logo
الرئيسية/فتاوى/طريق المداومة على الأعمال الصالحة بدون فتور

طريق المداومة على الأعمال الصالحة بدون فتور

مشاهدة من الموقع

السؤال

كيف السبيل للمداومة على الأعمال الصالحة وعدم الفتور؟

الجواب

أولًا: ينبغي المحافظة على الفرائض؛ الفرائض والواجبات هذه كما يقال: خطٌّ أحمر، هذه تجعلها شيئًا أساسيًّا في حياتك لا تفرط فيها.

ثانيًا: تجعل لك نوافل تداوم وتحافظ عليها، انتبه لهذا القيد! تداوم وتحافظ عليها؛ لأن هذه المداومة والمحافظة والاستمرار تجعل هذا العمل القليل كثيرًا [1].

ولذلك لو تأملت في أي عملٍ من الأعمال -مثلًا ركعتي الضحى- لو حافظت عليها كل يومٍ؛ فمعنى ذلك: أنك مع نهاية السنة تكون قد صليت أكثر من سبعمئة ركعةٍ. عندما تسمع هذا الرقم: سبعمئة ركعةٍ، تقول: هذا كثيرٌ، وهو مجرد أن تصلي ركعتي الضحى، لا تأخذ منك دقيقةً أو دقيقتين كل يومٍ.

فالقليل مع القليل يكون كثيرًا، ثم إن المداومة على العمل الصالح محبوبةٌ إلى الله: أحب العمل إلى الله: أدومه وإن قل [2].

ثم أيضًا هناك فائدةٌ أخرى: وهي أن من داوم على عملٍ صالحٍ وعَرَض له عارضٌ من مرضٍ أو سفرٍ أو غير ذلك؛ يُكتب له الأجر كاملًا كما قال النبي : إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب الله له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا [3].

وهذا إنما يكون في حق من كان مداومًا ومحافظًا على العمل الصالح، أما من كان ليس محافظًا، وإنما تارةً يعمل وتارةً ينقطع؛ لا يُكتب له الأجر عندما يَعرِض له عارضٌ.

ولذلك؛ أقول للأخ السائل الكريم: ينبغي أولًا: أن تحافظ على الواجبات والفرائض، ثانيًا: تجعل لك نوافل تحافظ عليها.

^1 رواه البخاري: 6502، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : إن الله قال: من عادى لي وليًّا؛ فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي ‌يتقرب إلي ‌بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته؛ كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه.
^2 رواه البخاري: 6464، ومسلم: 782.
^3 رواه البخاري: 2996.
zh