سؤالٌ عن وقت صلاة الظهر: هل يستحب تأخيرها في هذه الأيام إلى قُبيل العصر بحكم شدة الحر؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
سؤالٌ عن وقت صلاة الظهر: هل يستحب تأخيرها في هذه الأيام إلى قُبيل العصر بحكم شدة الحر؟
الجواب
ورد في ذلك قول النبي : إذا اشتد الحر؛ فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم [1]، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلمٌ، ولكن هنا النبي عليه الصلاة والسلام أشار إلى العلة، وهي اشتداد الحر، قال: إذا اشتد الحر؛ فأبردوا بالصلاة، الآن مع وجود المكيفات تزول العلة تنكسر شدة الحر، وحينئذٍ لا حاجة للإبراد، الإبراد يكون مع شدة الحر؛ لأن شدة الحر تُذهب الخشوع في الصلاة؛ فلذلك تؤخر صلاة الظهر إلى قُبيل العصر حتى تنكسر شدة الحر ويحصل الإبراد، في الوقت الحاضر مع وجود المكيفات في المساجد -ولله الحمد- والتبريد؛ هنا العلة زالت، فشدة الحر غير موجودةٍ في المسجد، والحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا؛ ولذلك فلا يشرع الإبراد الآن في المساجد المكيفة، يبقى تطبيق هذه السنة لمن مثلًا ذهبوا للبرية، أو مثلًا كانوا في سفرٍ، أو في الأماكن التي لا يوجد فيها مكيفاتٌ، بعض بلدان العالم الإسلامي قد يوجد أماكن تكون شديدة الحرارة، وليس فيها مكيفاتٌ، فهنا يشرع الإبراد بأن يؤخروا صلاة الظهر إلى آخر وقتها -إلى قُبيل العصر- حتى تنكسر شدة الحر.
المقدم: من كان له عذرٌ، أو كذلك المرأة التي تصلي في البيت، هل نقول أيضًا: إنهم يؤخرون، أو يصلونها أول الوقت، من ناحية الأفضلية؟
الشيخ: في وقتنا الحاضر -مع وجود المكيفات- لا يختلف الأمر بين أن يكون في بيتٍ أو يكون في المسجد، المكيفات موجودةٌ، فالعلة زالت، لكن يبقى تطبيق السنة في الأماكن التي لا توجد فيها مكيفاتٌ، مثلما ذكرت في البر مثلًا، أو في سفرٍ أو بلدانٍ لا يوجد عندهم تكييفٌ، والحر شديدٌ تطبق سنة الإبراد.
أما في وقتنا الحاضر: البلدان التي يوجد فيها تكييفٌ فالعلة منتفيةٌ، وهي شدة الحر، سواءٌ كان في البيت أو كان في المسجد؛ لأن العلة إذا اشتد الحر: هي اشتداد الحر؛ لأن شدة الحر هي تفوِّت الخشوع في الصلاة.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 535، ومسلم: 616. |
---|