كيفية الحصول على البركة في حياة الإنسان

البركة شيءٌ عظيمٌ، يجد الإنسان آثارها على كل شيءٍ في حياته؛ يجد آثار البركة على صحته، يجد آثار البركة على وقته، يجد آثار البركة على استقراره الأسري، يجد آثار البركة على ماله، يجد آثار البركة على أولاده، يجد أثر البركة على علمه، فالبركة تشمل كل شيءٍ.

ومن أعظم أسباب حلول البركة: ما ذكره الله تعالى في قوله: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف:96]، الإيمان والتقوى من أعظم أسباب البركة، فتقوى الله  سببٌ للبركة؛ ولذلك يقول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق:5]، فتقوى الله سبحانه من أعظم أسباب حلول البركة.

وكذلك أيضًا: أن يسأل المسلم ربه البركة، وهذا المعنى يغفل عنه بعض الناس، تسأل الله أن يبارك لك؛ يبارك لك في صحتك، يبارك لك في وقتك، يبارك لك في أهلك، يبارك لك في أولادك، يبارك لك في مالك، يبارك لك في علمك، يبارك لك في كل شيءٍ، تدعو الله ​​​​​​​ بالبركة.

البركة إذا حلت في شيءٍ؛ فإن الإنسان ينتفع به كثيرًا، المال عندما يبارِك الله تعالى فيه؛ ينتفع به الإنسان انتفاعًا كبيرًا، لكن عندما تُنزع منه البركة؛ يذهب بسرعةٍ، وهكذا أيضًا الوقت، عندما يبارك الله تعالى في الوقت؛ يُنجِز الإنسان فيه إنجازاتٍ كثيرةً، لكن عندما تنزع البركة من الوقت؛ يمضي الوقت على الإنسان وما أنجز شيئًا يُذكر، وهكذا في بقية الأمور.

فعلى المسلم أن يسأل الله تعالى البركة، وأن يكثر من هذا الدعاء أن يبارك الله تعالى له.

فمثلًا إذا بارك الله تعالى للإنسان في صحته؛ استقرت صحته وسَلِم من أمراضٍ كثيرةٍ وعوفي، إذا بارك الله للإنسان في أولاده؛ انتفع بهم وقرت عينه بصلاحهم وبرهم، إذا بارك الله للإنسان في ماله؛ فإنه ينتفع بماله انتفاعًا كبيرًا، بينما لو نُزعت البركة منه؛ يرى أن هذا المال يذهب بسرعةٍ، ولا يدري أين ذهب.

إذا بارك الله تعالى للإنسان في علمه؛ فإن علمه يعظم أثره ونفعه.. وهكذا.

فعلى المسلم أن يكثر من سؤال الله تعالى البركة.