ما صحة حديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان)؟ وما حكم الدعاء به؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما صحة حديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان)؟ وما حكم الدعاء به؟
الجواب
هذا الحديث حديث ضعيف، لا يصح عن النبي ، وهو من الأحاديث المشتهرة على ألسنة بعض العامة؛ أنه إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان [1]، وهذا الحديث أخرجه أبو عبدالله الإمام أحمد في زوائد المسند، وابن السني، لكنه ضعيف عند جميع أهل العلم، لا يصح، ولا يثبت عن النبي .
ولهذا لا يشرع أن يأتي به المسلم على أنه سنة، لكن لو أتى به على أنه دعاء، لا يقصد أنه سنة، فما الحكم؟
إنسان لما دخل عليه شهر رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، من غير أن يقصد أن هذا الدعاء سنة.
نعم، لا بأس به؛ لأنه دعاء طيب، وكلماته كلمات حسنة، فإذا أتى به من غير أن يقصد أنه سنة فلا بأس.
لو قلت أيضًا: اللهم بارك لنا في ربيع وفي جمادى، وفي رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، لا بأس، هذه أدعية حسنة، لكن المهم لا تعتقد أن هذا الدعاء سنة، إلا إذا ورد في حديث صحيح، إذا ورد فيه الدليل، أما إذا لم يرد به الدليل، فننظر إلى مضمون هذا الدعاء؛ لأن الأدعية ليست توقيفية، لك أن تُنشء ما شئتَ من الأدعية، المهم ألا تعتدي في الدعاء، فالدعاء ليس توقيفيًّا.
فلو قلت: اللهم بارك لي في هذا الشيء، وبارك لي في هذا الشهر، بارك لنا في هذا اليوم، بارك لنا في هذا الدرس، بارك لنا في هذا الكتاب، هذه كلها أدعية حسنة، الدعاء بالبركة من الأدعية الحسنة، لكن اعتقاد أن هذا الدعاء سنة هذا يحتاج إلى دليل.
فإذا دعا الإنسان فقال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، من غير أن يعتقد أن هذا سنة، لا بأس، وأما إذا دعا به على أنه سنة، وأصبح يحث الناس عليه، وينسب ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام نقول: هذا غير صحيح، هذا لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز اعتقاد أنه سنة، لكن أن تدعو به دعاء مثل سائر الأدعية، لا بأس بذلك.
الحاشية السفلية
^1 | رواه أحمد: 2346، بلفظ: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبارك لنا في رمضان، ورواه باللفظ المذكور البزار في “البحر الزخار”: 6496، والطبراني في “المعجم الأوسط”: 3939، وابن السني في “عمل اليوم والليلة”: 659. |
---|