logo
الرئيسية/فتاوى/معنى قول الله تعالى: ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان﴾

معنى قول الله تعالى: ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان﴾

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما معنى قول الله تعالى: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ؟

الجواب

أي: إن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية، فقوله: لَهِيَ الْحَيَوَانُ [العنكبوت:64]؛ يعني: الحياة الحقيقية؛ لأن حياة الإنسان في الدنيا ليست هي الحياة الحقيقية.

ولذلك؛ إذا رأى الإنسان أهوال يوم القيامة قبل دخول الناس وانقسامهم إلى فريق في الجنة وفريق في السعير، يقول: يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي [الفجر:24]؛ لأنه يرى أن حياته في الآخرة هي الحياة الحقيقية، ويرى أن حياته في الدنيا ليست حياةً مقارنةً بالحياة في الآخرة.

وهذا معنى قول الله في هذه الآية: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ [العنكبوت:64]؛ أي: الحياة الحقيقية.

مقام الإنسان في الدنيا قصير ومحدود، كم تعيش في هذه الدنيا؟ ستين، سبعين، قل مائة سنة، خذ نسبة هذه السنين ليس للآخرة وإنما للموقف فقط، وقوف الناس في الموقف على عَرَصات يوم القيامة في يومٍ مقداره خمسين ألف سنة: كم نسبة ستين أو مائة سنة إلى خمسين ألف سنة؟ هذا فقط في الموقف.

ولذلك؛ يومَ القيامة يقول الله ​​​​​​​ لأهل النار: قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ۝ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ [المؤمنون:112-113]؛ يعني: إن كنت لا تصدقنا اسأل العادين؛ لأنهم يرون أن مُقَامَهم في الدنيا قصير جدًّا كأنه يوم أو بعض يوم؛ لمَّا رأوا أهوال الآخرة، فتنكمش الأعمار وتنكمش السنين حتى تصبح بالنسبة للإنسان كأنها يوم أو بعض يوم.

فالسعيد من اغتنم عمره في طاعة الله وفيما ينفعه بعد مماته.

zh