يقول: إمامنا يقرأ دائمًا من غير المفصل، ويقول: أقرأ ذلك من باب ترقيق القلوب، وإسماع الناس القرآن، فهل يستحب فعله ذلك؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
يقول: إمامنا يقرأ دائمًا من غير المفصل، ويقول: أقرأ ذلك من باب ترقيق القلوب، وإسماع الناس القرآن، فهل يستحب فعله ذلك؟
الجواب
فعله هذا خلاف السنة، السنة أن تكون قراءته غالبًا من المفصل، في الفجر من طوال المفصل، أي: من سورة “ق” إلى سورة “عم يتساءلون”، والمغرب من قصار المفصل غالبًا من “الضحى” إلى “الناس”، والظهر والعصر والعشاء من وسط المفصل، من “عم يتساءلون” إلى “الضحى”، ينبغي أن تكون القراءة غالبًا من المفصل.
وأما أن تكون القراءة غالبًا من غير المفصل، فهذا مخالف للسنة.
وأما قول الإمام: إنني أحب ترقيق القلوب، فترقيق القلوب لا يكون بمثل ذلك، وهذا أيضًا استحسان عقلي في مقابل النص، والاستحسان العقلي هو أصل البدع.
فعلى هذا نقول لهذا الأخ الكريم: ينبغي لك أن تمتثل السنة، وإذا أردت أن ترقق القلوب يمكن أن تلقي على الناس موعظة، أو تُحدثهم بأحاديث فيها ترقيق للقلوب، ونحو ذلك.
وأما بالنسبة للقراءة في الصلاة، فينبغي لك أن تلتزم بالسنة، على أنك لو قرأت أيضًا من خارج المفصل لم يكن عليك بأس، ليس هذا محرمًا، وإنما الكلام فقط في الأفضل، فالأفضل أن تكون غالب القراءة من المفصل، هذا هو الغالب.
القراءة من المفصل -يعني- وردت بها السنة، أولًا: لأن هذه السور يغلب عليها القصر، فحتى يحفظها الناس، وبعض الناس ربما يكون من الأميين الذين لا يقرؤون ولا يكتبون، وبعضهم قد لا يكون أميًّا، لكنه منشغل معظم وقته بتجارته، أو منشغل بوظيفته، أو نحو ذلك، ما عنده وقت يحفظ فيه، فإذا كرّر الإمام هذه السور كان ذلك أدعى لحفظها من قبل المأمومين.