ما السُّنة أو ما الذكر الصحيح الثابت الذي ينبغي أو يُسنّ أن يُقال عند فطر الصائم؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما السُّنة أو ما الذكر الصحيح الثابت الذي ينبغي أو يُسنّ أن يُقال عند فطر الصائم؟
الجواب
جاء في حديث أنسٍ : أن النبي كان يقول عند فطره: بسم الله، اللهم لك صُمْتُ، وعلى رزقك أفطرتُ، تقبل مني، إنك أنت السميع العليم [1]، وهذا الحديث أخرجه بهذا اللفظ الطبراني، لكنه حديثٌ ضعيفٌ؛ جميع طرقه معلولةٌ، وضعفه ابن القيم وابن حجر، وعامة أهل العلم على تضعيفه؛ ولذلك لا يُشرع أن يُؤتى به على أنه سنةٌ، لكن لو دعا به على أنه دعاء كسائر الأدعية لا بأس، لكن لا يُقال: إنه يُسنّ أن يُقال ذلك عند الإفطار.
وجاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي كان إذا أفطر قال: ذهب الظَّمأ، وَابْتَلَّت العروق، وثَبَتَ الأجر إن شاء الله [2]، وهذا الحديث أخرجه أبو داود والنسائي، وهو حديثٌ حسنٌ بمجموع طرقه، ولكن يقول ذلك إذا كان قد ظمأ بالفعل، أما إذا لم يكن قد ظمأ -كما في أيام الشتاء مثلًا- فلا يقول ذلك، لا يقول: ذهب الظَّمأ؛ لأنه لم يَظْمَأْ بالفعل، فيكون قد قال قولًا هو غير صادقٍ فيه، لكن لو كان ظمأ بالفعل فإنه يقوله.
وبذلك يُعلم أنه لم يثبت دعاءٌ مخصوصٌ يُقال عند فطر الصائم؛ ولذلك نقول: الصائم يدعو الله بما يَحْضُره من خيري الدنيا والآخرة.
وهذا له نظائر، مثلًا: عند الطواف بالكعبة لم يثبت في ذلك دعاءٌ مخصوصٌ سوى: ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وَقِنَا عذاب النار ما بين الركن اليماني والحجر الأسود [3].
هكذا أيضًا في السعي بين الصفا والمروة يُشرع الدعاء، لكن لم يثبت في ذلك دعاءٌ مخصوصٌ، وإنما يدعو المسلم، يدعو مَن يسعى، يدعو الله بما يَحْضُره من خيري الدنيا والآخرة.
ولعل الحكمة في ذلك -والله أعلم- هي: أن هذا أقرب للخشوع وحضور القلب، وأن الإنسان يختار من الأدعية ما يراه مُناسبًا، فيكون ذلك أدعى إلى حضور القلب، وإلى الخشوع.
على ذلك نقول: إنه لم يثبت في ذلك دعاءٌ مخصوصٌ يُقال عند فطر الصائم، وإنما يدعو الصائم، يدعو الله بما يَحْضُره من خيري الدنيا والآخرة، وهذا الموضع من مواضع إجابة الدعاء؛ ولهذا ينبغي أن يحرص فيه المسلم على الإكثار من الدعاء، وينبغي أيضًا أن يُطبق السُّنة عند فطره، فيُفطر على رُطَبٍ، فإن عُدِمَ فتمرٌ، فإن عُدِمَ فماء، كما جاء ذلك في بعض الأحاديث عن النبي .