تقول: إذا عرفتُ عائلةً أو أسرةً بحاجةٍ ماسةٍ إلى الزكاة، وهم من المُتعففين، ولو قلتُ لهم: “إن هذه زكاةٌ” قد لا يقبلونها، فكيف أُوصلها إليهم؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
تقول: إذا عرفتُ عائلةً أو أسرةً بحاجةٍ ماسةٍ إلى الزكاة، وهم من المُتعففين، ولو قلتُ لهم: “إن هذه زكاةٌ” قد لا يقبلونها، فكيف أُوصلها إليهم؟
الجواب
لا بد من الوضوح في هذا، إذا كانوا لا يقبلونها فلا يُلزمون بهذه الزكاة؛ لأن بعض الناس عندهم تعففٌ، وعندهم عِزَّةٌ، ولا يريد أن يأخذ من الزكاة، يُفضل أن يبقى فقيرًا، ولا يأخذ من الزكاة.
فهذا يُحترم رأيه، وتُحترم قناعاته، ولا يُخْدَع ويُعطى مالًا على أنه مساعدةٌ أو هديةٌ، وهو في الحقيقة زكاةٌ، هذا يُعتبر نوعًا من الخداع، لا بد من الوضوح، يُقال: يا فلان، هذه زكاةٌ. إن قبلها الحمد لله، وإن لم يقبلها فتُدفع الزكاة لغيره.
أما ما يفعله بعض الناس: يأتي إلى فقيرٍ، ويُظهر له أن هذا هديةٌ، وأنه مُساعدةٌ، وهي في الحقيقة زكاةٌ، هذا نوعٌ من المُخادعة لهذا الإنسان ما دام أنه لا يقبل الزكاة.
أما لو كان هذا الشخص ممن يقبل الزكاة، ولو علم أنها زكاةٌ لما اعترض، هنا لا يلزم إخباره بأنها زكاةٌ.
المقدم: حتى لا تُكسر نفسه فضيلة الشيخ، فهو سيقبل الهدية، ويقبل المُساعدة، لكن حينما يشعر أنها زكاةٌ، وهذه زكاةٌ قد يعني ..؟
الشيخ: هذا الكلام يُقال في حقِّ مَن اعتاد الأخذ من الزكاة، مَن يغلب على الظنِّ أنه لو علم أنها زكاةٌ لما اعترض، هذا لا يُقال له: إنها زكاةٌ؛ للمعنى الذي تفضلتم به؛ حتى لا تُكسر نفسه، وجبرًا لخاطره.
أما إذا كان من النوع الذي لو علم أنها زكاةٌ ما قبلها، فلا بد من الوضوح معه، وإلا كان هذا من قبيل الخديعة له؛ أنه يُعطى على أنها هديةٌ، وهي زكاةٌ، ما يقبل بهذا، فلا بد من الوضوح معه.