logo
الرئيسية/فتاوى/ما العلاقة بين علم الفلك والتنجيم؟

ما العلاقة بين علم الفلك والتنجيم؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

هل هناك علاقة بين علم الفلك والتنجيم؟

الجواب

أولًا: علم الفلك من العلوم العظيمة، والتي كان للمسلمين فيه السبق، ولا زالت بعض الكواكب والنجوم تسمى إلى الآن بأسماء عربية، فمثلًا الدبران لا زال يسمى بهذا الاسم باللغة العربية، ويكتب بالإنجليزي بالدبران، وهكذا بقية الكواكب والنجوم، لا زالت تحتفظ بأسمائها العربية.

فالمسلمون كان لهم السبق في هذا، لكن علم الفلك مع الأسف يعني في عصور مضت اختلط بالتنجيم، والتنجيم ليس علمًا، التنجيم شعوذة ودجل وليس علمًا، لكن علم الفلك اختلط بالشعوذة والتنجيم، فكانت سمعة الفلكيين في المجتمعات الإسلامية سمعة غير جيدة، ويعتبرون الفلكي هو المنجم، والمنجم هو الفلكي؛ ولذلك لما أراد المعتصم أن يفتح عمورية خوّفه المنجمون في ذلك الوقت، بأن مذنَّبًا يخرج جهات الغرب، ولكن لم يلتفت إلى كلامهم، وخرج بجيش عظيم، وانتصر المسلمون، فأنشد أبو تمام قصيدته المشهورة [1]:

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

إلى أن قال:

وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ

خوّفوا يعني: المنجمون، إذا بدا الكوكب الغربي: وهذا الكوكب الغربي ذو الذنب عرفه المسلمون، ولم يسموه بعد تقريبًا سبعمائة أو ثمانمائة سنة اكتشفه أحد الغربيين، اسمه هالي، فسمي مذنب هالي، وإلا فالمسلمون عرفوه قبل مئات السنين من معرفة الغرب له، لكن لم يسموه كما ذكرت.

فكانت سُمعة الفلكي في المجتمعات الإسلامية سيئة بسبب اختلاط علم الفلك مع التنجيم؛ ولهذا نجد أن الشاعر أبا تمام ذمهم ذمًّا شديدًا في هذه القصيدة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 ديوان أبي تمام: ص17.
zh