هل يُكتفى بغُسل يوم الجمعة عن الوضوء؟

لا يُكتفى بغسل يوم الجمعة عن الوضوء، بل لا بد من الوضوء؛ لأن غسل يوم الجمعة مستحبٌّ، والوضوء شرطٌ من شروط صحة الصلاة، الطهارة شرطٌ من شروط صحة الصلاة؛ فلا يكفي هذا الأمر المستحب عن الأمر الواجب، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة:6].

فأمرُ اللهِ تعالى بالوضوء لا يُغني عنه غسل يوم الجمعة، ولا أيضًا الأغسال المباحة؛ كغسل النظافة مثلًا، فالأغسال المباحة والأغسال المستحبة لا تغني عن الوضوء، لا بد من الوضوء بعدها، وهذا اختيار شيخنا عبدالعزيز ^[1]، والشيخ محمد ابن عثيمين ^[2]، رحمة الله تعالى على الجميع.

فإذنْ: إذا اغتسلت ليوم الجمعة؛ فلا بد أن تتوضأ لصلاة الجمعة.

الغسل الذي يُجزئ عن الوضوء هو غسل الجنابة، غسل الجنابة يجزئ عن الوضوء؛ وعلل لذلك الفقهاء بأنهما طهارتان: صغرى وكبرى، ودخلت الصغرى في الكبرى.

ولما سئل الإمام أحمد: أيجزئ غسل الجنابة عن الوضوء؟ قال: نعم، إذا نواه ^[3].