هل قول: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم.." يكفِّر الكبائر؟

هذا الذكر ذكرٌ عظيمٌ، يقول فيه النبي : من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه؛ غُفر له وإن كان قد فر من الزحف ^[1]، لكنه محمولٌ عند جماهير العلماء على تكفير الصغائر، ولا يشمل تكفير الكبائر؛ لأن الكبائر لا بد فيها من توبةٍ ^[2].

وإذا كانت الصلوات الخمس لا تُكفِّر الكبائر، بل حتى صيام رمضان وصلاة الجمعة لا تكفر الكبائر؛ فكيف بهذا الذكر الذي لا يأخذ من الإنسان جهدًا كبيرًا؟! فكما قال عليه الصلاة والسلام: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مُكفِّرات لما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر ^[3]، رواه مسلمٌ.

فهذه كلها إنما تكفر الصغائر، الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، وصيام رمضان أيضًا.

فهذه الأذكار إنما تكفر الصغائر، ولا بد من النظر إلى مجموع النصوص، لا يأخذ الإنسان بطَرَفٍ من النصوص ويترك النصوص الأخرى، إنما طريقة الراسخين في العلم: النظر إلى مجموع النصوص؛ فمجموع النصوص ومجموع الأدلة يدل على أن الإتيان بهذا الذكر إنما يُكفِّر الصغائر ولا يكفر الكبائر؛ لأن الكبائر لا بد فيها من توبةٍ.