ما حكم التشريك بين نية طلب العلم والحصول على الشهادة والوظيفة؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما حكم التشريك بين نية طلب العلم والحصول على الشهادة والوظيفة؟
الجواب
هنا قضية التشريك في النية إذا كان الإنسان يريد بالعلم الشرعي الدنيا، ولا يريد بذلك وجه الله ، فالله تعالى يقول: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ [هود:15]، لكن إذا كان يريد بطلبه للعلم الشرعي الدنيا والتقرب إلى الله ، ولا يريد بذلك رياء ولا سمعة، ولكن يريد بها الحصول مثلًا على الشهادة والوظيفة، ومع ذلك يريد التقرب إلى الله ، فهذه المسألة يسميها العلماء: مسألة التشريك في النية، ومثل ذلك مثلًا: من أراد أن يصوم ويريد الانتفاع بمنافع الصيام الدنيوية، من حمية، ونحو ذلك، أو أراد الاستغفار وأراد به التقرب إلى الله، وأراد المنافع الدنيوية للاستغفار، أو أي عمل يريد به الدنيا، ويريد بذلك وجه الله ، أراد الحج وأراد التجارة مع الحج، فهذه المسألة يسميها العلماء: التشريك في النية، وهي محل خلاف.
والقول الراجح: أنه لا بأس بها، ومن أدلة الجواز: قول الله : لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة:198] نزلت في أناس من الصحابة كانوا يتاجرون في الحج، فتحرجوا كيف يُزاولون التجارة ويحجون؟! فأنزل الله هذه الآية، فرفع الله الحرج: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ يعني: أن تُزاولوا التجارة في الحج [1].
أيضًا من أدلة ذلك: قول الله تعالى عن نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا [نوح:10]، فأمرهم بالاستغفار، ثم ذكر منافع دنيوية: يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًاوَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح:11-12].
أيضًا قول النبي : من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سلبه [2]، وهذا فيه تشجيع للمقاتلين، ومعنى ذلك أن هذا المقاتل يريد وجه الله، ويريد الحصول على السَّلَب، وأدلة كثيرة تدل على أن هذا الأمر لا بأس به.
إرسال مبالغ فقط من غير عقد صفقات تجارية لا بأس به. والنبي لما كان هناك رجلان يتقاضيان دينًا، وارتفعت…