العام حججتُ أنا وزوجتي، وطلعنا من عرفة تقريبًا وقد بقي على المغرب بحدود نصف ساعة، أو ساعة، ومشينا مشيًا حتى وصلنا مزدلفة، بعد المغرب وصلنا مزدلفة، هل علينا شيء؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
العام حججتُ أنا وزوجتي، وطلعنا من عرفة تقريبًا وقد بقي على المغرب بحدود نصف ساعة، أو ساعة، ومشينا مشيًا حتى وصلنا مزدلفة، بعد المغرب وصلنا مزدلفة، هل علينا شيء؟
الجواب
على كل واحدٍ منكما دمٌ يُذبح في الحرم، ويُوزع على فقراء الحرم؛ وذلك لأنكما تركتما واجبًا من واجبات الحج، وهو استمرار الوقوف في عرفة إلى غروب الشمس، وكان الواجب عليكما أن تبقيا حتى تغرب الشمس، وذهابكما قبل غروب الشمس فيه إخلالٌ بـهذا الواجب.
فيرتفع الإثم لأجل الجهل، لكن لا بد من ذبح دمٍ يذبح في الحرم، ويوزَّع على فقراء الحرم عن كل واحدٍ منكما.
وبـهذه المناسبة أنصح الحجاج، ومن يريد الحج بالاهتمام بهذه العبادة، وأن يتبصَّر ويتفقَّه فيها.
فأخونا السائل الكريم الآن يرى أن معظم الحجاج واقفون في عرفة، ولـم يدفع منهم قبل غروب الشمس إلا القليل من الجهال ونحوهم، فلماذا يفعل ذلك؟ ولماذا لـم يتبصَّر؟ ولماذا لـم يسأل؟
والوقوف بعرفة هو آكد أركان الحج، وأيضًا ينبغي للحاج أن يتأكد من كونه واقفًا بعرفة؛ لأنه لو وقف خارج حدود عرفة لـم يصح حجه؛ لأن الوقوف بعرفة هو أهم وآكد أركان الحج، وقد قال عليه الصلاة والسلام: الحج عرفة [1].
فعلى الحاج أن يهتم بهذه العبادة، وأن يسأل أهل العلم عما يشكل عليه من مسائلها وأحكامها، وإذا أشكل عليه شيءٌ فليسأل، والحمد للّـه فقد هيأت الدولة أماكن للسؤال، وهيأت هواتف كذلك لمن أراد أن يسأل عبر الهاتف، ووزارة الشؤون الإسلامية لها جهودٌ مشكورة في هذا، والجهات الحكومية أيضًا تسهم في هذه التوعية والتوجيه والإرشاد، فينبغي للحاج أن يهتم، ما عليه فقط إلا يهتم، وأن يسأل عما يشكل عليه من مسائل وأحكام الحج.
وأما أنه يتصرف مثل هذه التصرفات، فيقع في ترك واجبات، أو في ارتكاب محظورات، ثم بعد ذلك، بعد مرور نحو سنة يبدأ يسأل، هذا أيضًا مؤشر آخر على قلة الاهتمام، فكان ينبغي أن تسأل أيضًا في حينه.
وبكل حال: فالواجب على كل واحد منكما دمٌ في الحرم، يذبح ويوزع على فقراء الحرم.
الحاشية السفلية
^1 | رواه الترمذي: 889، وابن ماجه: 3015، وأحمد: 18774. |
---|
إرسال مبالغ فقط من غير عقد صفقات تجارية لا بأس به. والنبي لما كان هناك رجلان يتقاضيان دينًا، وارتفعت…