هل الدعاء للوالدين من البِرِّ؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل الدعاء للوالدين من البِرِّ؟
الجواب
نعم، الدعاء للوالدين من أعظم البِرِّ، وقد أمر الله تعالى به في قوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًاوَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء:23-24]، هذه كلها من وجوه البِرِّ.
ثم قال: وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:24]، فبين الله تعالى أن من البِرِّ بالوالدين الدعاء لهما، وهذا يشمل الدعاء لهما أحياءً وأمواتًا، فهذا من البِرِّ العظيم بهما، ويتأكد ذلك في حقِّهما إذا ماتا؛ لأنهما بحاجةٍ ماسةٍ للأعمال الصالحة والدعاء.
فالله تعالى أرشد الأولاد -من بنين وبناتٍ- للدعاء لوالديهم، فقال: وَقُلْ يعني: وقل أيها الولد من ابنٍ أو بنتٍ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا، فيدعو بهذا الدعاء وبغيره لهما، يدعو لهما بهذا الدعاء، يدعو لهما بالمغفرة، يدعو لهما بدخول الجنة، والنَّجاة من عذاب القبر وعذاب النار، ونحو ذلك من الأدعية؛ ولذلك ذكر النبي أن هذا مما يلحق الميت بعد مماته، فقال عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له [1].
هنا ذكر عليه الصلاة والسلام أن عمل الإنسان لا ينقطع بهذه الأمور الثلاثة، بل يستمر له نفعها وأجرها، وهي: الصدقة الجارية -والمراد بذلك الوقف-، أو العلم الذي يُنتفع به، أو الولد الصالح الذي يدعو له، فدلَّ ذلك على أن دعاء الولد الصالح للوالد بعد مماته ينفعه، وأنه يستفيد منه، وأنه مما يجري له بعد مماته، وهكذا أيضًا الدعاء له وهو حيٌّ.
فالدعاء للوالدين أحياءً وأمواتًا من أعظم البِرِّ بهما.
الحاشية السفلية
^1 | رواه مسلم: 1631. |
---|
إرسال مبالغ فقط من غير عقد صفقات تجارية لا بأس به. والنبي لما كان هناك رجلان يتقاضيان دينًا، وارتفعت…