من كان غير مستطيعٍ للحج، ولكن تهيأت له حملةٌ مجانية، هل هنا يكون مستطيعًا، ويأثم بتأخير الحج؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
من كان غير مستطيعٍ للحج، ولكن تهيأت له حملةٌ مجانية، هل هنا يكون مستطيعًا، ويأثم بتأخير الحج؟
الجواب
لا يجب الحج عليه، لكن يجوز له الحج، أما كونه لا يجب عليه الحج؛ فلأنه في حقيقة الأمر غير مستطيع، حتى ولو تهيأت له حملةٌ مجانية؛ لأن هذه الحملة المـجانية في حقيقة أمرها أنـها هبةٌ من القائمين على هذه الحملة لهذا الشخص، والإنسان لا يلزمه أن يقبل الهبة، ولا يلزمه أن يكون تحت منَّة غيره، لكن ذلك جائزٌ في حقه.
ولهذا ذكر الفقهاء في مسألة: ما إذا لـم يجد ماءً يتوضأ به، لكنه وجد من يهب له الماء، قال: هذا الماء هبة مني، أو هدية مني لك، يقول الفقهاء: إنه لا يلزمه أن يقبل هذا الماء، وله أن يعدل إلى التيمم؛ لأنه لا يلزم أن يكون الإنسان تحت منَّة غيره؛ لأن هذا الذي وهب له هذا الشيء قد يـمتن عليه به يومًا من الأيام.
فانظر إلى عظمة هذه الشريعة، وكيف تبني العزة في نفوس المسلمين، فالإنسان إذا وهب له الشيء يجوز له أن يقبله، لكن لا يجب عليه أن يقبله، قد يكون بعض الناس عنده عزة نفس لا يقبل مثل هذه الهبة، أو أنه يعرف أن الواهب يـمتن عليه به، فلا يلزمه أن يقبل هذه الهبة.
وعلى ذلك نقول في حق من تيسر له أن يحج مع حملةٍ مجانًا، نقول: إنه يجوز له أن يحج، وتبرأ ذمته بـهذا الحج، وهو مأجورٌ عليه إن شاء اللّـه، لكنه لا يجب عليه أن يحج ما دام لا يستطيع أن يحج بـماله.
المقدم: لكن الأفضل شيخنا لمن لـم يكن مستطيعًا، وتـهيأت له حملة مجانية مثل هذه: هل الأفضل له أن يبادر ويقضي فريضته، أو ينتظر أن يرزقه اللّـه ويحج؟
الشيخ: هذا فيه تفصيل: إذا كانت الحملة التي وهبت له هذه الحجة لـن تـمتن عليه بذلك، ولن يلحقه ضرر؛ فالأفضل أن يقبل هذه الهبة، وأن يحج، وهو عملٌ صالح، أما إذا كان سيلحقه ضرر من قبول هذه الهبة، فربَّـما أنه لو انتظر وحج بـماله لكان أفضل.
إرسال مبالغ فقط من غير عقد صفقات تجارية لا بأس به. والنبي لما كان هناك رجلان يتقاضيان دينًا، وارتفعت…