يقول: أنا خطيب جمعة، وأبدأ الخطبة قبل الزوال بعشر دقائق؛ تخفيفًا على المصلين، ويوجد بعض النساء يتحرجن أن يصلين قبل دخول الوقت، فما التوجيه؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
يقول: أنا خطيب جمعة، وأبدأ الخطبة قبل الزوال بعشر دقائق؛ تخفيفًا على المصلين، ويوجد بعض النساء يتحرجن أن يصلين قبل دخول الوقت، فما التوجيه؟
الجواب
ننصح هذا الخطيب بألا يدخل للخطبة إلا بعد الزوال، فإن هذا هو هدي النبي ، كما جاء في الصحيحين عن أنسٍ قال: “كان النبي يخطب الجمعة إذا مالت الشمس” [1].
وأكثر أهل العلم على أن وقت الجمعة يبدأ بزوال الشمس، وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية، ورواية عند الحنابلة.
وعلى هذا فعند أكثر أهل العلم أن من صلى الجمعة قبل الزوال يكون قد صلاها قبل دخول وقتها، والخطبة جزء من الصلاة؛ ولذلك قال الله : فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة:9]، وذكر الله يشمل الخطبة والصلاة.
وقال بعض الفقهاء: إن خطبة الجمعة خطبتان عن ركعتين، ثم يصلي ركعتين، فكأنها عن أربع ركعات.
وعلى ذلك فينبغي للخطيب ألا يدخل إلا بعد الزوال؛ لأنه إذا فعل ذلك فقد صلى وخطب في الوقت بإجماع العلماء.
وأما إذا بكَّر، فعند أكثر أهل العلم أنه يكون قد صلى أو قد خطب قبل دخول الوقت، ويُعرض صلاة المأمومين خلفه للبطلان عند جمهور أهل العلم.
والإنسان في الأمور الخاصة به يفعل ما أدى إليه اجتهاده، وأما في الأمور العامة المتعلقة بالناس فإنه يلتزم بالفتوى العامة في البلد، ولا يُطبق اجتهاداته الخاصة، فاجتهاداته الخاصة يجعلها في أموره الخاصة، وأما المتعلقة بالآخرين فيلتزم بما عليه الفتوى العامة في البلد، والفتوى العامة عندنا في المملكة العربية السعودية هي فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وقد عممتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على جميع الخطباء بأن يلتزموا بعدم الدخول إلا بعد الزوال، بألا يدخل الخطيب إلا بعد الزوال.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 904 عن أنسٍ ، ورواه مسلم: 858 عن جابرٍ . |
---|