أيضًا من النوازل في الوقت الحاضر، وهي -الحقيقة- مسألة قديمة، لكن استجد فيها بعض الأمور: طواف السعي بسيارة الجولف، يعني يمكن السنة الأخيرة بدأت تظهر سيارة الجولف في الطواف وفي السعي، ويسأل بعض الناس: ما حكم الطواف بها، والسعي بها كذلك؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
أيضًا من النوازل في الوقت الحاضر، وهي -الحقيقة- مسألة قديمة، لكن استجد فيها بعض الأمور: طواف السعي بسيارة الجولف، يعني يمكن السنة الأخيرة بدأت تظهر سيارة الجولف في الطواف وفي السعي، ويسأل بعض الناس: ما حكم الطواف بها، والسعي بها كذلك؟
الجواب
هذه المسألة طبعًا أصلها موجودٌ عند الفقهاء السابقين: ما حكم الطواف والسعي راكبًا؟
أما إذا كان لعذر، فهذا جائزٌ بالإجماع إذا كان لعذر[1]، فمن يركب سيارة الجولف يطوف عليها لعذر لكونه لا يستطيع أن يطوف ماشيًا؛ لا حرج عليه، كما لو طاف على العربة أو طاف محمولًا. وهكذا بالنسبة للسعي.
وإنما الكلام فيمن يريد أن يطوف ويسعى عبر سيارات الجولف بدون عذر، هذا يرجع لمسألةٍ خلافية: وهي حكم الطواف والسعي راكبًا بدون عذر؟
وفيها قولان للفقهاء[2]:
والقائلون بعدم الجواز قالوا: إن الأصل في الطواف والسعي أن يكون مشيًا، ولم يذكروا حجةً تمنع من الطواف والسعي راكبًا.
وأما القائلون بالجواز فقالوا: إن المطلوب في الطواف أن يطوف بالبيت، سواءٌ أكان ماشيًا أو راكبًا، ولا فرق، والنبي عليه الصلاة والسلام طاف راكبًا وسعى راكبًا؛ فإنه لما ابتدأ الطواف غشاه الناس، وكان قد حج معه قرابة مائة ألف، والناس ازدحموا عليه يريدون أن ينظروا إليه ويتأسَّوا به، ما استطاع أن يُكمل عليه الصلاة والسلام، فدعا ببعيره وأكمل الطواف؛ فإن الناس قد غَشُوه. وكذلك أيضًا سعى راكبًا[3]، وأمر أمَّ سلمة رضي الله عنها لما اشتكت أن تطوف على بعيرها[4].
والأقرب -والله أعلم- هو أنه يجوز الطواف والسعي راكبًا، ولو من غير عذر، لكن الأفضل أن يكون ماشيًا[5].
ويُخرَّج على ذلك: مسألة الطواف والسعي عبر سيارات الجولف: الذي يظهر أنه لا بأس بها، حتى ولو كان من غير عذر، لكن الأفضل أن يطوف ماشيًا، وأن يسعى ماشيًا، ما دام أنه غير معذور.