هل الكتابة في وسائل التواصل حكمها حكم التلفظ باللسان في الإثم؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل الكتابة في وسائل التواصل حكمها حكم التلفظ باللسان في الإثم؟
الجواب
نعم، حكمها حكم التلفظ باللسان؛ ولهذا عند العلماء قاعدةٌ، وهي: أن الكتابة كالجواب [1]؛ ولذلك لو أن رجلًا كتب طلاق امرأته، ونوى الطلاق؛ وقع الطلاق، حتى وإن لم يتلفظ به، لو كتب في ورقةٍ لزوجته: "أنت طالقٌ" أو "فلانة طالقٌ"، ناويًا بذلك الطلاقَ أو كتبها في رسالة جوالٍ مثلًا وأرسلها لها، قال: "أنتِ طالقٌ"، ناويًا الطلاق؛ فإنه يقع بذلك طلاقًا وإن لم يتلفظ بذلك، فالكتاب كالجواب.
وعلى هذا: فما يكتبه الإنسان؛ يؤاخَذ به، إن كتب غِيبةً؛ فهو مؤاخذٌ بذلك، إن كتب قذفًا أو سبًّا أو شتمًا أو غير ذلك؛ فهو مؤاخذٌ به، كما لو تكلم به: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18].
وأقول أيها الإخوة: معظم معاصي الإنسان تكون من اللسان، معظم المعاصي، لو تأملت في معظم المعاصي؛ مصدرها اللسان؛ ولذلك مَن ضبط لسانه، ولم يقل إلا خيرًا؛ فإنه سيتقي -بإذن الله تعالى- معاصي كثيرةً.
أكثر مصدرٍ للمعاصي: اللسان؛ فاللسان يكون منه الغِيبة، ويكون منه النميمة، ويكون منه القذف، ويكون منه السباب، ويكون منه معاصٍ كثيرةٌ؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت [2].