logo
الرئيسية/فتاوى/ضوابط حجاب المرأة المسلمة

ضوابط حجاب المرأة المسلمة

مشاهدة من الموقع

السؤال

لو أردنا أن نضع ضوابط لحجاب المرأة، بحيث المرأة تعرف ما الذي يجوز، وما الذي لا يجوز لها فيه؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن المرأة المسلمة مأمورةٌ بالحجاب، وقد أمرها بذلك ربها ، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:59]، وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53].

وقال  في شأن القواعد من النساء: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور: 60] وهن قواعد، قواعد يعني: عجائز بلغن مرحلةً من السن أنهن لو كن ليس معهن أزواجٌ أنهن لا يرجون النكاح، ومع ذلك قال سبحانه: فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ، وأيضًا: وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور:60]، هذا يدل على عناية الشريعة الإسلامية بقضية الحجاب، وأنها قضيةٌ مهمةٌ وكبيرةٌ في الشريعة الإسلامية.

فعلى المرأة المسلمة أن تتقي الله ، وأن تلبس الحجاب الساتر المحتشم الذي لا يبدي مفاتنها، وإنما يكون ساترًا لها، هذا هو المطلوب من المرأة المسلمة، ويشمل ذلك جسدها، ويشمل كذلك وجهها، فإنه يجب على المرأة المسلمة أن تغطي وجهها عن الرجال الأجانب، كما جاء في “الصحيحين” عن عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك، قالت: “لما رأيت صفوان بن المعطل؛ خمرت وجهي” [1]، يعني: غطيت وجهي.

فالحجاب ليس عادةً اجتماعيةً، وإنما هو عبادةٌ تتقرب به المسلمة إلى ربها ، ثم إن المرأة إذا لبست الحجاب الساتر المحتشم؛ تكون محترمةً، الكل يحترمها؛ ولذلك يقول سبحانه: ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، يعني: إذا عُرفت المرأة بالعفة؛ لا يؤذيها أحدٌ، الكل يحترمها، يُعرض عنها، حتى من في قلبه مرضٌ أو الفاسق، يعرض عنها، لكن هؤلاء إنما يتعرضون للمتبرجة، أما المحتشمة فلا أحد يتعرض لها، ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ؛ ولذلك يُذكر من مناقب المرأة يقال: إنها امرأةٌ عفيفةٌ، ذات سترٍ وحجابٍ، يذكر هذا من مناقبها، عندما تذكر مناقب المرأة؛ فإنها تُمدح ويثنى عليها بذلك.

فعلى المرأة المسلمة أن تتقي الله ، وأن تستشعر أن الذي أمرها بالحجاب ربها.

والعباءة أو الملاءة شيءٌ يوضع فوق لباس المرأة، هذا يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ [الأحزاب:59]، هذا هو الجلباب، والمطلوب أن يكون ساترًا للمرأة لا يبدي مفاتنها، ولا يكون فيه زينةٌ، أما إذا كان فيه زينةٌ؛ فما الفائدة منه إذنْ؟! أو أنه يبدي مفاتنها، فهذا الجلباب الذي تضعه المرأة فوق ملابسها يسمى العباءة، ويسمى الملاءة، هذا هو الذي يستر جسدها، ويخفي مفاتنها عن الرجال الأجانب.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 4141.
مواد ذات صلة
zh