logo
الرئيسية/فتاوى/حكم من شك في الحدث أثناء الصلاة

حكم من شك في الحدث أثناء الصلاة

مشاهدة من الموقع

السؤال

تقول: هل تجوز الصلاة مع وجود رائحةٍ في مكانٍ -مثلًا- يَعُجُّ بالبخور -غير واضح- لكن عندها إحساسٌ أن فيه رائحةً؟ ما الحكم في هذه الحالة يا شيخ؟

الجواب

الشيخ: ما دام أن هذا المكان مكانٌ ليس به نجاسةٌ -مكانٌ طاهرٌ- الأصل صحة الصلاة فيه.

المقدم: يعني: قد تكون الرائحة تخرج من الإنسان -يعني: ذاته- فما الموقف في هذه الحالة؟

الشيخ: كيف؟

المقدم: تقول: لم أشعر، الحديث: حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا [1]، هي تقصد أنها هي -مثلًا- قد حصل لها هذا الموقف، لكنها لم تتبين؛ لأن المسجد كان يَعُجُّ بالروائح الجميلة، وكان فيه بخورٌ، لم يتَّضح لها.

الشيخ: نعم، تبني على اليقين، واليقين هو الطهارة، والنبي سُئل عن الرجل يُخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال عليه الصلاة والسلام: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا بمعنى: أنه لا ينصرف إلا بأمرٍ مُتيقنٍ، ومثَّل له عليه الصلاة والسلام بمثالين: بسماع الصوت، وشَمِّ الرائحة، أما بمجرد شكوكٍ لا يقطع صلاته، ولا ينصرف، ولا يلتفت لهذه الشكوك.

والإنسان إذا التفت لهذه الشكوك فإن هذه الشكوك تزداد معه مع مرور الوقت حتى تتحول إلى وسواسٍ، ثم هذا الوسواس يتحول إلى درجة الوسواس القهري، فيُصبح هذا الإنسان لا يتحكم في نفسه، ويُصبح قلقًا، مُتوترًا، ويبتعد عن الخشوع في الصلاة، ويُصبح في صراعٍ، وتجد أنه ..

المقدم: قد يترك الصلاة بالكلية.

الشيخ: وهذا حصل.

بعض الاستفتاءات من بعض مَن ابتُلوا بالوسواس ذكروا أنهم تركوا الصلاة، فقلتُ: إن هذا لا يجوز، ولا تبرأ به الذمة.

ولذلك على الإنسان أن يقطع دابر الوسواس من البداية، فيُعالج الوسوسة هذه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وبالإعراض عنها، وبالتَّبصر في هذا الشيء الذي حصلتْ فيه الوسوسة.

فمثلًا: إذا كان في الطهارة يستحضر قول النبي عليه الصلاة والسلام: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا، وأن الأصل الطهارة، والحدث مشكوكٌ فيه، واليقين لا يزول بالشك، إنما يزول بيقينٍ مثله.

فبمثل هذا يستطيع أن يُعالج به الوسواس، ويقطعه في أوله، فيسدّ عن نفسه باب شرٍّ عظيمٍ، لكن إذا استرسل في هذه الوساوس فإنها ستزداد مع مرور الوقت حتى تتحول إلى الوسواس القهري.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 137، ومسلم: 361.
zh