هل يُشرع للإمام أن يُخفِّف الصلاة إذا سمع بكاء الصبي مع أبيه؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل يُشرع للإمام أن يُخفِّف الصلاة إذا سمع بكاء الصبي مع أبيه؟
الجواب
نعم، يشرع ذلك، وقد كان النبي إذا سمع صوت بكاء الصبي مع أمه، يعني مع النساء اللاتي يصلين في مسجده؛ خفَّف الصلاة، وكان يقول: إني أُكبِّر وإني أريد أن أُطوِّل في الصلاة، فأسمع بكاء الصبي فأخفِّفها؛ مخافة أن تُفتَن أمه [1].
وهذا يدل على أن إمام المسجد ينبغي أن يراعي أحوال المصلين خلفه، وليس هذا فقط لأجل سماع صوت بكاء الصبي، وإنما يُشرع للإمام أن يراعي أحوال المصلين خلفه، فإذا ناب أحدَ المصلين خلفه أيُّ شيءٍ؛ فينبغي أن يراعيه الإمام ويخفف الصلاة.
فمثلًا: بعض المصلين تنتابه كحةٌ متواصلةٌ، هنا ينبغي للإمام أن يخفف الصلاة، هنا يأتي الفقه، إذا كان الإمام فقيهًا؛ يخفف الصلاة مراعاةً لهذا المأموم؛ لأنه أولى بالمراعاة من بكاء طفلٍ.
وكذلك مثلًا لو أن بعض المصلين انتابه مثلًا عُطَاسٌ متواصلٌ، أو شعر الإمام بأن أحد المأمومين عنده مشكلةٌ مثلًا، أو عارضٌ صحيٌّ أو نحو ذلك؛ فينبغي أن يراعيه وأن يخفف الصلاة تخفيفًا غير مخلٍ، يعني يأتي بالقدر الواجب، لكن يخفف الصلاة ويكتفي مثلًا بثلاث تسبيحاتٍ في الركوع والسجود، ونحو ذلك.
^1 | رواه مسلم: 470. |
---|