روي أن ملك الموت مر على سليمان عليه السلام، فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه، يديم النظر إليه، فقال الرجل: من هذا؟!! ملك الموت!! كأنه يريدني، يانبي الله! مر الريح أن تحملني وتلقيني ببلاد الهند، ففعل، ثم قال الملك لسليمان عليه السلام: كان دوام نظري إليه تعجبا منه، حيث كنت أمرت بأن أقبض روحه بالهند وهو عندك![1].
وهذه القصة وإن كانت من أخبار بني إسرائيل، إلا أن معناها صحيح ويؤيده قول الله تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان: 34].
الحاشية السفلية
^1 | تفسير أبي السعود (٧/ ٧٨). |
---|
عن أنس أن رسول الله قال: إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة يعطى بها فى الدنيا، ويجزى بها فى الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله فى الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يجزى بها[1].
وقد أجمع العلماء على أن الكافر لا ثواب له فى الاخرة، ولا يجازى فيها بشيء من عمله فى الدنيا متقرباً إلى الله تعالى، وصرح في هذا الحديث بأنه يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات. أي: بما فعله متقرباً به إلى الله تعالى، مما لا يفتقر صحته إلى النية، كصلة الرحم والصدقة والضيافة وتسهيل الخيرات ونحوها[2].
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لما خلق الله الجنة والنار، أرسل جبريل إلى الجنة، فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، قال: فجاءها ونظر إليها، وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، قال: فرجع إليه، قال: فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بها فحفت بالمكاره، فقال: ارجع إليها، فانظر إليها، قال: فرجع إليها، فإذا هي قد حفت بالمكاره، فرجع إليه، فقال: وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد! قال: اذهب إلى النار، فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فإذا هي يركب بعضها بعضا، فرجع إليه، فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها، فأمر بها فحفت بالشهوات، فقال: ارجع إليها، فرجع إليها، فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنة، باب خلق الجنة والنار، سنن أبي داود (4/ 236)، برقم (4744)، والترمذي في سننه، أبواب صفة الجنة، باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، سنن الترمذي ت بشار (4/ 274)، برقم (2560)، وقال: حديث حسن صحيح. |
---|
عن سعيد بن زيد عن النبي قال: الكمأة من المن، وماؤها شفاء العين [1]. (الكمأة هي الفقع).
قال النووي: “ماؤها مجرداً شفاء للعين مطلقاً، فيعصر ماؤها ويجعل فى العين منه، وقد رأيت أنا وغيرى فى زمننا من كان أعمى، وذهب بصره حقيقة، فكحل عينه بماء الكمأة مجرداً، فشفي وعاد إليه بصره، وهو الشيخ العدل الكمال بن عبد الله الدمشقى صاحب صلاح ورواية للحديث، وكان استعماله لماء الكمأة اعتقاداً فى الحديث وتبركاً به)[2].
من الأدعية المشروعة في التشهد الأخير قبيل السلام، ماجاء في صحيح البخاري عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: كان سعد بن أبي وقاص يعلم بنيه هؤلاء الكلمات، كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة، ويقول: إن رسول الله كان يتعوذ منهن دبر الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من الجبن ومن البخل، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب التعوذ بالله من فتنة الدنيا، صحيح البخاري (8/ 83)، برقم (6390). |
---|
عن علي قال: بعث النبي سرية، وأمَّر عليهم رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، وقال: أليس قد أمر النبي أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: عزمت عليكم أن تجمعوا حطباً، وتوقدون عليه ناراً، فجمعوا حطباً، فأوقدوا، فقال: ادخلوا النار، فلما هموا بالدخول، فقام ينظر بعضهم إلى بعض، قال بعضهم: إنما تبعنا النبي فراراً من النار، أفندخلها! فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه، فذكر للنبي فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها أبداً، إنما الطاعة في المعروف[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي، وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال: إنها سرية الأنصار، ومسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية، صحيح مسلم (3/ 1469)، برقم (1840). |
---|
عن المستورد القرشي أنه قال عند عمرو بن العاص : سمعت رسول الله يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس. فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله ، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالاً أربعاً: «إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك»[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس، صحيح مسلم (4/ 2222)، برقم (2898). |
---|
عن عوف بن مالك أن رسول الله قال: اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال، حتى يعطى الرجل مائة دينار، فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية أي: راية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً[1].
وقد قيل: إن العلامات الخمس الأولى قد طلعت، أما السادسة، فلم تطلع بعد باتفاق العلماء، وهي تشير إلى ملحمة عظيمة تقع بين المسلمين وبني الأصفر (بلاد الغرب) وأنهم يأتون المسلمين بجيش يقارب عدده المليون.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجزية، باب ما يحذر من الغدر، صحيح البخاري (4/ 101)، برقم (3176). |
---|
عن أبي هريرة قال: (بعث النبي خيلاً قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة، يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية في المسجد، فخرج إليه النبي فقال: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال، فسل منه ما شئت، فترك، ثم قال: أطلقوا ثمامة فانطلق فأسلم، وقال: والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي)[1].
وفي هذه القصة من الفوائد: عظيم أمر العفو عن المسيء؛ لأن ثمامة أقسم أن بغضه انقلب حباً في ساعة واحدة؛ لما أسداه النبي إليه من العفو والمن بغير مقابل[2].
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: سمعت النبي يقول: إن فى الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء، صحيح مسلم (1/ 521)، برقم (757). |
---|