logo
الرئيسية/فتاوى/حكم وضع جدول لأعمال رمضان

حكم وضع جدول لأعمال رمضان

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما حكم وضع جدولٍ لأعمال رمضان؟

الجواب

هذا من الأمور الحسنة، هذا من حُسن إدارة الوقت وترتيب الوقت، وكان السلف يفعلون هذا ويُسمونه: مُشارطة النفس.

مُشارطة النفس معناها: التخطيط للوقت، وأيضًا عندهم مُحاسبة النفس، فعندهم مُشارطة، وعندهم مُحاسبة، وعندهم مُعاقبة النفس.

ففقه أحوال النفوس فقهٌ عظيمٌ، ينبغي للمسلم أن يُعْنَى به، ومن ذلك ما كان السلف يُسمونه: مُشارطة النفس، ويُسمى بلغة العصر: التَّخطيط للوقت، وذلك بأن يجعل الإنسان له جدولًا يُلزم نفسه به من باب الترتيب والاستفادة من الوقت، كأن يقول -مثلًا-: في رمضان هذا العام سأختم القرآن كذا ختمة. ويضع لذلك آليةً.

لو قال -مثلًا-: سأختم القرآن ثلاث ختماتٍ. معنى ذلك: أنه لا بد كل عشرة أيام أن يختم القرآن مرةً واحدةً، والقرآن ثلاثون جزءًا، فإذا كان سيختم القرآن في عشرة أيامٍ لا بد أن يقرأ كل يومٍ ثلاثة أجزاء.

فهذا مثالٌ لترتيب الوقت.

ومثلًا: من ترتيب الوقت في رمضان أن يقول: أنا سأُصلي صلاة التراويح كاملةً مع الإمام هذا العام. فيضع ذلك في هذا الجدول، وهذا مما يُعين على تحقيق هذا الأمر، وهذا يدخل في العزيمة التي كان النبي يسأل الله إياها: اللهم إني أسألك العزيمة على الرُّشْد [1]؛ ولأن المُتردد يُصيبه الكسل، فالإنسان الذي ليست عنده عزيمةٌ يُصيبه الكسل، فإذا كان الإنسان ليست عنده عزيمةٌ في أن يُصلي صلاة التراويح كاملةً مع الإمام طوال شهر رمضان تجد أنه يتحمس في أول رمضان، ثم يبدأ يَفْتُر، ثم يكسل، ثم يصلي بعض التراويح، ثم لا يُصليها، لكن لو أنه من البداية اتَّخذ قرارًا بأن يُصلي صلاة التراويح كاملةً مع الإمام طوال شهر رمضان، فهذا القرار يدخل في العزيمة على الرُّشْد، وهذا يُعينه ويقضي على الكسل والتَّردد.

وعلى هذا نقول: وضع جدولٍ للأعمال في رمضان من الأمور الحسنة، وهو مرويٌّ عن السلف الصالح فيما يتعلق بمُشارطة النفس.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه النسائي: 1304، وأحمد: 17114.
zh