الرئيسية/فتاوى/هل تصح الصلاة مع عدم اتصال الصفوف داخل المسجد؟
|categories

هل تصح الصلاة مع عدم اتصال الصفوف داخل المسجد؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

يقول: إنه زار إحدى البلدان الإسلامية، ودخل أحد المساجد، فوجد المُؤذن وبعض الجماعة يصلون في ركنٍ قصيٍّ من المسجد، وليس متَّصلًا بالصفوف.

يسأل عن صحة صلاتهم، ويسأل: إذا لم يجد هو في الصفِّ ..، اكتملت الصفوف ولم يجد أحدًا، هل يصلي معهم؟

الجواب

هذا العمل خلاف السُّنة، السُّنة أن يكون الإمام أمام المصلين، وأن يكون المصلون خلفه بمَن فيهم المُؤذن، أما عزل المُؤذن مع بعض جماعة المسجد في ركنٍ من المسجد، أو في جزءٍ من المسجد، والمصلون بعدهم بمسافةٍ، هذا العمل لا شكَّ أنه مُخالفٌ للسنة، لكن مع ذلك الصلاة صحيحةٌ؛ لأنهم كلهم داخل المسجد.

المهم ألَّا يُصَلِّ خلف الصفِّ وحده.

هذا العمل قلنا: إنه مُخالفٌ للسنة، وخلاف الأفضل، لكن الصلاة معه صحيحةٌ؛ لكونهم جميعًا داخل المسجد، ويأتمون جميعًا بالإمام.

وأقول للأخ الكريم: ينبغي لك أن تبذل النصيحة.

كان ينبغي أن تنصح هذا المؤذن، أو الإمام، أو المسؤولين عن المسجد، أن تبذل لهم النصيحة، الدين النصيحة، فهذا الذي حصل في الغالب وقع عن جهلٍ، أو مبنيٌّ على اعتقاداتٍ خاطئةٍ، فلو بُذلت النصيحة لهم -بذلتَ أنت النصيحة، وغيرك بذل النصيحة- فيزول هذا الأمر المُخالف للسنة، لكن عندما تحصل اتِّكاليةٌ: أن الإنسان فقط يستغرب مثل هذا الأمر، ولا يبذل النصيحة، ولا يُنبههم على ذلك؛ يستمر هذا العمل، وربما ينتقلون منه إلى أمورٍ أخرى مُخالفةٍ للسنة.

فينبغي أن يحرص المسلم على بذل النصيحة، فالنبي يقول: الدين النصيحة [1].

انظر إلى هذا الحديث العظيم الذي رواه مسلمٌ في الصحيح، كأن الدين كله مُنحصرٌ في النصيحة؛ وذلك لعظيم مكانتها ومنزلتها في الدين، لكن النصيحة ينبغي أن تُبذل مُحتفةً بآداب النصيحة: تكون بالرفق، وتكون باللين، وبالأسلوب المناسب، وبالأسلوب الحسن، فإذا بُذلتْ بذلك فإن الإنسان يكون قد أبرأ ذمته، سواء قَبِلَ المنصوح النصيحة أو لم يقبلها.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 55.
مواد ذات صلة