كيف يُحافظ الإنسان على قراءة القرآن يوميًّا؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
كيف يُحافظ الإنسان على قراءة القرآن يوميًّا؟
الجواب
ينبغي للمسلم أن يجعل له كل يومٍ نصيبًا من تلاوة القرآن، لا يمر عليك يومٌ لم تقرأ فيه شيئًا من كتاب الله .
وقد كان هذا هو هدي النبي وهدي أصحابه: أنهم يجعلون لهم حِزْبًا.
ليس حزبًا بالمعنى الاصطلاحي في التجويد؛ الذي هو أربعة أثمانٍ.
المقصود: قدرٌ معينٌ من القراءة، يقرؤون هذا القدر كل يومٍ؛ ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام: مَن نام عن حِزْبِه يعني: من القرآن فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر؛ كُتِبَ كأنما قرأه من الليل [1] رواه مسلم.
فينبغي لك -أخي المسلم- أن تجعل لك حِزْبًا تقرأه كل يومٍ؛ لأنك إذا لم تفعل ذلك ستمضي عليك أيامٌ ومُددٌ طويلةٌ ما قرأتَ فيها شيئًا من القرآن؛ ولهذا كره العلماء أن يمر على الإنسان أربعون يومًا لم يختم فيها القرآن.
والأفضل ختم القرآن كل أسبوعٍ، كما أرشد النبي لذلك عبدالله بن عمرو، وأقصى ما وصل معه إليه -كما قال ابن تيمية- هو أسبوعٌ -سبعة أيامٍ-؛ لأنه قال: اقرأه كل شهرٍ مرةً، قال: أُطيق أكثر من ذلك. ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام في آخر الأمر قال: اقرأه في كل سبعة أيامٍ مرةً [2].
وكان كثيرٌ من السلف يختمون القرآن في كل أسبوعٍ مرةً، وكان الإمام أحمد رحمه الله يختم القرآن في كل أسبوعٍ مرةً.
يعني: ختم القرآن في كل أسبوعٍ مرةً، تقرأ كل يومٍ أربعة أجزاء، لكن تُضيف لها جزأين تكون ختمتَ القرآن في كل أسبوعٍ مرةً، هذا هو الأكمل والأفضل.
العلماء قالوا: يُكره أن يمرَّ أربعون يومًا لم يختم فيها القرآن.
فينبغي لك -أخي المسلم- أن تجعل من وقتك نصيبًا لتلاوة القرآن الكريم.
بعض الناس لا يقرأ القرآن بحُجَّةٍ؛ يقول: إنه مُتْعَبٌ، إنه مُجْهَدٌ، والقراءة تحتاج إلى تدبرٍ، وتحتاج إلى تأملٍ. فيأتيه الشيطان من هذا الباب، وتمضي عليه أيامٌ ما قرأ فيها قرآنًا.
نقول: اقرأ القرآن على كل حالٍ، حتى لو قرأتَ من غير تدبرٍ.
من خصائص القرآن: أن مَن قرأه يُؤجَر على مجرد التلاوة، سواء قرأه بفهمٍ أو بغير فهمٍ؛ لأن الإنسان قد لا تتأتى له الحالة الصحية والنفسية والمزاجية المثالية كل يومٍ.
يعني: الإنسان يعتريه ما يعتريه، يكون في بعض الأيام مريضًا، ويكون في بعض الأيام مُتعبًا، ويكون في بعض الأيام عنده مشكلةٌ أقلقته وكَدَّرتْ مزاجه، فلا يترك قراءة القرآن على كل حالٍ، يقرأ القرآن حتى لو قرأ من غير تدبرٍ، المهم أنه لا يترك تلاوة القرآن.
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…