logo

هل يمين الإكرام فيها كفَّارةٌ؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

هل يمين الإكرام فيها كفَّارةٌ؟

الجواب

أولًا: ما يمين الإكرام؟

يمين الإكرام: هي التي يحلف الإنسان فيها يريد إكرام غيره؛ كأن يحلف -مثلًا- على أن فلانًا يجلس في هذا المكان، أو أن فلانًا يأخذ فنجان القهوة قبله، أو نحو ذلك.

فإذا كان قاصدًا لليمين، ويريد بذلك إكرام صاحبه، ولم يتحقق ما حلف عليه -أي: حنث في يمينه- فتلزمه كفَّارةٌ عند أكثر أهل العلم؛ وذلك لعموم الأدلة الدالة على إيجاب الكفَّارة في حقِّ مَن قصد اليمين، كما في قول الله تعالى: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ ... إلى آخر الآية [المائدة:89]، فتتناوله عموم الأدلة المُوجبة للكفَّارة في حقِّ مَن قصد اليمين وحنث فيها[1].

وقول مَن قال: "إن يمين الإكرام لا كفَّارة فيها" قولٌ مرجوحٌ، وأكثر أهل العلم على إيجاب الكفَّارة في حقِّ مَن قصد اليمين بِغَضِّ النظر عن كونها يمين إكرامٍ أو ليست كذلك.

ولهذا ينبغي للمسلم أن يحفظ يمينه؛ لهذا لما ذكر الله ​​​​​​​ كفَّارة اليمين قال في آخر الآية: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89].

فعلى المسلم أن يحرص على حفظ يمينه، وألا يحلف إلا عند الحاجة، وإذا حلف ولم يتحقق ما حلف عليه فإنه يُكفِّر كفَّارة يمينٍ.

^1 ينظر: بدائع الصنائع للكاساني: 3/ 18، والمغني لابن قدامة: 13/ 502.
مواد ذات صلة