logo
الرئيسية/فتاوى/ما الدليل على أن مسافة السفر 80 كلم؟

ما الدليل على أن مسافة السفر 80 كلم؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

بالنسبة لمسافة (80 كيلومترًا)، لماذا حُددت ووضعت على أنها هي مسافة القصر؟

الجواب

هذه المسافة مأخوذةٌ من قول النبي : لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يومٍ وليلةٍ إلا ومعها ذو محرمٍ [1]، والحديث في “الصحيحين”.
يوم وليلة يعني: كأنه قال عليه الصلاة والسلام: أدنى مسافة سفرٍ، واليوم والليلة يعادلان أربعة بردٍ، ويعبر بعض الفقهاء عنها بـ”يومين قاصدين”، يعني: أربعة بردٍ، والبريد أربعة فراسخ؛ معنى ذلك: تكون ستة عشر فرسخًا، والفرسخ ثلاثة
أميالٍ، فإذا ضربنا: (16×3) يعني: (48 ميلًا)، هذه كلها بالتقديرات القديمة، إذا أردنا أن نحولها بالتقديرات المعاصرة: فـ(48 ميلًا) تعادل: (80 كيلومترًا)، فهذا هو أصل هذا التحديد، يؤيده الآثار المروية عن الصحابة، فكما جاء عن ابن عباسٍ وابن عمر أنهما كانا يقولان لأهل مكة: “يا أهل مكة، لا تقصروا في أقل من أربعة بُردٍ” [2]، ولم يُعرف لهما مخالفٌ من الصحابة ؛ فيكون كالاتفاق أو كالإجماع، والصحابة  لا شك أنهم أعلم الناس بشريعة الله، وأعلم الناس بمراد رسول الله ، وأعلم الناس أيضًا بلغة العرب.

فهذا التحديد المروي عن الصحابة ، والمستنبط أيضًا من هذا الحديث، هذا هو الأقرب في تحديد أقل مسافةٍ للسفر.

ومن أهل العلم من يقول: إن المرجع في ذلك للعرف، لكن العرف مضطربٌ، العرف في وقتنا الحاضر يصعب تحديده، ما هو العرف الآن؟ ما العرف في السفر؟ يصعب تحديده؛ ولذلك لو خرج مجموعةٌ من طلاب العلم، وأرادوا تحديد العرف في السفر؛ لاختلفوا، فالعرف في السفر مضطربٌ هنا في تحديد المسافة؛ ولذلك الأقرب هو هذا القول، وهو قول جمهور أهل العلم: وهو أن أقل مسافةٍ للسفر هو (80 كيلومترًا)، وكما ذكرت، هذا هو التقدير المعاصر، لكن بالتقديرات السابقة: أربعة بردٍ، ستة عشر فرسخًا، (48 ميلًا).

ومما يدل لهذا: أن النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع بقي ما بين المدينة إلى مكة عشرة أيامٍ؛ معنى ذلك: أنه في كل يومٍ يقطع كم كيلو؟ الآن المسافة ما بين المدينة ومكة (400 كيلو)؛ معنى ذلك: يقطع في كل يومٍ (40 كيلو)، وهذا يؤكد ما ذكره الفقهاء من قولهم: “يومين قاصدين”، أو “يوم وليلة”، فإذا قلنا: 40 و40؛ أصبحت: 80، يوم وليلة، يعني: 40 و40، أو يومين: 40 و40، تكون: (80 كيلومترًا).

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1088، ومسلم: 1339.
^2 ينظر مجموع الفتاوى لابن تيمية: 24/ 39.
zh