هل السبُّ والشتم ينقص من أجر الصائم؟

نعم، ينقص من أجر الصائم، وكل معصيةٍ تقع من الصائم تنقص من أجره، وإذا كثُرت المعاصي من الصائم فربما يصل للمرحلة المذكورة في قول النبي : مَن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ^[1]، رواه البخاري.

أي: مَن أكثر من المعاصي القولية والفعلية، لم يدع قول الزور يعني: المعاصي القولية، والعمل به يعني: المعاصي الفعلية، فهذا قد يصل إلى هذه المرحلة: فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه يعني: أنه لا يُؤْجَر ولا يُثاب على هذا الصيام.

فصيامٌ لا يتأدب معه الصائم، وتكثُر منه المعاصي القولية والفعلية؛ فليس لله حاجةٌ في هذا الصوم: في أن يدع طعامه وشرابه يعني: أنه لا يُؤْجَر ولا يُثاب على هذا الصوم.

وهذا يدل على أن كل معصيةٍ تخدش في الصوم، وأن كل معصيةٍ تنقص من أجر الصائم؛ ولهذا فعلى المسلم إذا صام أن يحترز من المعاصي، حتى لو أخطأ عليك أحدٌ ينبغي ألا تُقابل ذلك بالمثل، مع أن ذلك جائزٌ في غير الصوم، لكن في الصوم ينبغي ألا تُقابل ذلك بالمثل، وإنما تقول: إني امرؤٌ صائمٌ: فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ ^[2].