البعض قد تملكه العاطفة فينشغل بإهداء الثواب لمَن يُحب -لوالديه أو غير ذلك- لكنه في المقابل هو نفسه مُحتاجٌ للصدقة أو للطاعات، فتوجيهكم لهذا بحيث إنه ما يطغى جانب العاطفة على جانب حاجة الإنسان؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
البعض قد تملكه العاطفة فينشغل بإهداء الثواب لمَن يُحب -لوالديه أو غير ذلك- لكنه في المقابل هو نفسه مُحتاجٌ للصدقة أو للطاعات، فتوجيهكم لهذا بحيث إنه ما يطغى جانب العاطفة على جانب حاجة الإنسان؟
الجواب
نعم، ينبغي أن يبدأ الإنسان بنفسه، فالإنسان كما أن هذا الذي تُهْدي له الثواب بحاجةٍ للثواب، فأنت أيضًا بحاجةٍ للثواب؛ لأن بعض الناس كأنه سيُعمر، كأنه سيعيش سنين طويلةً، تجد أن معظم الأعمال التي يعملها يُهْدِي ثوابها لغيره، وينسى نفسه.
وأنا أذكر: كان عندي درسٌ في الحرم، وأتى أحد الناس وقال: إن جميع العُمَر التي يعتمرها يُهْدي ثوابها لغيره. فقلتُ: لماذا تفعل هذا؟ قال: يعتقد أن له مثل ثوابها. فقلتُ: أنت الآن أهديتَ ثوابها لغيرك، كيف يكون لك مثل ثوابها؟ قال: إني سمعتُ مَن يقول. قلتُ: هذا لا دليل عليه، أنه يكون لك مثل ثوابها، قد تُؤجر على النية، تُؤجر على الإحسان، تُؤجر على أمورٍ متعلقةٍ بهذا، لكن أجر الثواب أنت تقول: يا ربي، ثواب هذه العمرة، أو ثواب هذا العمل الصالح أهديته لفلانٍ.
يعني: ينبغي أن يكون هناك توازنٌ: إن لنفسك عليك حقًّا [1]، فكما أنك تريد أن تعتمر عن غيرك، أو تتصدق عن غيرك، أيضًا ابدأ بنفسك، اعتمر عن نفسك، وتصدق عن نفسك، فكما أن غيرك بحاجةٍ للثواب، فأنت أيضًا أحوج منه للثواب.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 1968. |
---|
إرسال مبالغ فقط من غير عقد صفقات تجارية لا بأس به. والنبي لما كان هناك رجلان يتقاضيان دينًا، وارتفعت…