نعم، هذا الحزن قد يؤثر في تحقيق الرضا؛ ولذلك نقول للأخت الكريمة: عليك بالصبر والاحتساب والرضا بما قدره الله ، ووالدتك قد استوفت أجلها، وعاشت عمرها الذي كتبه الله تعالى لها في الدنيا، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا [المنافقون:11]، ولعلها انتقلت إلى ما هو خيرٌ وأبقى؛ ولذلك فينبغي الصبر والرضا، وأن يستحضر المسلم أن هذا هو طريقنا جميعًا، وأن هذا هو طريق والدتك، وهو أيضًا طريقك، فهو طريق الجميع، وهذا الحزن لا يَرُد من قدر الله شيئًا، وهو محبوبٌ للشيطان؛ كما قال سبحانه: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا [المجادلة:10]؛ ولذلك هذه النوبات من الحزن التي تأتيكِ هذه من الشيطان، فإذا أتتكِ استعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وترجين أن والدتك انتقلت لما هو خيرٌ وأفضل عند الله ، وتفعلين ما ينفع والدتك من الدعاء لها والصدقة عنها، وكذلك إن تيسر العمرة والحج، هذه هي التي تنفعها بعد مماتها، بل إن الحزن إذا كان مصحوبًا بالبكاء؛ فإن الميت قد يعذب بسبب ذلك؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ، أخرجه البخاري ومسلمٌ.
يعني: يتألم الميت عندما يعلم بأن أهله يبكون عليه ويحزنون عليه ويتألمون عليه؛ ولذلك ينبغي الابتعاد عن الحزن، وتعزيز جانب الرضا بقضاء الله تعالى وقدره.