logo
الرئيسية/فتاوى/حكم صوم الصبي

حكم صوم الصبي

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما حكم صوم الصبي؟

الجواب

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهديه واتَّبع سُنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فالصبي إذا أُطلق يُراد به: الصبي المُميز، أما غير المُميز -الطفل الصغير الذي دون سنِّ التَّمييز- فهذا لا يصح منه الصوم.

يعني مثلًا: طفلٌ عمره ثلاث سنواتٍ أو أربع سنواتٍ، هذا لا يصح منه الصوم؛ لأنه لا يعقل نية الصوم، والصوم: إمساكٌ بنيةٍ، لكن إذا كان الصبي مُميزًا -يعني: بلغ سبع سنين فأكثر- فمن حيث الوجوب لا يجب عليه الصوم، حتى لو قارب البلوغ، حتى لو بلغ أربع عشرة سنةً ولم تظهر منه إحدى علامات البلوغ لا يجب عليه الصوم؛ لقول النبي : رُفِعَ القلم عن ثلاثةٍ وذكر منهم: عن الصبي حتى يبلغ [1]، لكن يُستحب لوليه أن يأمره بالصوم حتى يألفه، وحتى يعتاده، وكما يأمره بالصلاة، كما قال عليه الصلاة والسلام: مُرُوا أولادكم بالصلاة لسبعٍ [2]، فَيُؤْمَر بالصلاة لسبعٍ حتى يألف الصلاة، وحتى يعتاد الصلاة.

وكذلك أيضًا بالنسبة للصوم ينبغي لولي الصبي أن يُحبب إليه الصوم، وأن يُرَغِّبه فيه، وأن يُشَجِّعه عليه حتى يألف هذه العبادة؛ لأن هذا الصبي لو بقي لم يَصُمْ حتى بلغ ربما يصعب عليه الصوم فيما بعد، ولا يألف الصوم، لكنه إذا أُمِرَ بالصيام منذ أن كان عمره سبع سنواتٍ تجد أنه يألف هذه العبادة ويعتادها ويتشجع عليها.

وهذا أمرٌ معروفٌ، خاصةً هذه السنّ التي بين سبع سنوات إلى البلوغ، فهذه سنٌّ مُهمةٌ جدًّا بالنسبة للصبيان، فهذه يقولون: من أهم مراحل العمر التي تُغرس فيها القيم الفاضلة، ويُشجع فيها الأبناء والبنات على الأمور الفاضلة، ويُحَذَّرون من الأمور السيئة، فهذه السن مهمةٌ جدًّا.

ومن ذلك: أن يغرس فيهم حب الصلاة، وحب الصيام والواجبات الشرعية عمومًا؛ ولذلك حتى إن قلنا: إن الصوم لا يجب على الصبي غير البالغ إلا أنه يُستحب أمره بذلك.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه أبو داود: 4402.
^2 رواه أبو داود: 495، وأحمد: 6756.
zh