في البيع والشراء، البعض ربما يتفاءل بشخصٍ معينٍ إذا اشترى منه؛ فهو لن يخسر، وإذا اشترى من الآخر؛ فكثيرٌ ممن يشترون من هذا الشخص، ثم يريدون أن يبيعوا، فيجدون خسارةً في بيعهم، هل التفاؤل والتشاؤم في هذا يجوز؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
في البيع والشراء، البعض ربما يتفاءل بشخصٍ معينٍ إذا اشترى منه؛ فهو لن يخسر، وإذا اشترى من الآخر؛ فكثيرٌ ممن يشترون من هذا الشخص، ثم يريدون أن يبيعوا، فيجدون خسارةً في بيعهم، هل التفاؤل والتشاؤم في هذا يجوز؟
الجواب
هذا كان من صنيع أهل الجاهلية، وصنيع الأمم السابقة التي ذكر الله تعالى عنهم وأنكر عليهم ذلك: فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ [الأعراف:131]، قَالُوا لصالحٍ : اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ [النمل:47]، كانوا يتشاءمون بأشخاصٍ، يتشاءمون، فتشاءموا بموسى وتشاءموا بصالحٍ، وتشاءموا بنبينا محمدٍ، عليهم الصلاة والسلام جميعًا.
التشاؤم بالأشخاص هذا يدخل في التطير المذموم، وذكره الله تعالى على سبيل الذم عن هذه الأمم، والنبي يقول: لا عدوى ولا طِيَرة ولا هامَة ولا صَفَر [1]، قوله : ولا طيرة، يعني: لا يكون فيه تشاؤمٌ، لا يتشاءم، لكن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعجبه الفأل [2]، الفأل لا بأس به؛ كما لما جاء سهيل بن عمرٍو في قصة الحديبية؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: سَهُل أمركم [3]، تفاؤلًا باسمه.
فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يعجبه الفأل، ويتفاءل، لكن التطير هذا لا يجوز، التطير بشخصٍ، التطير بمكانٍ، التطير بزمانٍ، التطير بعددٍ، هذا كله لا يجوز، كانوا في الجاهلية إذا أراد الرجل أن يذهب للتجارة، وقابله في الطريق رجلٌ أعور؛ تشاءم وألغى السفرة، فالتطير بالأشخاص هذا موجودٌ لدى الأمم السابقة، وأنكر الله ذلك في القرآن في حق من تطيروا بأنبياء الله ورسله، والنبي عليه الصلاة والسلام أنكر ذلك، وقال: لا طيرة، يعني: أن الطيرة لا تجوز بجميع صورها وأنواعها.
والتشاؤم إنما يكون مع ضعف الإيمان، وإلا مع قوة الإيمان وقوة التوكل على الله يكون الإنسان بعيدًا عن التشاؤم وبعيدًا عن التطير، لكن عندما يضعف الإيمان ويضعف التوكل على الله ؛ تجد أن الإنسان يتعلق بمثل هذه الأمور، ثم أيضًا تجد أن هذا الأمر -وهو التشاؤم- أكثر ما ينتشر في المجتمعات البعيدة عن نور الوحي والنبوة، فكثيرًا ما يتشاءمون، يتشاءمون بالأزمنة، بعضهم يتشاءم بشهر صفرٍ.
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…