقِيَ في مُصَلَّاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كتب له أجر حجةٍ وعمرةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ [2]، وهذا الحديث ضعيف من جهة الإسناد، وقد ضعفه الترمذي نفسه لما خرَّجه، فلا يثبت هذا الحديث، ولكن أصل هذا العمل قد وردت به السُّنة، وأعني بالعمل: البقاء في المصلى أو في المسجد بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، هذا قد وردت به السُّنة؛ فقد جاء في “صحيح مسلم” من حديث جابر بن سمرة : أن النبي كان إذا صلى الصبح بقي في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء [3].
وكان عليه الصلاة والسلام يبقى في مصلاه بعد صلاة الفجر، ويستمع للصحابة وهم يتحدثون في أمور الجاهلية وما منَّ الله تعالى به عليهم من الإسلام فيبتسم عليه الصلاة والسلام، لكنه كان في معظم الأحيان يبقى في مصلاه حتى تطلع الشمس، وهذه هي السُّنة، السُّنة لمن صلى صلاة الفجر أن يبقى في المسجد إذا كان رجلًا أو امرأةً في المصلى يذكر الله حتى تطلع الشمس.
المقدم: أحسن الله إليكم.
حكم الإمساك لمن أقلعت بهم الطائرة ورأوا الشمس
نبدأ بأول المتصلين: مشعل، تفضل يا مشعل.
السائل: عندي سؤال يا شيخ: عملي يتعلق بمجال الطيران، أسافر كثيرًا وفي شهر رمضان يصادف أحيانًا أنه يؤذن المغرب ونحن على الأرض ما أقلعنا، وبعد الإقلاع نشوف الشمس، هل نرجع نمسك مرة ثانية، أو نكمل الصيام؟
الشيخ: نعم، إذا غربت الشمس وأنتم على الأرض وأفطرتم؛ فقد برئت ذمتكم وصح منكم صيام هذا اليوم، وإذا أقلعت الطائرة ورأيتم الشمس لا يلزمكم الإمساك والحمد لله؛ أنتم صمتم هذا اليوم وامتثلتم أمر الله تعالى في قوله: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة:187]. وقول النبي : إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم [4]، وبرئت ذمتكم بذلك، فإذا أقلعت الطائرة لا يلزمكم الإمساك، وإنما تستمرون في الفطر ولا شيء عليكم.
حكم إعطاء الأبناء من الزكاة للزواج وشراء السيارات
المقدم: شكر الله لكم يا شيخ سعد.
أيضًا من أسئلة المستمعين: هذا أحد المستمعين في (تويتر)، يقول: هل يجوز مساعدة الأبناء على الزواج وشراء سيارات من الزكاة؟
الشيخ: الأبناء والبنات وعمود النسب عمومًا، لا يعطون من الزكاة؛ وإنما يعطون من حر المال إذا احتاجوا، فالوالد إذا احتاج أولاده لزمه أن يعطيهم من حر ماله وليس من الزكاة؛ لأن الزكاة هي أوساخ المال، وهكذا العكس، لو أن الوالد احتاج فيلزم الولد أن يعطيه من حر ماله وليس من الزكاة، وعلى ذلك؛ ليس للأب أن يشتري السيارة لولده من الزكاة أو يعطيه من الزكاة؛ إنما يعطيه من حر ماله، إلا في حالة واحدة يجوز لعمودَيِ النسب عمومًا أن تدفع لهم الزكاة، من الأولاد والوالدين، وهي ما إذا ترتب في ذمته دَينٌ حالٌّ وعجز عن سداده، فيجوز أن يعطيه من الزكاة ولو كان من عمودَيِ النسب.
مثال ذلك: هذا رجل له ابن ترتب في ذمته ديونٌ حالَّةٌ، نفترض مثلًا: ترتب في ذمته (50,000) ريالٍ حالَّةٌ، وعجز هذا الابن عن سدادها، هنا لا بأس أن يعطيه الأب أو الأم من الزكاة لسداد هذا الدين، وهكذا لو كان الأمر بالعكس، لو كان الدين على الأب أو على الأم، لا بأس أن يعطيه الولد من الزكاة لسداد الدين؛ فإذا كان لسداد الدين فيجوز أن يكون ذلك من الزكاة، أما لغير سداد الدين فلا يجوز، وإنما يعطيه من حر ماله إذا احتاج.
حكم صلاة العشاء في رمضان قبل الوقت المحدد
المقدم: نعم، جزاكم الله خيرًا، معنا أم أمين.
السائلة: لو سمحت يا شيخ، أسأل عن صلاة العشاء، عندنا الإمام يؤذن العشاء قبل الوقت بنصف ساعة تقريبًا، فهل أصلي معهم العشاء؟
الشيخ: أنتم من أي مدينة؟ من الرياض؟
السائلة: نعم من الرياض .
الشيخ: يعني يؤذن الساعة كم؟
السائلة: ثمانية تقريبا أو ثمانية وخمس دقائق تقريبًا، هل لي أن أصلي معه؟
الشيخ: نعم، تصلين معه، أصلًا الوقت دخل، لكن وضع ساعتين هذا من باب التوسعة فقط، من باب التوسعة على الناس، وإلا، فالوقت الحقيقي قد دخل قبل ذلك، بل إن الوقت الحقيقي للعشاء يدخل بعد غروب الشمس بنحو ساعة وربع، ولكن وضعوها ساعة ونصف في التقويم من باب التوسعة، ووضوعها ساعتين في رمضان من باب التوسعة على الناس، وليس معنى ذلك أن وقت العشاء يتأخر، وقت العشاء الحقيقي قد دخل، ولذلك؛ لا حرج عليكِ، تصلين معهم.
حكم طاعة الوالد في التأخر عن الزواج
المقدم: معنا إبراهيم.
السائل: يا شيخنا، أنا أسأل، سلَّمك الله: عمري ثمانٍ وعشرون سنة، وموظف في وظيفة -ولله الحمد- ممتازة، وطلبتُ من والدي ومن أهلي الزواج، إلا أن والدي رفض الذهاب معي للخطبة؛ معللًا بأن السبب هي وظيفة أختي الحالية، أن أختي الآن تعمل صيدلانية، علمًا أنه هو من أجبرها على دخول التخصص، بالإضافة إلى أنه يعلل انتظاري إلى إكمال الدراسة إلى الماجستير.
الشيخ: نعم وسؤالك عن ماذا؟
السائل: ماذا أفعل الآن؟
الشيخ: وأنت قادر على الزواج؟
السائل: أنا لم أطلب منه إلا الذهاب معي والخطبة فقط.
الشيخ: المهر قادر أنت عليه.
السائل: نعم.
الشيخ: نعم، لا يلزمك أن تطيع والدك في هذا؛ لأن طاعة الوالدين إنما هي في المعروف، وهذا ليس من المعروف، أن يطلب منك التأخر حتى تحصل على الماجستير، هذا ليس من المعروف، فلا يلزمك أن تطيعه، وربما يكون عند والدك بعض الحواجز النفسية، أيضًا لا تضع حياتك مرهونة بزوال هذه الأمور النفسية من والدك، ولذلك؛ فكن شجاعًا وأقدم على الزواج، إذا لم يذهب معك ممكن أن تطلب من أحد أقاربك يذهب معك؛ إما أخوك، أو أحد أقاربك، أو حتى لا يلزم أن يذهب معك أحد؛ فليس ضرورةً، لا تجعل الأمر يقف على ذهاب والدك، لكن تتلطف معه، وصاحبه في الدنيا معروفًا، ولا تلزمك طاعته، وعليك أن تبادر بالزواج؛ لأن الزواج فيه مصلحة عظيمة، وفيه إعفاف لك وإحصان، وأيضًا تحصيل للذرية، ومصالح كثيرة، ولهذا؛ قال النبي : يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج [5].
فما دمت قادرًا على الزواج؛ فعليك أن تبادر به، ووالدك تتلطف معه، إن تيسر أن يذهب معك فحسن، وإن لم يتيسر فتبحث عن بعض أقاربك ممن يذهب معك، أو تذهب بدون أحد، ولا يلزمك أن تطيع والدك في التأخر عن الزواج.
المقدم: حياك الله يا إبراهيم.
أين تعتد مَن طُلقت وهي في غير بيت زوجها؟
معنا أم بلال.
السائلة: عندي سؤالان:
الأول هو: كان هناك مشكلة ما بين والدي وزوجته، وهي تركت المنزل، ثم بعد ذلك كانت تريد العودة، لكن أبي اشترط عليها شرطًا لم توافق عليه؛ فتم الطلاق، ووالدي يسأل: هل يجوز أن تعتد في بيتها ويعطيها النفقة كاملة؟ أم لا بد أن ترجع وتعتد في منزل والدي؟ يعني الحكم الشرعي في هذا؟
الشيخ: وأين هي الآن؟
السائلة: هي الآن في منزلها، وتم الطلاق، ولكن هي..
الشيخ: طلقة واحدة؟ طلاق رجعي؟
السائلة: طلقة واحدة رجعية.
الشيخ: نعم، السُّنة أن تبقى في بيت الزوج؛ لقول الله : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [الطلاق:1]، السُّنة هذا، لكن إن أبت، أو رفضت وبقيت في بيت أهلها..
السائلة: هي لم ترفض، لكن هم يرون أن الأصلح أن تكون في بيتها ويعطيها النفقة؛ حتى لا يكون هناك حرج.
الشيخ: لا، لا، السُّنة أن تأتي بيت الزوج، والله تعالى في الآية الكريمة أمر بهذا، قال: وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [الطلاق:1]، فالوعيد شديد في الآية، فلا بد أن ترجع لبيت الزوج، وبيَّن الله الحكمة في هذا في آخر الآية، قال: لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [الطلاق:1]، ربما إذا رجعت لبيت الزوج يرجعها الزوج، وتصلح الأمور بينهما، فالمقصود أنها لا بد أن ترجع لبيت زوجها حتى تنقضي عدتها.
حكم مَن باتت بمنى ليلة وتركت الباقي
السائلة: السؤال الثاني: أنا العام الماضي حججت، وبفضل الله كنت متأخرة، بِتُّ في منى ليلة واحدة، الليلة الثانية والثالثة ما استطعت المبيت؛ كنت أذهب لابنتي في الحضانة وكنت أريد أن أعرف حكم هذا؟
الشيخ: يعني بِتِّ في منى ليلة الحادي عشر، أما ليلة الثاني عشر ما بِتِّ؟
السائلة: نعم، أول ليلة في المبيت، هي فقط التي بِتُّها، وليلتان لم أبتهما.
الشيخ: نعم، لا شيء عليكِ؛ لأن ترك المبيت الذي يترتب عليه الدم، هو ترك المبيت في جميع الليالي، أما إذا تركت المبيت في ليلة واحدة أو في ليلتين وبتِّ ليلة أخرى فلا شيء عليك.
المقدم: شكر الله لك يا شيخ سعد.
حكم بيع التمر الذي لم يَبْدُ صلاحُه
أيضًا من أسئلة المستمعين: هذا أحد الإخوة في (تويتر)، يقول: حكم بيع التمر بعد بُدُوِّ صلاحه، إذا ظهر صلاح نوع واحد من النخيل، وبقيت الأنواع الأخرى، يتأخر بدو الصلاح فيها حتى نهاية الصيف، والمشتري يريد شراءه كاملًا وهو يتحمل مسؤوليتة، ما حكم ذلك؟
الشيخ: ما دام أن هناك تفاوتًا كبيرًا في بدو الصلاح؛ فلا يجوز أن يبيع النوع الذي لم يَبْدُ فيه الصلاح، إذا بدا الصلاح ولو في نخلةٍ واحدةٍ، ولو حتى في تمرةٍ واحدةٍ من هذه النخلة، جاز بيع ذلك النوع، أما بقية الأنواع فلا يجوز، وذلك؛ للتفاوت الكبير بين النخيل؛ فبعض النخيل تُبكِّر في بدو الصلاح، وبعضها تتأخر كثيرًا، فلا بد أن يبيع كل نوع على حدة، وأما الأنواع المتقاربة نجد أنها تتقارب في بدو الصلاح، ولذلك؛ فلا بد من ملاحظة هذا المعنى، أو أنه يتأخر حتى يبدو صلاح جميع ثمر النخيل ويبيعه مرة واحدة، لكن إذا أراد أن يتعجل في البيع، فلا يبيع إلا النوع الذي بدا فيه الصلاح.
حكم بطائق الائتمان التي توفرها البنوك
المقدم: أيضًا من أسئلة المستمعين: عبدالله عبدالكريم، يسأل عن حكم البطاقة الائتمانية، التي توفرها بعض البنوك، والتي تكون مخفضة بأقساط مخفضة، قسط شهري منخفض جدا (5%)، أو 200 ريال، أيهما أعلى من المبلغ المستحق، ولا يتم احتساب أيها من ربح أو فوائد على المبلغ المستحق؟
الشيخ: نعم هذا السؤال مجمل، ما طبيعة هذه البطاقة، وما المقصود بها؟ وما فائدة البنك من إعطائك هذه البطاقة؟ لأن البنوك ليست جمعيات خيرية، البنوك مؤسسات ربحية، لا يمكن أن تعمل هذه البطاقة إلا بفائدة، وأما ما ذكره في السؤال من أن البنك لا يأخذ عليه أي شيء، فهذا محل نظر، ولذلك؛ فالمسألة تحتاج إلى مزيد تصوير حتى يتبين حكمها؛ لأن البطاقات الائتمانية أنواع كثيرة، وتختلف بحسب طبيعتها وبحسب البنوك، ولذلك؛ فلا نستطيع أن نعطي حكمًا على هذه البطاقة حتى نتصورها تصورًا تامًّا.
شراء المواد الكمالية هل يعتبر من تفطير الصائم؟
المقدم: أيضًا من أسئلة المستمعين: من يتكفل ببعض المواد الكمالية لمشروعات تفطير الصائمين، مثل: جمع المستلزمات البلاستيكية، هل هذا يدخل في أجر تفطير الصائمين؟
الشيخ: هو مأجور على كل حال، هو مأجور على فعله هذا، فعمله هذا يدخل في منفعة المسلمين والإحسان إليهم، وهو على أجر، لكن تفطير الصائمين لا يدخل هذا فيه، تفطير الصائمين معناه أن يقدم للصائم ما يفطر عليه، يقدم له مثلًا: تمرًا، يقدم له وجبة يقدم له ما يفطر عليه، فتفطير الصائم هو الشيء الذي يحصل به إفطار الصائم، هذا هو المقصود بتفطير الصائم.
وأما ما ذكر في السؤال فهذا لا يعتبر تفطير صائم، لكنه خير، فيه خير ويؤجر ويثاب عليه إن شاء الله.
المقدم: جزاكم الله خيرًا يا شيخ سعد.
حكم إخراج زكاة عروض التجارة عروضًا
أيضًا نعود إلى اتصالات المستمعين، معنا باخت، تفضل يا باخت.
السائل: من كانت لديه تجارة مثل: الفُرُش وقطع غيار السيارات ونحوها، هل يجوز أن يخرج الزكاة منها قياسًا على بهيمة الأنعام والحبوب؟ أم أن هذا خاص بالمطعوم، لا بد أن يُخرَج مالًا، جزاك الله خيرًا؟
الشيخ: نعم، الأصل في زكاة عُرُوض التجارة: أن تُخرَج نقدًا، هذا هو الأصل، لكن إذا اقتضت المصلحة أن تخرج عروضًا، فلا بأس بذلك على القول الراجح، وهو الذي اختاره جمع من المحققين من أهل العلم، لا بأس بذلك، كما لو كان هذا الفقير مثلًا سيئ التدبير، ولو أعطاه الزكاة نقدًا ما أحسن تدبير المال، فيأتي له بعروض من عنده في المحل لبيته، يرى أن بيته محتاج لهذه العروض، ويأتي بها له، هنا لا بأس بذلك، فإذا وجد مصلحة في دفع الزكاة من العروض نفسها فلا بأس بذلك، أما إذا لم توجد مصلحة، فالأصل أنها تدفع نقدًا للفقير.
حكم البطاقات التي تقدم خصومات برسوم معينة
المقدم: معنا حسن، تفضل يا حسن.
السائل: يا شيخ سعد، سؤالي: هناك بطاقات الآن يُعلن عنها وتُرَوَّج، هي ليست تأمينًا طبيًّا، ولكن تُقَدم خصومات من (20-80%) برسم سنوي (200) ريال، ما حكم هذه البطاقات؟
الشيخ: هذه البطاقات غير جائزة؛ بسبب هذا الرسم؛ لأن هذا الرسم يجعل الإنسان يدخل في معاملةٍ وهو متردد بين الغنم والغرم؛ فيدخل في قاعدة الميسر، ولهذا؛ فلا يجوز ذلك مع وجود هذه الرسوم، وهذه المسألة عُرِضت على المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، وأصدر فيها قرارًا بعدم الجواز ما دام أن فيها رسومًا، أما لو بذلت مجانًا فلا بأس، لو بذلت التخفيضات مجانًا فلا بأس، لكن الإشكال هو في هذا الرسم الذي يؤخذ من طالب بطاقة التخفيض، فهذا هو الذي ينقلها من دائرة الجواز إلى دائرة التحريم.
حكم من كان به وسواس وترك الصلاة في المسجد
المقدم: حياك الله يا حسن، وشكرًا لك يا شيخ سعد.
أيضًا من أسئلة المستمعين: أحدهم يسأل يقول: كان يعاني من الوسواس، ثم شفي منه بدرجة كبيرة، لكن لم يعد يصلي في المسجد، فما حكم ذلك؟
الشيخ: لا يجوز له أن يصلي في البيت مع قدرته على الصلاة في المسجد، يجب عليه أن يذهب للمسجد، وأن يصلي مع الجماعة في المسجد، وهو الآن قد شفي من الوسواس أو من أكثره، فهو ليس مبرِّرًا له؛ إنما عليه أن يرفع مستوى الشجاعة والإرادة عنده، ويذهب للمسجد ويصلي مع الجماعة في المسجد، ولا تبرأ ذمته بأن يصلي في البيت، ولا يعتبر هذا عذرًا له، ما دام أنه قد شفي من هذا المرض أو من أكثره، لا يعتبر عذرًا له في ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد، والنبي أتاه رجل أعمى فقال: يا رسول الله، إني رجل أعمى، وليس لي قائد يلائمني يقودوني إلى المسجد؛ فهل تجد لي رخصة في أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي : هل تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟. قال: نعم، قال: فأجب [6]، رواه مسلم.
وجاء في رواية عند غير مسلم: فإني لا أجد لك رخصة [7]، فالنبي هو الرحيم الرفيق بأُمته، ومع ذلك؛ لم يجد رخصة لهذا الرجل الأعمى الذي ليس له قائد يقوده للمسجد، فكيف بالصحيح المبصر القادر؟! لو كانت المسألة فيها مجال للرخصة لرخص لهذا الرجل الأعمى، فمن كان يسمع النداء، يسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح، يجب عليه أن يجيب هذا النداء وأن يصلي مع جماعة المسلمين في المسجد.
المقدم: أحسن الله إليكم.
حكم إعطاء الزكاة للأخ
المتصل الأخير هاني.
السائل: أنا علَيَّ زكاة راتبٍ، واستفساري عن دفعها للأخ، أخي موظف وله راتب وبعض الأشهر يجيء نهاية الشهر وعندي مبلغ من المال، وبعض الأشهر ما يكون عندي مبلغ مالي، وحاليًّا عنده سيارته لديه إصلاحات فيها، ما أدري حكم إعطاء الزكاة للأخ؟
الشيخ: له أبناء، أو الوالد موجود؟
السائل: متزوج، لكنه ليس لديه أبناء.
الشيخ: طيب الوالد موجود.
السائل: نعم.
الشيخ: دخله في حدود كم؟
السائل: تقريبًا (5,000) ريال.
الشيخ: وبيته إيجار؟
السائل: نعم، بيته إيجار وعليه أقساط وإيجار شقة.
الشيخ: نعم، مثل هذا مستحق للزكاة، ما دام دخله مثلما تذكر وهو مستأجر، وهو أيضًا عنده أسرة؛ فهذا مستحق للزكاة، لا بأس أن تعطيه من زكاة مالك؛ لأنه ليس بينك وبينه توارث، باعتبار أن الوالد موجود، ليس بينك وبينه توارث، فلا بأس أن تعطيه من الزكاة، بل صرف الزكاة له أفضل من صرفها لغيره؛ لأنها تكون زكاة وصلة رحم.
المقدم: حياك الله يا هاني.
وباتصال هاني نختم هذه الحلقة، شكرًا لكم شيخ سعد.
الشيخ: وشكرًا لكم وللإخوة المستمعين.