أسباب الخشوع في الصلاة

الخشوع في الصلاة له عدة أسبابٍ، لكنها ترجع إلى سببٍ واحدٍ: وهو الاهتمام، أن يوجد لدى المسلم اهتمامٌ عظيمٌ بتحقيق الخشوع في الصلاة، فإذا وُجد هذا الاهتمام؛ سيجد المسلم من الوسائل ما يعينه على تحقيق الخشوع في الصلاة.

ومن ذلك: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، سواءٌ في أول صلاته، أو حتى إذا أتته وساوس؛ استعاذ بالله من الشيطان الرجيم في أثناء صلاته، وقد جاء رجلٌ إلى النبي  يشتكي إليه ما يجده من وساوس في الصلاة، فأرشده النبي  إلى التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال: “فأذهبه الله عني” ^[1]، هذا علاجٌ عظيمٌ، إذا وجدتَ وساوس في الصلاة وهواجس؛ قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سواءٌ كنت في القيام أو في الركوع أو في السجود، أو في أي موضعٍ من مواضع الصلاة.

ومن ذلك: مجاهدة النفس، ومجاهدة الشيطان، وأن يستحضر معاني ما يقول، ومن ذلك: قول المصلي: الله أكبر، يعني: الله أكبر من كل شيءٍ يخطر بالبال، فيستحضر هذا المعنى العظيم، والخشوع في الصلاة يحتاج إلى مجاهدةٍ، يحتاج إلى مجاهدةٍ عظيمةٍ من المسلم؛ لأن الشيطان للإنسان بالمرصاد، فإن الشيطان إذا رأى الإنسان في مقام مناجاته لربه؛ غار منه غيرةً شديدةً، فأقبل على المصلي بخَيْلِه ورَجِلِه يوسوس له، حتى إنه يُذكِّره بأشياء قد نسيها وأيس منها، يذكره إياها في الصلاة؛ لأن الشيطان يريد أن يفسد على المسلم صلاته، هو أولًا يحرص الشيطان على ألا يصلي، فإن لم يطعه؛ فيحرص على أنه لا يصلي مع الجماعة في المسجد، فإن لم يطعه، وأتى وصلى مع الجماعة في المسجد، أو المرأة صلت الصلاة في وقتها؛ فإن الشيطان يُقبِل على المصلي بخيله ورجله؛ حتى يوسوس له ويُفوِّت عليه الخشوع في الصلاة، والخشوع في الصلاة هو روح الصلاة، وهو لبها، وهو المقصود الأعظم منها، وصلاةٌ بلا خشوعٍ كجسدٍ بلا روحٍ، وإن كانت هذه الصلاة تبرأ بها الذمة؛ لأنها مكتملة الأركان والشروط والواجبات؛ لكن ليس للمصلي من الأجر إلا بمقدار ما عقل منها.