في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ [لقمان:34]، أصبح في العلم الحديث الآن معرفة جنس الجنين، كيف نُوفق بين الآية وبين ذلك؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ [لقمان:34]، أصبح في العلم الحديث الآن معرفة جنس الجنين، كيف نُوفق بين الآية وبين ذلك؟
الجواب
الله تعالى قال: وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ، و”ما” من صيغ العموم، فهل الأطباء يعلمون كل ما في الرحم؟
هذا غير صحيحٍ، إن علموا علموا جنس الجنين، ولا يعلمون أيضًا جنس الجنين إلا بعد مرور مدةٍ على الحمل.
وجنس الجنين قد يعلم به حتى المَلَك عندما يُؤْمَر بنفخ الروح، وشقي أو سعيد، ويُؤْمَر بكتابة عمله ورزقه وأجله، فقد يُطْلِع اللهُ بعض الخلق على بعض الأمور الغيبية، فلا تكون بالنسبة لهم غيبًا، لكن بالنسبة للآية الله تعالى قال: وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ يعني: كل ما في الأرحام، وهذا لا يَطَّلع عليه البشر، فالبشر لا يعرفون هذا الجنين ماذا سيكون؟
ليست القضية فقط قضية أنه ذكرٌ أو أنثى، بل شكل هذا الجنين، ومُستواه من جهة العقل، ومن جهة سلامة الأعضاء، ومن جهة الشكل، ومن جهة الجمال، ومن جهة جميع أموره، هذه لا يعلم بها على وجه التمام والكمال إلا الله سبحانه.
البشر فقط إنما اطَّلعوا على جزءٍ يسيرٍ هو: معرفة جنس الجنين عن طريق الأشعة، ومعرفة البشر بذلك لا تُنافي ما ذكره الله تعالى في الآية.