logo

حكم اقتناء التحف التي على شكل خروف

مشاهدة من الموقع

السؤال

هنا شيخنا سؤالٌ من الأخ أبي عبدالملك: عما ينتشر خاصةً في وقتِ أو عيد الأضحى، تكون هناك بعض التحف التي توضع كهدايا، يكون عليها مثلًا شيءٌ من الحلوى، أو -حتى- تُوضع في البيوت، هي تُحفٌ على شكل خروف، بعضها يكون رأسًا وشيئًا من الجسم، ثم بعد ذلك يكون هناك صحنٌ، أو أنه يكون بجسمه كاملًا، فيقول: مثل هذه المجسَّمات التي على أشكالٍ ذواتِ أرواح، هل يجوز شراؤها واقتناؤها؟

الجواب

هذه من الصور المحرمة؛ فإن فيها مضاهاةً لخلق الله ​​​​​​​.

والصور المحرمة هي ما تحقَّقت فيها علَّة المضاهاة لخلق الله؛ لأن الله يقول في الحديث القدسي: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي[1]، وقال: يُضاهِئون خلق الله[2]. فعِلَّة النهي عن التصوير المنصوص عليها والمجمع عليها: هي المضاهاة، يعني محاكاة لخلق الله ؛ ولهذا قال: فليخلقوا حبة، فليخلقوا شعيرة[3].

والمضاهاةُ لخلق الله تتحقَّق في هذه التماثيل التي تكون لذوات الأرواح، سواءٌ كانت لآدميين أو لحيوانات، فكلُّ تمثالٍ لشيءٍ من ذوات الأرواح فإنه محرم، والنبيُّ عليه الصلاة والسلام يقول: أشدُّ الناس عذابًا يوم القيامة المُصوِّرون[4]، ولعن الله المُصوِّرين[5].

إنما الذي وقع فيه الخلاف: الصور الفوتوغرافية، ومثل -أيضًا- هذه الصور التلفزيونية؛ هذه ليس فيها مضاهاةٌ لخلق الله، هذه صورة الإنسان الحقيقية كما خلقه الله، أشبه بصورته في المرآة؛ فهذه غير داخلةٍ أصلًا في الصور المحرمة؛ ولذلك كانت عندنا قديمًا في المملكة تُسمَّى "عكسًا" و"عكوسًا"، وهذا هو الوصف الدقيق، هذا هو الوصف الأدقُّ لها، فهي ليست صورًا بالمعنى المحرم.

إذًا؛ ما هي الصور التي بالمعنى المحرم؟

الصور التي بالمعنى المحرم هي التي فيها مضاهاةٌ ومحاكاةٌ لخلق الله ، وهذه الصور كما أن -يعني- صُنْعها ورد فيه هذا الوعيد الشديد، أيضًا اقتناء هذه الصور لا يجوز، ووجود هذه الصورة في البيت، هذا التمثال وجوده في البيت يمنع دخول الملائكة، كما قال عليه الصلاة والسلام: إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورةٌ ولا كلب[6].

فمَن كان في بيته صورةٌ مجسَّمةٌ لشيءٍ من ذوات الأرواح، سواءٌ كان آدميًّا أو حيوانًا، وجود هذه الصورة في البيت يمنع من دخول الملائكة لهذا البيت.

والملائكة تدخل البيوت بالرحمة، فإذا لم تدخل الملائكة بيت هذا الإنسان دخلته الشياطين وآذته، وربما شجَّعت أيضًا على السحر وما يتعلَّق به، وأيضًا ربما أزعجت من في البيت بالكوابيس ونحو ذلك.

والشياطين هم أعداءُ الإنسان، لا يريدون للإنسان الخير، فكونُ البيت تدخله الملائكة وتحُفُّه الملائكة؛ هذا يُعطيه شيئًا من السلام والطمأنينة. أما إذا كان لا يدخله إلا الشياطين؛ فيجعل هذا البيت غير مستقرٍّ، بل -كما ذكرت- يُعين على السحر والسحرة وما يقوم به أهل الدجل والشعوذة والسحر؛ ولذلك ينبغي إخراج هذه التماثيل من البيوت.

وهكذا أيضًا الكلاب: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورةٌ ولا كلب[7].

ما ذكره الأخ السائل الكريم هي صورة خروف، صورةٌ لذوات أرواح، فهذا خروفٌ من ذوات الأرواح؛ فهذه الصورة لا تجوز.

لكن، من وُجدت عنده ماذا يعمل؟

يطمس معالم الوجه، فإذا طمس معالم الوجه زال المحظور الشرعي.

^1, ^3 رواه البخاري: 7559، ومسلم: 2111.
^2 رواه البخاري: 5954، ومسلم: 2107.
^4 رواه البخاري: 5950، ومسلم: 2109.
^5 رواه البخاري: 5347.
^6 رواه البخاري: 3227، ومسلم: 2104.
^7 رواه البخاري: 3227، ومسلم: 2104.