logo
الرئيسية/فتاوى/أقسم على الله في دعائه ولم يتحقق طلبه، فهل تلزمه كفارة يمين؟

أقسم على الله في دعائه ولم يتحقق طلبه، فهل تلزمه كفارة يمين؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

أقسمتُ على الله أن يشفي أمي وأن تفيق من الغيبوبة، لكنها توفيت، فهل يلزمني كفارة يمينٍ؟

الجواب

لا يلزمك كفارة يمينٍ؛ لأن هذا ليس من صيغ اليمين الموجبة للكفارة، وإنما هذا من باب الإقسام على الله ​​​​​​​.

والإقسام على الله ينقسم إلى قسمين:

  • القسم الأول: أن يكون الدافع له الإعجاب بالنفس وبالعمل الصالح، فهذا نوعٌ من التألي على الله ، وهذا لا يجوز.
  • القسم الثاني: أن يكون الدافع له حسن الظن بالله سبحانه، يقسم  على الله أن يحقق كذا، من باب إحسان الظن بالله والثقة في أن الله تعالى سيحقق ما أراد وسيستجيب دعاءه، فهذا لا بأس به، وهذا هو المقصود في قول النبي عليه الصلاة والسلام: رُبَّ أشعث أغبر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره [1]، يعني: لو قال: والله ليحصلن كذا، أبر الله تعالى بقسمه.

وبكل حالٍ: من لم يبر الله بقسمه؛ لا يدل على أنه إنسانٌ غير صالحٍ، والأخ السائل يقول: إنه أقسم على الله أن يشفي أمه، وأن أمه ماتت، لا يدل هذا على عدم صلاحه، الله تعالى له الحكمة البالغة في استجابة الدعاء، قد يستجيب الله تعالى الدعاء، وقد لا يستجيب، قد يلح الإنسان على الله في الدعاء بأمرٍ معينٍ، ولكن الله تعالى بحكمته البالغة يقدر عدم إجابة هذا الدعاء، فالله تعالى لا يُسأل عما يفعل، له الحكمة البالغة، وهو أحكم الحاكمين جل وعلا.

فهذا الإقسام على الله سبحانه إذا كان الباعث عليه حسن الظن بالله وقوة الرجاء والثقة بالله؛ فلا بأس بذلك، لكن لا يترتب عليه كفارة يمينٍ، ولا أي شيءٍ آخر.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 2622، بنحوه.
مواد ذات صلة
zh