مما يتصل بهذا الشرط شرط الاستطاعة، ما المقصود بالاستطاعة في وقتنا الحاضر؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
مما يتصل بهذا الشرط شرط الاستطاعة، ما المقصود بالاستطاعة في وقتنا الحاضر؟
الجواب
أولًا: الاستطاعة في الأزمنة السابقة كان الفقهاء يقولون: هي مِلك الزاد والراحلة التي تصلح لمثله، وقد جاء تفسير ذلك في حديثٍ مرفوع إلى النبي ؛ جاء في حديث أنس: أن النبي قال في قول الله : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97] أنه قيل: يا رسول الله، ما السبيل؟ قال: الزاد والراحلة. وهذا الحديث أخرجه الدارقطني والحاكم[1]، لكنه لا يصح مرفوعًا إلى النبي ؛ ولهذا قال ابن المنذر: لا يثبت الحديث الذي فيه ذكر الزاد والراحلة[2]. وإنما هو مأثور عن بعض الصحابة، والعمل عليه عند أهل العلم.
والزاد الذي تُشترط القدرة عليه هو ما يحتاج إليه الحاجُّ في ذَهابه ورجوعه؛ من مأكل ومشرب وكسوة. وأما الراحلة فيُشترط أن تكون صالحة لمثله؛ إما بشراء أو باستئجار في ذهابه ورجوعه.
في الوقت الحاضر ما المقصود بالاستطاعة؟
أصبح الحج الآن عن طريق ما يُسمى بحملات الحج أو شركات الحج؛ فعلى هذا يكون المقصود بالاستطاعة في الوقت الحاضر: القدرة على تحصيل أجرة الحج مع حملة حجٍّ أو شركة حجٍّ أو مؤسسة من مؤسسات الحج، فإذا استطاع المسلم تحصيل أجرة لكي يحج مع حملة من حملات الحج؛ فإنه يكون بهذا قادرًا على الحج.
مثال ذلك: لو كانت مثلًا أجرة الحج مع حملة أو شركةِ حجٍّ مثلًا سبعة آلاف ريال، وكان المسلم يملك هذا المبلغ فاضلًا عن حوائجه الأصلية؛ فمعنى ذلك أنه قد وجب عليه الحج إذا كان عنده قدرةٌ بدنية، إذا كان عنده قدرة بدنية فيكون قد وجب عليه الحج، وإذا كان ليس عنده قدرة بدنية وإنما قدرة مالية فيجب عليه أن يُنيب من يحج عنه.