ما الأدعية التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما الأدعية التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها؟
الجواب
أعظم دعوة: أن تسأل الله الجنة، وتستعيذ بالله من النار؛ ولهذا لمَّا جاء رجل للنبي يسأله أن يعلمه دعاء، قال: ما تقول في دعائك؟. قال: أسأل الله الجنة، وأستعيذ بالله من النار، أما إني لا أحسن دَنْدَنَتَكَ ولا دندنة معاذ. فقال له النبي : حَوْلَها نُدَنْدِنُ [1]؛ يعني: كل دعائنا حولها؛ حول سؤال الله الجنة والاستعاذة بالله من النار.
احرِص كلَّ يوم على أن تسأل الله الجنة، وأن تستعيذ بالله من النار.
وقد صح عن النبي أنه قال: إذا سأل العبد ربه الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة. وإذا استعاذ بالله من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أَعِذْه من النار[2].
وكذلك أيضًا من الأدعية التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم، ما أوصى به النبي معاذًا -وهي وصية للأمة جميعًا- قال: يا معاذ، لا تَدَعَنَّ أن تقول دُبُرَ؛ يعني: آخر كل صلاة: اللهم أَعِنِّي على ذِكرك وشكرك وحسن عبادتك[3].
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: تأملت أنفع الدعاء فوجدته سؤال العبد ربه أن يعينه على طاعته، ثم تأملت فإذا هو مذكور في قول الله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5][4]. وقد أوصى به النبي فقال: لا تدعن أن تقول دُبُرَ كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
وكذلك أيضًا من أعظم الأدعية أكثر دعاء كان يدعو به النبي وهو كما قال أنس: كان أكثر دعاء النبي : ربنا آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار[5].
لكن، إذا كنت تدعو وحدك قل: “رب آتني في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقني عذاب النار”.
وهذا الدعاء دعاء عظيم، يجمع لك خيري الدنيا والآخرة، الحسنة التي في الآخرة هي الجنة، والحسنة التي في الدنيا أن تعيش سعيدًا. فُسِّرت من بعض السلف بالمثال، بعضهم فسرها بالزوجة الصالحة، أو بالمركب الهنيء، أو بالدار الواسعة، ويجمعها أن تكون سعيدًا في الدنيا، كأنك تقول: يا رب اجعلني في الدنيا أعيش سعيدًا، وأسألك في الآخرة الجنة. “رب آتني في الدنيا حسنة”؛ يعني: أكون سعيدًا في الدنيا: “وفي الآخرة حسنة”؛ يعني: الجنة، “وقني عذاب النار”؛ يعني: أَعِنِّي على الأسباب التي أَتَّقِي بها عذاب النار، وأدخل بها الجنة.
وكذلك أيضًا من الأدعية التي ينبغي أن يحرص المسلم عليها: ما جاء في حديث أنس في “صحيح البخاري” قال: كنت أخدُم النبي ، فكنت أسمعه يُكثر -لاحِظ كلمة يكثر!- يكثر من أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن غلبة الدَّين وقهر الرجال[6].