logo
الرئيسية/فتاوى/معنى قوله تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾

معنى قوله تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما معنى قول الله تعالى: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ؟

الجواب

يقول ربنا سبحانه: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [الذاريات:21]، يعني: أفلا تتفكرون في عظمة الخالق كيف خلقكم؟! فإنَّ خلق الإنسان فيه من العجائب شيءٌ عظيمٌ.

كيف خلق الله تعالى هذا الإنسان؟

لو أخذت الآن بعض أعضاء الإنسان، يعني مثلًا العين -كما يقول ابن القيم- هي شحمةٌ، كيف تُبصر؟! وكيف خلق الله تعالى هذه العين بهذه العظمة؟! والآن الأطباء يتخصصون ليس في العين، بل في أجزاءٍ من العين، هذا طبيبٌ متخصص في القرنية، وهذا طبيبٌ متخصصٌ في الشبكية، وهذا طبيبٌ متخصصٌ في كذا.

لو أخذت مثلًا الطعام الذي تأكل، عندما تأكله؛ يذهب للمعدة، والمعدة تهضم هذا الطعام، سبحان الله! قطعة لحمٍ تَهضم، من الذي ألهمها؟! ثم بعد ذلك -بعد هضمه- يذهب لأجزاءٍ أخرى من الباطنة، ويذهب ليستفيد منه البنكرياس والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة والكبد، وكلها تقوم بوظيفتها، فمن الذي ألهمها؟ من الذي ألهم هذه الأعضاء كي تقوم بهذه الوظائف؟

وهكذا بقية خَلْق الإنسان، ففيه عجائب! فسبحان مَن هذه عظمته! كيف خلق هذا الإنسان من قطرةٍ من ماءٍ مهينٍ؟!

وأعجب من ذلك: الرُّوح التي في الإنسان بين جنبيه! هذه الروح بمجرد خروجها من البدن؛ يُصبح الإنسان جثةً هامدةً، بل يصبح بعد ساعاتٍ قليلةٍ جيفةً نتنةً؛ ولذلك يضعونه في الثلاجة حتى لا تخرج منه الرائحة الكريهة!

فسبحان الله! كيف أبدع في خلق الإنسان! وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [الذاريات:21].

فعلى المسلم أن يتفكر في عظيم خلق الله ، خاصةً في خلق الله تعالى لهذا الإنسان؛ فهذا يدل على عظمة الخالق جل وعلا، وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [الذاريات:21]، يعني: أفلا تتفكرون وتعتبرون.

zh