الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلامًا على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكم -أحبتنا الكرام- إلى حلقةٍ جديدةٍ من برنامج الإفتاء المباشر (فتاوى رمضان)، عبر أثير إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية.
أسعد بكم، وأسعد بضيفي الشيخ الأستاذ الدكتور: سعد بن تركي الخثلان، أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعودٍ الإسلامية.
باسمكم وباسم إذاعة القرآن الكريم نرحب بفضيلته.
نذكركم أن هذا البرنامج يأتيكم يوميًا عند تمام الساعة السادسة بتوقيت مكة المكرمة في جميع أيام هذا الشهر الفضيل، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل.
لا زلنا بانتظار انضمام فضيلة الشيخ سعد الخثلان معنا للإجابة عن أسئلة الإخوة والأخوات، بإمكانكم كذلك التواصل عن طريق (تويتر)، ووضع أسئلتكم وعرضها -بإذن الله – على فضيلة الشيخ.
مرحبًا بكم أحبتنا الكرام، هذا البرنامج الذي نستقبل فيه أسئلتكم الشرعية فيما يخص أحكام رمضان، وكذلك أحكام العمرة، وأيضًا الأحكام الشرعية بشكلٍ عامٍّ، بانتظار اتصالاتكم وأسئلتكم، سواءٌ على رقم الاتصال، أو عن طريق (تويتر).
أهلًا وسهلًا، ومرحبًا بكم أحبتنا الكرام.
….
مرحبًا بكم أحبتنا الكرام، ومرحبًا بأسئلتكم الشرعية في هذا البرنامج (فتاوى رمضان).
أهلًا وسهلًا بكم أحبتنا الكرام، وأهلًا بضيفنا فضيلة الشيخ: سعد بن تركي الخثلان.
السلام عليكم يا شيخ سعد.
الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله، وحيَّا الله الإخوة المستمعين.
المقدم: مرحبًا بكم أحبتنا الكرام، وأهلًا بشيخنا، وأول اتصالات هذه الحلقة، وأول أسئلة الحلقة عن طريق (تويتر):
هنا الأخت أم محمدٍ تقول في سؤالها -يا شيخ سعد- لديها عدة أسئلةٍ؛ تقول: هل يُحرَم المسلم من الخير أو من العمل الصالح بسبب ذنبٍ أو معصيةٍ؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله أخبر بأن ما يصيب الناس من مصائب، فسببه الذنوب والمعاصي؛ كما قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، قوله سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ أي: بسبب ما كسبت أيديكم.
فالذنوب شؤمها على الإنسان كبيرٌ، الذنوب هي سبب هلاك كثيرٍ من الأمم السابقة، ما الذي أهلك قوم نوحٍ وقوم عادٍ وقوم ثمود وأصحاب الأيكة والأمم التي قصها الله تعالى علينا في كتابه الكريم؟ كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي.
ولذلك قد يحرم الإنسان الرزق بسبب الذنب، وقد يحرم الخير بسبب الذنب؛ فإن الذنب والمعصية شؤمها كبيرٌ، وبعض الذنوب عقوبتها معجلةٌ في الدنيا قبل الآخرة، وبعضها تقتضي حكمة الله تأخير عقوبتها للإنسان يوم القيامة.
ومن ذلك -أي من الذنوب التي عقوبتها معجلةٌ في الغالب- ما ذكره النبي في قوله: ما من ذنبٌ أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخره له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم [1].
البغي يعني: التعدي على الناس في أموالهم وأعراضهم ودمائهم، هذا في الغالب أن عقوبته معجلةٌ في الدنيا قبل الآخرة، وكذلك أيضًا: قطيعة الرحم؛ لأن الرحم لما خلق الله الخلق قامت وتعلقت بالعرش، وقالت: يا رب، هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال الله: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك؟ [2].
فقاطع الرحم يقطعه الله تعالى من كل خيرٍ، ومن كل تيسيرٍ، ومن كل توفيقٍ، فهذه بحسب ما تقتضيه حكمة الله البالغة.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم.
نستقبل اتصالات الإخوة والأخوات، الأخ ماجد من خميس مشيط، تفضل.
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: ممكن أكلم الشيخ؟
المقدم: يسمعك تفضل بسؤالك.
المتصل: يا شيخ -الله يحفظك- أنا عندي سؤالان.
المقدم: تفضل.
المتصل: السؤال الأول: نظام الادخار في الشركات، أنا مدخرٌ، ويستقطعون (10%) من راتبي، والشركة نفسها تضع (10%) من نفس المبلغ الذي أضعه على مدى عشرين سنةً، وبعد العشرين سنةً أستطيع أن أسحب المبلغ كاملًا، لكن قبلها ما أستطيع أن أسحب إلا المبلغ الذي أضعه أنا فقط.
الشيخ: أي شركةٍ؟
المتصل: شركة (أرامكو).
الشيخ: نعم.
المتصل: المبلغ أقدر أزكيه؟ المبلغين: المبلغ الذي أضعه أنا، والمبلغ الذي من الشركة؟ يعني طريقة زكاتها، واضحٌ؟
الشيخ: نعم واضحٌ.
المقدم: السؤال الثاني؟
المتصل: السؤال الثاني يا شيخ: عندي أسهمٌ في شركةٍ مباحةٍ في سوق الأسهم السعودية، والأسهم أنا خسرت فيها، ومر عليها الحول أكثر من سنةٍ، بالرغم من أن الشركة تزكي، فهل علي زكاةٌ؟
الشيخ: يعني: هذه أسهمٌ في شركةٍ وتركتها؟
المتصل: إي نعم، تركتها؛ لأنني خسران، ما أقدر أن أبيعها.
الشيخ: نعم.
المتصل: فهل علي زكاةٌ، رغم أن الشركة نفسها تزكي، وجزاك الله خيرًا؟
المقدم: طيب، وإياك، شكرًا جزيلًا للأخ ماجد.
معنا أبو عبدالملك تفضل، أبو عبدالملك معنا؟
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله، تفضل بسؤالك.
المتصل: السؤال الأول شيخنا بارك الله فيك: شيخنا، كثيرٌ من الإخوة يسافرون لأداء مناسك العمرة، ويشعرون أحيانًا بحرجٍ أن يفطر إذا وجد مشقةً، يعني يظن أن هذا ينقص من أجر العمرة حتى إن بعضهم ينتظر إلى الليل؛ حتى لا يجد مشقةً فيفطر، فهل -يا شيخنا- هذا له تأثيرٌ على الأجر، وأنه ينقص الأجر؟
المقدم: طيب.
المتصل: المسألة الثانية شيخنا: بعض الإخوة عنده مالٌ، يعني تورقٌ من البنك، والبعض يستدين مالًا، يقول: المال هذا إذا حال عليه الحول فهل أزكيه وأنا استدنته ولم أٍسدده بعد، يعني هل هذا له تأثيرٌ على الزكاة؟
المقدم: طيب، قصدك المبلغ الذي أخذه؟
المتصل: نعم يأخذ من شخصٍ مثلًا خمسين ألفًا، ويقول: أنا أقسط لهذا الشخص كل شهرٍ ألف ريالٍ، هذا المبلغ الآن دينٌ عليَّ، هل أزكيه؟
المقدم: طيب، تسمع الإجابة.
المتصل: أحسن الله إليكم.
المقدم: وإياك، شكرًا.
معنا من جيزان الأخ عبدالله، تفضل يا عبدالله بسؤالك، انقطع الخط، طيب شكرًا.
شكرًا للإخوة والأخوات، بقي من أسئلة الأخت أم محمدٍ سؤالها الثاني، الذي هو أفضل وقتٍ لقراءة القرآن في رمضان، هل هناك وقتٌ فاضلٌ في قراءة القرآن من النهار أو الليل؟
الشيخ: لا أعلم أن هناك وقتًا مخصصًا لقراءة القرآن يكون الأجر فيه أعظم، وإنما الوقت كله وقتٌ لقراءة القرآن، لكن كان النبي يدارسه جبريل القرآن في الليل، كل ليلةٍ يدارسه جبريل القرآن، كان عليه الصلاة والسلام يعرض المصحف على جبريل في كل عامٍ مرةً، إلا في العام الذي توفي فيه، عرض عليه المصحف مرتين [3]، أخذ بعض أهل العلم من هذا: أن المدارسة ينبغي أن تكون في الليل، ولعل من حكم ذلك أن الإنسان في الليل يكون أنشط؛ لأنه ربما يضعف بالصوم.
وأما بالنسبة للتلاوة: فتكون في أي وقتٍ من ليلٍ أو نهارٍ، المهم أن يكثر من التلاوة، فإن شهر رمضان هو شهر القرآن، ينبغي للمسلم ألا يمر عليه هذا الشهر إلا وقد ختم فيه القرآن على الأقل مرةً واحدةً.
المقدم: سؤالها الثالث تقول: صلاة البنت التي عمرها إحدى عشرة سنةً، وهي ترتدي غطاء الرأس في الصلاة، هل هو جائزٌ، غطاء الرأس فقط؟
الشيخ: ينبغي أن تغطي شعرها، تغطي جميع بدنها ما عدا الوجه، ويستحب لها أن تغطي الكفين والقدمين، حتى وإن كان عمرها إحدى عشرة سنةً، هي عندما تصلي مطلوبٌ منها ما يطلب من الكبيرة، وإذا كانت لم تبلغ، لم تأتها الدورة الشهرية، ولم تظهر بقية علامات البلوغ الأخرى، يكون القلم مرفوعًا عنها.
لكنها أيضًا مأمورةٌ بالصلاة أمر استحبابٍ؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: مروا أبناءكم بالصلاة لسبعٍ، واضربوهم عليها لعشرٍ [4]، فهي مطلوبٌ منها أن تصلي، ويشترط لصحة صلاتها ما يشترط للكبيرة، ومن ذلك أن تغطي جميع بدنها ما عدا الوجه.
المقدم: الأخ ماجد سأل عن نظام الادخار في بعض الشركات، يستقطعون من راتبه (10%)، ويعطونه (10%) كذلك ما يقابل هذا الاستقطاع، يقول: لكن هذا لمدة عشرين سنةً، لا أستطيع أن آخذ ما استقطعوه أو وضعوه هم، ولكن ما استقطعت أنا أستطيع أن آخذه خلال عشرين سنةً، وبعد العشرين أستحق المبلغ كاملًا، هل عليه زكاةٌ، ما أدفعه أنا من الاستقطاع هذا؟
الشيخ: أولًا: بالنسبة للحكم، حكم الادخار هذا، هذا يحتاج إلى دراسةٍ، لا بد من الاطلاع على طريقته ونظامه، وأيضًا مجال استثماراته، وفي أي شيءٍ يستثمر؟ وهذا كله يحتاج إلى دراسةٍ.
أما بالنسبة للزكاة فهذا مالٌ لك، مملوكٌ لك، ومضمونٌ أيضًا، وعلى ذلك: ففيه الزكاة، هو أشبه بالمال الذي لك في رصيدك في البنك، لا فرق بينه وبين مالك في البنك، فهو مالك، لك، وأنت ضامنٌ للحصول عليه، وإن كان ما تضعه الشركة يشترطون سنواتٍ معينةً، لكنه في الحقيقة مملوكٌ لك، وأنت ضامنٌ بنسبة (100%) أن تحصل عليه، وإذا كان كذلك ففيه الزكاة.
لكن هذا المال الذي أنت ممنوعٌ منه، يجوز لك أن تؤخر إخراج الزكاة حتى تستلمه، فإذا استلمته زكيته عن جميع السنوات الماضية.
المقدم: سأل عن أنه مساهمٌ في إحدى الشركات، والشركة هذه خسرانةٌ الآن، يقول: أنا لا أستطيع أن آخذ هذه، أو يقول: إني تركت هذه الأسهم، يقول: هل عليها زكاةٌ، مع العلم أن الشركة تزكي أصلًا؟
الشيخ: لا زكاة عليك؛ لأن الشركة تزكي، الشركات عندنا في المملكة العربية السعودية، الشركات المساهمة ملزمةٌ بدفع الزكوات إلى “مصلحة الزكاة والدخل”، وتكفي زكوات الشركات، بشرط أن يكون المساهم مستثمرًا، ولا يكون مضاربًا.
وحالة الأخ السائل الكريم هي: (مستثمرٌ)، المستثمر معناه: الذي يكتتب أو يشتري أسهمًا ويتركها، لا يبيع ولا يشتري فيها، فهذا تكفي عنه زكوات الشركات.
أما المضارب الذي يبيع ويشتري فيها، فهذا يجب عليه أن يزكي، بغض النظر عن زكاة الشركة؛ لأنها أصبحت في حقه عُروض تجارةٍ، وبذلك نقول بالنسبة لزكاة الأسهم: إن المساهم لا يخلو من حالين:
إما أن يكون مستثمرًا ترك هذه الأسهم، اشتراها وتركها، أو اكتتب فيها وتركها، فهذا لا زكاة عليه؛ باعتبار أن الشركات تزكي.
والقسم الثاني: أن يكون المساهم مضاربًا، يبيع ويشتري فيها، فهذا يجب عليه أن يزكيها؛ وذلك بأن ينظر إلى القيمة السوقية لما لديه في المحفظة، ويخرج (2.5%).
وأنبه هنا إلى أن الصناديق الاستثمارية لا تخرج زكواتها لــ”مصلحة الزكاة والدخل”؛ ولذلك من يملك شيئًا في هذه الصناديق يجب عليه أن يزكي.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم.
نستقبل اتصالًا من جدة، الأخ إبراهيم، تفضل.
المتصل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل: كان عندي أرضٌ اشتريها من عشر سنين، وبعد ذلك اتفقت مع شخصٍ بمقابلٍ أن يأخذ الأرض هذه، وآخذ مكانها شقتين، فهل علي زكاةٌ؟ يعني أنا ما استلمت الثمن، أخليت له الأرض، وأخذ الأرض وأنا أخذت منه الشقتين، أخلا لي الشقتين وأخليت له أنا الأرض.
الشيخ: طيب العشر سنوات هذه، ماذا كانت نيتك في هذه الأرض؟
المتصل: ما كان هناك شيءٌ محددٌ، أنا أشريتها وكان المبلغ موجودًا، فقلت: لكيلا يضيع مني المبلغ سأضعه في أرضٍ، ومن هنا إلى هذا الوقت إما أن أبنيها أو أستفيد منها، يعني ليس هناك نيةٌ محددةٌ، إلا إني أمسك المبلغ.
الشيخ: نعم.
المقدم: طيب، تسمع الإجابة إن شاء الله، شكرًا.
معنا الأخ أحمد، تفضل يا أحمد.
المتصل: السلام عليكم.
المقدم: وعليكم السلام، تفضل بسؤالك.
المتصل: حياك الله يا شيخ.
المقدم: الله يبارك فيك.
المتصل: أنا أستفسر فقط عن زكاة المال، أنا أعمل في السعودية، وأبعث مالًا كل شهرٍ لمصر، وهناك جزءٌ من المال حال عليه الحول، وجزءٌ لم يحل عليه الحول، لكن أنا لا أستطيع أن أحدد الذي حال عليه والذي لم يحل عليه، فكيف أزكيه؟ هل أزكي كل الموجود عندي الآن؟
المقدم: طيب، تسمع الإجابة إن شاء الله.
المتصل: جزاكم الله خيرًا.
المقدم: شكرًا جزيلًا للأخ أحمد.
سؤال الأخ إبراهيم يا شيخنا: لديه أرضٌ يقول: من عشر سنواتٍ، ويقول: الآن أريد أن أعطي شخصًا، أو أفرغ الأرض لشخصٍ، وأعطاه بدلها شقتين، أنت سألته ما كانت نيتك خلال العشر السنوات؟ قال: ليست نيةً واضحةً، إنما هو حتى أحفظ مالي في هذه الأرض؟
الشيخ: نعم، نقول: لا زكاة عليك؛ لأنه يشترط لوجوب الزكاة في الأرض أن تكون النية جازمةً ببيعها؛ إما في الحال أو في المستقبل، وما دامت نيتك مترددةً، تارةً تقول: أريد أن أبني عليها، وتارةً تقول: أريد أن أبيعها، وليس لك نيةٌ واضحةٌ، فليس فيها زكاةٌ.
المقدم: الأخ أحمد سأل عن زكاة المال، هو يعمل هنا في السعودية، ويرسل إلى أهله كل فترةٍ، يقول: بعض المال يحول عليه الحول، وجزءٌ منه لا يحول عليه الحول، كيف طريقة الزكاة فيه؟
الشيخ: نعم، لك طريقتان: الطريقة الأولى: أن تحصي المال الذي حال عليه الحول فتزكيه، ويمكن أن تستعين بطلب كشف حسابٍ بنكيٍّ، وتحسب ما حال عليه الحول فتزكيه.
الطريقة الثانية: أن تزكي جميع ما لديك ناويًا تعجيل الزكاة فيما لم يحل عليه الحول، وناويًا أيضًا الصدقة فيما لم يجب عليك فيه الزكاة، وهذه ربما تكون أسهل وأيسر، وتنوي أن ما زاد على الزكاة تعتبره صدقةً.
المقدم: شيخنا، كثر السؤال عن موضوع بخاخ الصدر، البخاخ الذي للربو، والذي لغير ذلك من الأمراض الصدرية، البعض يسأل عن ذلك، وهي تختلف -يا شيخنا- وأنت تعلم ذلك؛ لأن بعضها له رذاذٌ، وبعضها أصلًا يكون كبسولة دواءٍ، وتُفرم ثم تسحب بالهواء إلى داخل الجوف، هل هذه تؤثر على الصوم؟
الشيخ: نعم، علاج الربو على قسمين:
القسم الأول: أن يكون على شكل (بودرة) توضع في الفم، ويبتلعها الصائم، فهذه تفسد الصيام.
والقسم الثاني: أن يكون على شكل بخاخٍ يستنشقه الصائم، إما عن طريق الأنف، أو عن طريق الفم، المهم أنه بخاخٌ يستنشق، وهذا لا يفسد الصوم؛ وذلك لأن هذا البخاخ إنما يذهب لمجاري النفس، ولا يذهب للمعدة منه إلا جزءٌ يسيرٌ جدًّا، هذا الجزء اليسير جدًّا معفوٌّ عنه؛ لأنه أقل من أثر ملوحة الماء التي تبقى في الفم بعد المضمضة؛ فإن الصائم عندما يتوضأ لصلاة الظهر ولصلاة العصر يتمضمض، وإذا تمضمض اختلط بريقه أثر ملوحة الماء، وهذا معفوٌّ عنه بالإجماع، معفوٌّ عنه لو ابتلع الريق الذي اختلط بملوحة الماء، فصومه صحيحٌ بإجماع العلماء، فما قد يَنفُذ إلى المعدة من بخاخ الربو هو أقل من أثر ملوحة الماء المعفو عنه بالإجماع.
وعلى ذلك: فعلاج الربو الذي عن طريق البخاخ لا بأس به، ولا يفسد الصيام.
المقدم: نستأذنكم باستقبال اتصالٍ من أبها، تفضل يا يحيى.
المتصل: السلام عليكم، مساء الخير.
المقدم: وعليكم السلام، مساك الله بالنور.
المتصل: كيف الحال؟ كل عام وأنتم بخيرٍ إن شاء الله.
المقدم: وأنت بخيرٍ وعافيةٍ.
المتصل: أسأل الشيخ، الله لا يهينك.
المقدم: تفضل، يسمعك.
المتصل: كيف الحال يا شيخ؟ عساك طيبًا.
الشيخ: بخيرٍ ونعمةٍ، نحمد الله ونشكره.
المتصل: الله يطول عمرك ويسلمك: يا طويل العمر، عندي زكاة مالٍ أريد أن أخرجها -إن شاء الله- في الشهر الفضيل، وعندي أحد إخوتي شقيقي، هو موظفٌ وعنده راتبٌ، لكنه ما يغطي احتياجاته، وعنده ظروفٌ في عملية الأقساط وعملية الديون؟
الشيخ: كم يبلغ راتبه تقريبًا؟
المتصل: والله هو في حقل التعليم، ربما فوق العشرة آلاف، لكن عنده عيالٌ وعنده ظروفٌ ما يغطي معه المبلغ، والله ما أدري -يا شيخ- هل أستطيع أن أعطيه من زكاة المال؛ كونه أخي وشقيقي، الله يجزيك الخير، ويكثر خيرك؟
المقدم: وإياك، شكرًا جزيلًا للأخ يحيى.
الأخت سارة من الرياض، تفضلي، ذهبت سارة.
طيب، ما توجيهكم شيخنا للأخ يحيى، عن زكاة ماله لشقيقه الذي لديه من الالتزامات ما لا يغطيه الراتب؟
الشيخ: نعم، بالنسبة لأخيه -على الوصف الذي ذكر- غير مستحقٍّ للزكاة؛ لأن دخله كبيرٌ، وفوق العشرة الآلاف، ويعمل أيضًا معلمًا، فهو لا يستحق الزكاة بهذا الوصف، وأما ما عليه من ديونٍ فيمكن جدولة ديونه على راتبه، وترشيد النفقات، ولا يزاحم الفقراء والمساكين في حقهم.
وبهذه المناسبة أوجِّه نصيحةً في التورع من أخذ الزكاة لمن لا يستحقها؛ لأننا نجد تجرؤًا من بعض الناس في أخذ الزكوات بحجة أن عليهم الْتزاماتٍ، بل إن أحد الإخوة أتى إليَّ وسأل: هل تحل له الزكاة؟ وأن عليه التزاماتٍ، فلما سألته عن راتبه قال: إن راتبه عشرون ألف ريالٍ، فمثل هذا لا يجوز له أن يأخذ من الزكاة، وإنما ما عليه من التزامات يجدولها على دخله، مع ترشيد النفقات، لو أنه عمل ترشيدًا للنفقات، والاستغناء عن بعض الأمور الكمالية، وأيضًا أحسن تدبير المال، فسيجد نفسه قد سدد هذه الالتزامات.
أما أن يكون دخله دخل الأغنياء، ثم يأتي ويزاحم أهل الزكاة في نصيبهم، فهذا لا يجوز، والزكاة ليست مجالًا للمجاملة، لا يجامل فيها الإنسان قريبًا، لا يحابي بها قريبًا ولا صديقًا، هذه فريضةٌ وركنٌ من أركان الإسلام؛ ولذلك فلا تُعطى إلا المستحق.
المقدم: من فرَّق -يا شيخنا- بين ما كان دينه حالًّا، ومن كان دينه مؤجلًا؟
الشيخ: نعم، الذي دَينه مؤجلٌ هذا دينه لا يؤثر على الزكاة، لكن من كان دينه حالًّا، وهو عاجزٌ عن سداده، ولا يستطيع أن يعمل جدولةً لدينه، وربما لو رفع فيه الدائن شكايةً لَسُجِن بسبب ذلك، هذا يُعطى من الزكاة ما يسدد به الدين، لكن من كان دخله كبيرًا، هذا يستطيع أن يعمل جدولةً لديونه على دخله.
المقدم: أحسن الله إليكم وبارك في علمكم، معنا الأخ عليٌّ من عسير، تفضل.
الشيخ: لكن ننصح الأخ الكريم، وهو يريد الإحسان لشقيقه، ننصحه بأن يساعده من غير الزكاة، يعطيه من التبرعات، ومن غير الزكاة.
المقدم: أحسن الله إليكم، تفضل يا علي.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل بسؤالك.
السائل: كيف حالك يا شيخ سعد؟
الشيخ: بخير ونعمة، نحمد الله ونشكره.
السائل: أحبك في الله يا شيخ سعد.
الشيخ: أحبك الله وأكرمك، بارك الله فيك.
السائل: شيخنا المبارك، عندي السؤال الأول يا شيخ: نصيحةً -يا شيخ- لبعض النساء اللائي يسهرن في الاستراحات، وفي أماكن يتجمعن فيها، وفي ليالي رمضان بحجج صلة الرحم، وما إلى ذلك، من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، أو إلى هذا الوقت، هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: شيخنا المبارك، نحن في منطقةٍ، وعندنا تقويمٌ، لكن نحن بين الجبال، مثل البئر، فالتقويم مثلًا يعطي الوقت المحدد، ولكن عندما تظهر وتطلع في الخارج، خارج البيت، تجد سفرةً في الجو، الجو مُسْفِرٌ، الشمس غابت، قرص الشمس غاب خلف الجبل، لكنها لا زالت مسفرةً.
الشيخ: من أي منطقةٍ؟
السائل: المجاردة.
الشيخ: منطقةٌ مرتفعةٌ؟
السائل: ليست مرتفعةً، بل هي في تهامة، لكنها بين الجبال.
الأمر الثالث -يا شيخنا المبارك- عندي استفهامان:
الأمر الأول: هناك شخصٌ بالأمس سأل سؤالًا حول موضوع زكاة الرفد، أو المساعدات التي تأتي للشخص وما ذكره الأخ المقدم هو الصحيح في السؤال يا شيخ، الرجل لم يسأل عن صندوق العائلة، وإنما عندنا المتعارف عليه في المنطقة الجنوبية: إذا مرض شخصٌ تأتي عمته ،وتأتي خالته، ويأتي أخوه، ويأتي قريبٌ، هذا يعطيه خمسين ريالًا، وهذا يعطيه مئة ريالٍ، وهذا يعطيه..، هذا الأمر.
المقدم: واضحٌ؛ لأن الوقت زاحمنا، الأذان قريبٌ.
الشيخ: طيب، لعله يوضح لنا الصورة إذا أعطوه بنية التبرع، فهل ترجع لهم؟
السائل: لا، ما ترجع لهم، هو إذا حصل لواحدٍ منهم مثل هذا، قد يأتي وقد لا يأتي، قد يعطيه وقد لا يعطيه.
الشيخ: يعني المهم أن هذا قد تبرع به، وأعطاه هذا المبلغ؟
السائل: نعم.
الشيخ: وإذا حصل لأحدهم ظرفٌ يساعَد منه؟
السائل: لا، ليس هذا يا شيخ أبدًا، هو يأخذ لنفسه ويتصرف فيه كما يريد هو، ويذهب هذا المبلغ، سؤالٌ أخيرٌ فقط يا شيخ.
المقدم: لا، للأسف، حتى أسئلتك سأعرضها إن شاء الله غدًا، بإذن الله ، عفوًا يا أخ علي، الآن الأذان.
شكرًا لك، وشكرًا لفضيلة الشيخ، وشكرًا جزيلًا يا شيخ سعد، وغدًا نكمل -إن شاء الله- في هذا البرنامج.
الشيخ: بارك لكم، وشكرًا لكم وللإخوة المستمعين.
المقدم: شكرًا لكم أنتم أحبتنا الكرام، حتى الملتقى بكم نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.